في ظل التوتر السائد في شماليّ البلاد، وخاصة بعد موجة التظاهرات الحاشدة التي نظمتها الطائفة الدرزية المعروفية، والتي انتهت بإعتراض مركبة اسعاف عسكرية كانت تنقل مصابين من الاراضي السورية وقتل احد المصابين واصابة اخر بجراح حرجة على ايدي عدد من المتظاهرين في مجدل شمس، استطلع موقع "بكرا" عدد من الآراء في الشارع الفلسطيني حول الحادث خاصةً وأن جدلا واسعًا ونقاشًا حادًا حول الموضوع برز على صفحات العالم الإفتراضيً، بين مؤيد للعملية بحجة أن المصابين جنود من جبهة النصرة الذين يقاتلون أخوتهم في سوريا وبين معارض لها بحجة أن هذا التصرف همجيّ ولا يمت للإنسانية بصلة، بالذات لأننا نتحدث عن مصابين.

د.محمود خطيب : لا يوجد اي اثبات بأنهم ينتمون للنصرة، وهذا عمل بربري

الدكتور محمود خطيب، مختص في الإقتصاد، أكد لـ "بكرا" على ان هذا التصرف غير انساني وبربري من الدرجة الاولى، وقال: هذا فعل غير انساني وبربري من الدرجة الأولى، لا يوجد أي اثبات على ان الجرحى هم من جبهة النصرة، ولا يوجد أي اثبات أن اسرائيل تدعم جبهة النصرة وتمدها بالسلاح والمال سوى ما يقوله الإعلام الكذاب وزبانيته. الجرحى مواطنون أبرياء لا دخل لهم، وكثير منهم من المرضى الذين لا يجدون من يعالجهم في سوريا، واسرائيل تستغل هذا لتظهر انها انسانية، علمصا على أنها تحصل على مقابل ماديّ من الأمم المتحدة.

المحامي محمد حسين محاميد: هذه جريمة تنافي كل الاعراف الانسانية

اما المحامي محمد حسين محاميد فقد حذّر خلال حديثه من مغبة ردود فعل انتقامية في الاراضي السورية قد تمس بأبناء الطائفة المعروفية، مشيرًا الى بشاعة ما جرى والتي تتنافى مع الاعراف الانسانية والدينية، حيث قال: لا شك بان هذه الجريمة البشعة تنافي كل الاعراف الانسانية والدينية وتنطوي تحت بند القتل العمد دون اي مبرر وقد تؤدي الى رد فعل إنتقامي يمس في أبناء الطائفة المعروفية في سوريا.

واضاف: الامر الملفت للنظر هو قيام هذه المجموعة بمثل هذه الفعلة، وسط عجز الشرطة العسكرية أو الجيش المرافقين لسيارة الاسعاف منع حدوثها، رغم محاولة سابقة للمس في الجرحى السوريين من قبل مواطنين في قرية حرفيش قبل يومين فقط من هذه الحادثة.

واختتم قائلا: حتى دولة اسرائيل بكل ظلمها واستبدادها تقوم بمعالجة من يعتبرون في مفهومها "إرهابيين" عند حدوث أي عملية ضد جنود الاحتلال أو ضد مدنيين ومن ثم تقوم بمحاكمة الجريح عند تعافيه وليس في هذا تنزيها لدولة الاحتلال وانما فقط من باب المقارنة مع من يعتبرون مواطنين يعيشون تحت جور وظلم المحتل الاسرائيلي. أتمنى أن تتعامل الشرطة مع هذه الجريمة بالحزم والجدية المطلوبين وأن يتم تقديم الجناة الى المحكمة دون أي تراخي أو مواربة.

المحامي رائد كساب: ما جرى في الجولان يتحمل مسؤوليته كل الاطراف المتناحرة في سوريا

بدوره المحامي رائد كساب، فقد حمّل كافة الاطراف مسؤولية ما جرى مؤخرًا في مجدل شمس حيث قال: القضية السورية هي قضية مركبة وصعبة ولا يمكن لاحد ان يناصر اي طرف على حساب الاخر، لان القتل هو القتل والعنف هو العنف، وان ما يحصل في سوريا هو حرب بين الدول العظمى على الاراضي السورية للدفاع عن نفوذهم العسكري والاقتصادي والجيوسياسية في المنطقة.

وقال: كلنا نعشق الديمقراطية ونطمح ان تتغير جميع الاقطار الى انظمة ديمقراطية سواء في سوريا او في كل الاقطار العربية . لكن الاحداث في سوريا لم تأت باي نتيجة منذ 4 سنوات وكما يبدو فان الوضع سيستمر على ما هو عليه ما دام هنالك داعمين للمجموعات العسكرية وللنظام من قبل دول اقليمية ودول عظمى بسبب المصالح الضيقة لهذه الدول . ومن يدفع الثمن لهذه الحرب الطاحنة التي استهدفت الشجر والحجر والبشر واعادت سوريا الى ما قبل التاريخ هم السوريين انفسهم ، لهذا يجب ان تجلس كافة الاطراف الى طاولة المفاوضات ولبناء نظام ديمقراطي عبر صناديق الاقتراع.

واختتم قائلا: القتل الذي حصل في الجولان اصلا موجود في سوريا بنفس الاسلوب البشع، والمسؤول عن ذلك هو جميع الاطراف المتناحرة. دون ادنى شك انا ضد قتل اي انسان مهما كانت المبررات والاسباب خاصة ان كان جريحا، لذلك اتمنى على كافة اطياف الشعب السوري ان يكفوا عن الاقتتال والتحكم الى لغة الحوار والسلام لبناء سوريا التي دمرت .

يجب علينا جميعا حماية السوريين في المستشفيات من مثل هؤلاء المجرمين

اما الشاب سفيان تلس فقد دعا خلال حديثه على ضرورة حماية السوريين المتواجدين في المستشفيات السورية، حيث قال: لا شك ان هذا عمل جبان وبربريّ وعنصريّ تفوح منه رائحة الكراهية، وفي المواثيقة الدولة والانسانية والدينية يجب حماية الجريح حتى لو كان عدو، فكيف ان كان الجريح نازح يحتمي بأرضك، يجب علينا كبشر اولا وثم كمسلمين ان لا نصمت حيال هذه الاعتداءات، ويجب علينا جميعا ان نحمي اخواننا السوريين من مثل هؤلاء المجرمين.

الموقف ذاته اكد عليه الشاب محمد يوسف زطام والذي قال: عمل غير انساني وغير مبرر، فهم هربوا من العذاب ليواجهو القتل؟ اعتقد ان هذا التصرف هو تصرف غير طبيعي وهمجي وغير مقبول لا من ناحية انسانية ولا من ناحية دينية، ويجب ان يكون هناك موقف حازم تجاه هذه الاعمال.

اما محمد حسين اغبارية فقد قال: لا يمكنني ان اتصور كيف تجرأ هؤلاء على قتل مصاب مدني بهذه الوحشية، فهم هربوا من الموت في سوريا ليلاقوا العذاب والقتل والتنكيل في البلاد وذلك فقط لانه اشتبه بإنتماءهم لجبهة النصرة، فهذا امر غير منطقي على الاطلاق، كما وأن جبهة النصرة اصدرت بيان بهذا الامر واعتذرت عن ما جرى من قتل وقالت انه لم يكن مقصود وان من قام بهذه الفعل قدم للمحاكمة داخل التنظيم، ان ما جرى فقط يزيد من التوتر السائد في البلاد بل وقد يؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]