من على تلة مقبرة المجاهدين في شارع صلاح الدين بالقدس يطلق المواطن المقدسي رجائي صندوقة منذ 25 عاما، مدفع رمضان القديم والتراثي.

و تعتبر عائلة صندوقة المسؤولة عن تشغيل المدفع طيلة شهر الصيام وأيام عيد الفطر.

منذ الفترة العثمانية مرتين في اليوم خلال شهر رمضان

ويقوم المواطن صندوقة بإطلاق المدفع مرتين "طلقتين" في اليوم من شهر رمضان المبارك- عند شروق الشمس وغروبها في فترة السحور وأيضاً في فترة المساء معلنا بانتهاء الصوم "الفطور" وان العائلة تقوم بهذا النهج منذ الفترة العثمانية قبل حوالي مئة عام.

وقال صندوقه ان جده كان هو الذي يطلق المدفع مؤكدا على اهمية هذا العمل وانه يفتخر بما يقوم به مشيرا الى ان اهالي القدس ينتظرون سماع المدفع عند الافطار والسحور انه حتى الماذن في المدينة لا ترفع الاذان الا على مدفع رمضان.

تحدي السلطات الاسرائيلية

ومنذ أكثر من 25 عاما وصندوقة صامد في وجه السياسات الاسرائيلية التي تحاول بشتى الطرق منعه من إتمام هذه المهمة أو استمرار العمل بها، فكل عام تأتيه الشرطة بحجة جديدة، إما بالترخيص، أو الدورات التدريبية لإطلاق المتفجرات، أو المادة المسموحة وغير المسموحة، لكن صندوقة يثبت في كل مرة بأنه قادر على مواجهتها لأجل إسعاد المقدسيين بما تبقى لهم .

وقال صندوقة "أعلم أن مهمتي وعملي يحرمني من عائلتي والإفطار معهم، لكن في الوقت ذاته أكون سعيدا بأن المقدسيين ينتظرون سماع صوت المدفع، وحتى المؤذنين أيضا، ما إن يسمعوا جميعا صوته حتى تسمع الأذان يصدح في جميع مساجد القدس إيذانا بموعد الإفطار".

اسرائيل تمنع استخدام مادة البارود

واضاف أن السلطات الاسرائيلية تضيق الخناق عليه بشكل كبير، لردعه عن هذا العمل، فالعملية لم تعد كالسابق، موضحا "كنت أستخدم مادة البارود مع أنها كانت تأخذ وقتا وجهدا، إلا أن السلطات منذ عام 2001 منعتني من استخدام تلك المادة".

واضاف "سيارة خاصة وحراس يجتمعون من أجل إحضار المادة المستخدمة في عملية إطلاق المدفع"، بالإضافة إلى عدد من الإجراءات التي تقيد صندوقة، ويجب أن يقوم بها بشكل إجباري، كالاتصال في مركز الشرطة لإعلامه بموعد الإطلاق بالدقيقة، وبعد الانتهاء من العملية عليه الاتصال به مرة أخرى.

واشار إلى أن الشرطة تمنع أي أحد من مرافقته، وعليه أن يفتح باب المقبرة ويغلقه دون وجود أحد، وهناك مراقبة وحراسة اسرائيلية، حيث إن مركز شرطة صلاح الدين قريب جدًّا من المقبرة.

واوضح صندوقه أن عملية إطلاق المدفع كانت تحتاج إلى تصريح واحد فقط من وزارة العمل ويصدقها خبير متفجرات اسرائيلي، أما الآن فيحتاج إلى 7 تصاريح من مؤسسات مختلفة.

واكد صندوقة انه :"منذ سنوات وهو يحارب ليعيد إستخدام المدفع بدلاً من استخدام القنبلة الصوتية, لأن اسمه مدفع رمضان وليست قنبلة رمضان , والسنة الحالية وبعد جهد سيتم إطلاق الصوت من مدفع رمضان وليس من القنبلة".

فكرة مدفع الإفطار في رمضان، بدأت في العهد المملوكي حينما جاء المدفع كهدية للسلطان "خاشقجي"، حسب الروايات، قيل إنها كانت في فترة رمضان، حيث قاموا بتجربته فسمع دويه جميع الناس، فقدموا إلى السلطان في اليوم التالي وشكروه حيث اعتقدوا بأن صوت المدفع هو لإعلامهم بموعد أذان المغرب والإفطار.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]