اطلق كل من وزير التربية والتعليم " نفتالي بينت" ووزيرة الثقافة والرياضة "ميري ريغف" تصريحات نارية بحق شريحة واسعة من الفنانين والادباء، حيث اكد الاول انه سيخرج كل المسرحيات من السلة الثقافية التي تحاول انتقاد الدولة او أي مسرح يشتم منه عمل فلسطيني وطني او اعمال مسرحية تنتقد دولة اسرائيل وتهاجمها .

بدورها فقد صرحت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف انها مع حرية التعبير والعيش المشترك، وكل شخص له مطلق الحرية ان يعبر عن رأيه وافكاره كما يحلو له،لكن حين نتحدث عن الفن والثقافة لا يجوز الكيل بمكيالين،وهنا قصدت الفنان نورمان عيسى الذي رفض الذهاب الى مستوطنات غور الاردن لتقديم عرض مسرحي،وقالت ريغيف ان العيش المشترك والاحترام المتبادل يتجاوز مدينة تل ابيب – يافا،واذا اصر نورمان عيسى في مسلكه فلن تقدم الدعم المالي لمسرحه!!!

يشار الى ان المجتمع العربي يحصل على نسبة 3% فقط من ميزانية الثقافة والرياضة!!عن هذا الموضوع تحدث مراسلنا الى الكاتب سلمان ناطور.

خطوات فاشية بكل المعايير

وقال ناطور لمراسل موقع بكرا:خطوة فاشية بكل معنى الكلمة،وقد شهد التاريخ انظمة دكتاتورية في اوروبا واميركا اللاتينية هكذا كان طريقها،وكل فاشية تبدأ بمحاربة الثقافة والادب،لهذا السبب اعلن وزير المعارف بينيت ووزيرة الثقافة من بعد عن حرمان المسارح العربية من التمويل المادي واخراج المسرحيات من السلة الثقافية،فهذه الخطوة هي خطوة فاشية بكل المعايير،وخطوة لتضييق الحريات،وتضييق حريات الانسان الفلسطيني ومنعه من ان يعبر عن مشاعرة وافكارة وهويتة وانتمائه،وهذا ليس جديدا لا على النظام في اسرائيل وعلى جماهيرنا في الداخل الفلسطيني.

يحاولون العودة لايام الحكم العسكري

وتابع ناطور:في زمن ايام الحكم العسكري في الداخل، كان يمنع الحادي في الاعراس من نظم الزجل الوطني والقومي،ويمنع من الكاتب والاديب الكتابة عن الارض والوطن والهوية ،فهذه السياسة هي تعميق للممارسة التي كانت قائمة ايام الحكم العسكري. والسؤال ليس ماذا يفعله الفاشيون،بل ماذا نفعل نحن؟ واعتقد ان الرد ليس فقط بالاحتجاج على هذه الخطوات انما القيام بخطوات عملية ،فنحن اقلية فلسطينية اصلانية في هذه البلاد وعلينا ان نعود الى انفسنا ونبدأ بالقيام بمشاريع نمول من خلالها انفسنا بأنفسنا،فلا ينقصنا المال ولا الارادة ولا الامكانيات،وهذا هو الرد الصحيح لهذه الخطوات الفاشية،فنحن لسنا بحاجة الى سلة ثقافية حكومية وعلينا ان نبني مسارحنا بقوانا الذاتية.

ريغيف لديها مشكلة في وجودنا في البلاد

واسهب ناطور حول تصريحات ريغيف فقال:اعتقد ان ميري ريغيف لديها مشكلة لمجرد وجودنا في ارضنا ووطننا، ووجود فنانين كنورمان عيسى وغيره من الفنانين الفلسطينيين، فهي لا تريد اصلا رؤية عرب في هذه البلاد،وتدعي ان لا مشكلة لديها مع نورمان عيسى فهذا كلام عار عن الصحة،والامر الاخر، اذا اعتقدوا اننا نقيم مسارحنا لنرضي دولة اسرائيل فهم مخطئون،فنحن نمارس حقنا الاساسي والمبدئي في ان يكون لنا نتاجنا الثقافي الوطني،وان نقدم نتاجا فنيا راقياً.
 
الويل لنا اذا كانت حياتنا الثقافية مرهونة لمزاج بينيت وريغف

وختم ناطور حول التمويل المالي للمسارح العربية والبدائل فقال: هم يقدمون لنا الفتات ويستطيع ثلاثة ممولين عرب تمويل ضعفي ما تقدمه وزارة الثقافة،ولذلك علينا ان نسأل انفسنا اين نحن من دعم ثقافتنا واستقلاليتها وهذه فرصة للرد على المقاطعة بمقاطعة،واذا كانت الدولة تتعامل معنا بهذا الشكل وتحارب ثقافتنا وهويتنا فعلينا ان نبني ثقافتنا بأنفسنا،والويل لنا اذا كانت حياتنا الثقافية مرهونة لمزاجيات وسياسات بينت وريغيف،والتاريخ يشهد لنا انه بالرغم من ظروف الحكم العسكري التي سبقت فقد استطعنا ان نقيم حركة ثقافية راقية في الثمانينات من القرن الماضي قبل ان تكون دائرة للثقافة العربية في وزارة الثقافة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]