ايام قليلة ويستقبل المقدسيون شهر رمضان المبارك في ظل دعوات لشد الرحال الى المسجد الاقصى في هذا الشهر الفضيل.

ودعا وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني الى شد الرحال الى المسجد الاقصى المبارك وإعماره والحفاظ على قدسيته ومكانته وجمع الكلمة وحشد الطاقات والوقوف صفا واحدا وسدا منيعا لتجاوز التحديات وتفويت الفرصة على المتربصين بوحدة الوطن وابناءه، داعيا الى حسن استقبال الشهر الفضيل بصالح الاعمال وتهيئة القلوب وإغتنام أيامه ولياليه في طاعة الله سبحانه وتعالى وتنقية النفوس وتوجيه السلوكيات نحو تحقيق التعاون والتراحم والتآلف والاخاء والمودة والتسامح والتصالح

واعرب الحسيني عن امله في ان يضطلع أولوا الامر وفي مقدمتهم خطباء المساجد والعلماء في نبذ الفرقة والاختلاف والعنف وبث روح الاخاء والتعاون وتعزيز قيم المحبة والسلام ، لا سيما في الظروف العصيبة التي تمر بها قضيتنا الوطنية وتفويت الفرصة على المتربصين وانقاذ مدينة القدس ومقدساتها من الاخطار المحدقة بها .

مراعاة الاوضاع الاقتصادية

وحث الحسيني ابناء المدينة المقدسة وخاصة فئة التجار الى مراعاة الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعصف بابناء شعبنا ومراعاة مرضاة الله والقوانين وعدم التلاعب بالاسعار واستقطاب القادمين الى القدس مهيبا بالفلسطينيين بالتوجه لدعم الاقتصاد الفلسطيني ، ما من شأنه ان يعزز صور التلاحم والتعاضد بين أبناء الشعب الواحد في مواجهة المنافسة الخارجية التي تستهدف اقتصادنا ومواردنا .

المرابطة وقيام الليل في الاقصى

وفي هذا الصدد طالب الدكتور الشيخ عكرمة سعيد صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك بشدِّ الرحال إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان الفضيل .

واوضح ان من واجب المسلمين إغتنام حلول شهر الصيام للمرابطة وأداء كافة الصلوات وقيام الليل في المسجد الأقصى المبارك حيث أن الركعة فيه تعادل خمسمائة حسنة والإستماع إلى المواعظ الدينية والمشاركة في حلقات الذكر وحضور الدروس التي تتناول المسائل الفقهية حول فريضة الصوم وغيرها من الموضوعات في مجال العقيدة والسيرة النبوية.

انتهاء الاستعدادات لاستقبال الصائمين

وفي غضون ذلك انهت دائرة الاوقاف الاسلامية استعداداتها لاستقبال لاستقبال مئات الالاف من الصائمين بالمسجد الاقصى المبارك حيث وضعت مظلات جديدة على سطح قبة الصخرة وفي الساحات حتى تقي المصلين من الحر الشديد خاصة أن الشهر الفضيل سيكون في شهر حزيران وهو شهر الصيف الحار في هذا الموسم .

كما وزعت الاوقاف الاسلامية العديد من خزانات المياه الباردة في ساحات المسجد لاستخدامها بعد صلاة المغرب واثناء صلاة التراويح , ووضعت المراوح الهوائية على أبواب المسجد الأقصى لتبريد القادمين للأقصى.

وستقوم مجموعة من حفظة القران الكريم على امامة المصلين خلال الشهر الفضيل في المسجد الاقصى المبارك.

"موائد الرحمن" مشهد يومي في باحات المسجد الأقصى

"موائد الرحمن" هي مشهد يومي في باحات المسجد الأقصى في شهر رمضان؛ حيث يتم إطعام آلاف المصلين والمرابطين يومياً من الوافدين والزائرين للمسجد، وستقدم 7 مؤسسات من داخل فلسطين وخارجها وجبات إفطار لجميع المتواجدين في المسجد خلال شهر رمضان لهذا العام.

