قيادات وطنية درزية: إسرائيل تدعم التكفيريين ونرفض تدخلها

زعمت صحيفة "الجريدة" الكويتية، والمعروفة بنشرها أخبار تتعلق في إسرائيل من مراسل معتمد يفضّل عدم الكشف عن هويته، على أن زعيم جبهة "النصرة" أبومحمد الجولاني وجه رسالة إلى القيادة الدينية الدرزية في إسرائيل تتضمن وعدًا بالابتعاد عن الدروز ومناطق نفوذهم في سورية، إضافة إلى تعهده بمحاكمة المسؤولين عن مجزرة بلدة "قلب لوزة" بجبل السماق في إدلب، والتي راح ضحيتها نحو 20 من هذه الطائفة قبل أيام.

كما جاء في الرسالة أيضا- بحسب الجريدة- استجابة لقلق هؤلاء الجرحى من غضب دروز إسرائيل، مبينة أنهم بادروا باتصالات كثيفة لاحتواء الأزمة بين القيادات الدرزية وأمراء "النصرة" في سورية.

ومع تصاعد التوتر داخل الطائفة الدرزية رغم محاولات التهدئة بقيادة أطراف فاعلة في المنطقة، أبلغت إسرائيل رابطة "حفظ الإخوان الدرزية"، التي تنسق بين أبناء الطائفة في إسرائيل والأردن وفلسطين، بأنها قد تساند دروز الجبل وفق ما جاء على لسان نائبة وزيرة الخارجية تسيبي حوطبيلي.

عن هذا الموضوع وتبعاته كان لمراسلنا حديث مع عدد من القيادات الوطنية الدرزية في البلاد.

دروز سوريا جزء من الشعب السوري

وقال النائب عبد الله ابو معروف (الجبهة): ندين ونستنكر جرائم عصابات الإرهاب بحق سوريا والشعب العربي السوري، والتي تندرج ضمن الهجمة الاستعمارية الرجعية الهادفة إلى تفكيك سوريا وتفتيت شعبها. كما ندين الهجمة الحالية التي تشنها عصابات "داعش" على جبل العرب، وعلى السوريين من بني معروف، أصحاب التاريخ الوطني المشرف في مقاومة الاستعمار إلى جانب إخوانهم السوريين من كل المناطق والانتماءات.

وتابع ابو معروف: إن التطورات الأخيرة تؤكد أن "حلف الدم" الحقيقي هو بين حكومة إسرائيل وبين عصابات الإرهاب التي تخدمها وتخدم المخططات الإمبريالية، وليس مع الطائفة العربية الدرزية، التي عانت وتعاني الأمرّين من سياسة "فرق تسد" ومخططات السلخ عن شعبها وعن انتمائها الأصيل للأمة العربية. وكل محاولات امتصاص الغضب الحالية لن تطمس حقيقة التحالف الاستراتيجي بين الصهيونية وداعش وجبهة النصرة وكل القوى الموظفة في المؤامرة على سوريا وعلى وحدة شعبها وأراضيها.

بدل التباكي على دروز سوريا الافضل مجابهة التكفيريين

وردا على سؤال مراسلنا حول المجزرة في قرية "قلب لوزة" قال ابو معروف: ابناء الطائفة المعروفية في سوريا هم جزء من ابناء الشعب السوري، وهذه الاعمال الاجرامية التي تقوم بها جبهة النصرة بمساندة جهات مختلفة، كاسرائيل والسعودية وغيرهم، يجب ان تتوقف، والجهات التي تتباكى على سوريا وابناء معروف في سوريا حري بها العمل ضد التكفيريين وليس الاستمرار في سفك الدماء البريئة في سوريا، ونحن نريد لسوريا الخروج من هذا المأزق ، فنحن مع سوريا الوطن ومع القيادة السورية وبشار الاسد ضد الرجعية العربية والامبريالية.

وختم ابو معروف: انا شخصيا ابادر في هذه الايام بتنظيم مظاهرات نهاية الاسبوع تضامنا مع ابناء الطائفة المعروفية في سوريا واحتجاجا على المذابح التي تقوم بها النصرة وداعش في سوريا.

الهدف تجزئة سوريا

بدوره فقد قال غالب سيف من لجنة المبادرة الدرزية(يانوح –جت): نحن مع وحدة سوريا بالكامل ودون تحفظات، وكل من يساند هذا الموقف معه نحن ندعمه، وكل من يعارض هذا الموقف فهو يساهم ويخدم مشاريع التجزئة في العالم العربي والمبنية على تحقيق الغرب الاستعماري والوسيلة لتحقيق الهدف ممارسة الفوضى الخلاقة والفتن الطائفية، ونحن على ثقة مطلقة ان ابناء الشعب السوري مع القيادة السورية والرئيس الاسد ،ونحن واثقون ان الانتصار والحسم قريب ضد هذه المنظمات التكفيرية خاصة بعد انتصار القلمون.

وحول تصريح جنبلاط ومطالبته الاردن بتزويد السلاح للدروز في سوريا للدفاع عن انفسهم قال: قبل ذلك كان الاجدر به تقديم النصائح للاردن ودول الخليج ايقاف الدعم للمنظمات التكفيرية، فمن يدعم هذه المنظمات هو نفسه ارهابي، وبالنسبة لجنبلاط لا جديد تحت الشمس فهو يعادي النظام السوري وقوى الممانعة والمقاومة وعداءه للعالم الاسلامي.

مصير الدروز في سوريا ليس بأفضل من غيرهم

اما الكاتب نمر نمرفقال: بالرغم من ان الاوضاع النفسانية ليست على ما يرام ،لكن اسمح لي ان اقول ان مصير ابناء معروف في سوريا ليس بافضل من مصير الاسلام السني الحقيقي، فالتكفيريون الجدد لا يرحمون لا شيعي ولا سني ولا درزي ولا علوي ولا مسيحي .

وعن العلاقة بين اسرائيل وجبهة النصرة تابع نمر:المستشفى العسكري الاسرائيلي موجود في قرية بقعاتا في الجولان،ويعمل هذا المستشفى على مدار الساعة في تطبيب جرحى الجيش الحر وافراد جبهة النصرة ، فكيف لاسرائيل ان تنكر عدم علاقتها بهذه المنظمات الارهابية!.والتباكي بين ايوب القرا ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والسفارة الامريكية لن تجد نفعا ونحن مع الموقف الصحيح، فأنا لا ابكي على دماء الدروز فقط بل ابكي على كل الدماء السورية التي تنزف من كل اطياف الشعب السوري.

وعن وليد جنبلاط وتصريحه قال نمر: انا لا اعول على ذلك، وقبل ايام ابديت رايي في اجتماع بقرية حرفيش وقلت: يكفي ان تنظر الى ملامح وجهه لتعرف حقيقة أمره، وهذا التباكي بعد مجزرة "قلب لوزة" هو عبارة عن ذر الرماد في العيون لا اكثر.