وعلى صعيد اللجان الصحية؛ فان 8 مؤسسات صحية ستعمل طيلة شهر رمضان وعلى مدار 24 ساعة في القدس؛ حيث سيتم العمل داخل الباحات والمصليات بالتنسيق مع دائرة الأوقاف، وأن 12 سيارة إسعاف ستكون في خدمة جميع حالات الطوارئ لنقلها من المسجد الأقصى إلى مشافي القدس وقت الحاجة، كما ستنصب خيام خاصة بكل مؤسسة صحية في أرجاء المسجد الأقصى للإسعاف الميداني السريع.

خطة شاملة للتطوع

واعدت جمعية اتحاد المسعفين العرب ، خطة شاملة للتطوع في خدمة الوافدين الى المسجد الاقصى المبارك خلال شهر رمضان .
وقال محمد غرابلي رئيس الجمعية انه تم الاتفاق مع المكتب الحركي للاطباء ، لرفد الجمعية بعدد من الاطباء وافتتاح " ٣" عيادات لاستقبال الوافدين الى المسجد المبارك في حال تعرضهم لأي مكروه .

توقعات بانتعاش اسواق المدينة المقدسة

ويتوقع أن تشهد اسواق المدينة المقدسة انتعاشا وإقبالاً أكبر من العام السابق في ظل حديث الجانب الاسرائيلي عن تقديم تسهيلات لابناء الضفة الغربية وغزة كما يشير أبو أحمد الطاهر، الذي يملك متجرًا للبهارات والسكاكر في سوق خان الزيت في البلدة القديمة.

ويتوقع الطاهر أن يساهم إقبال أهالي الضفة الغربية والداخل الفلسطيني إلى مدينة القدس في شهر رمضان في إنعاش الوضع الاقتصادي، شريطة هدوء الأوضاع السياسية". مبينًا أن السلطات الاسرائيلية فرضت العام الماضي الكثير من التشديدات والإغلاقات، ما أدى الى تدهور أوضاع المدينة الاقتصادية والحد من أعداد الزوار.

سوق القدس قديما

أما الحاج المقدسي أبو محمود حسونة (67 عامًا) فيجلس في محله لبيع الخضار في سوق خان الزيت، ويروي عن ازدهار سوق القدس قديمًا: "كان يأتي إلى القدس زوار كثر من ضواحيها ومن شتى المناطق، إلى أن بُني الجدار الفاصل الذي منع الكثيرين من الوصول. إلا أن حبهم للمدينة وأسواقها وتلهف قلوبهم للقاء المسجد الأقصى بقي كما هو، ونأمل أن يتحسّن الوضع إثر رفع الحظر عن دخول أهل الضفة الغربية وغزة الى القدس".

واوضح الحاج يوسف السلايمة (54 عامًا) الذي يملك متجرًا للمواد التموينية في حي المصرارة أن الزوار من خارج القدس عادة ما يقبلون على بضائع محددة مثل الكعك المقدسي، معربًا عن أمله في أن يتنوع هذا الإقبال ليشمل مختلف البضائع التموينية وغيرها من المنتوجات.

القدس تكتسي بالزينة وفوانيس رمضان

واكتست المدينة والبلدة القديمة وأزقتها وأحياؤها وشوارعها وطرقاتها وأسواقها التاريخية حلّتها وزينتها الخاصة وشرعت اللجان الشبابية بأعمال الزينة والتنظيف في شوارع وحارات وأزقة البلدة استعداداً لشهر رمضان الكريم.

وانشغلت طواقم متعددة في مختلف الحارات والأحياء في تزيين الشوارع بحبال الزينة المضيئة، وفوانيس ومصابيح رمضان، ولافتات الترحيب بالوافدين إلى الأقصى، فضلاً عن حملات تنظيف واسعة للشوارع والطرق والجدران.

وقال الناشط المقدسي، ياسر قوس، إن اللجان الشبابية في القدس القديمة تسعى في كل عام إلى تزيين البلدة وجميع الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى، احتفالاً بحلول شهر رمضان المبارك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]