من منكم لم يتمنّ أن يكون من ذوي الاحتياجات الخاصّة ذات مرّة؟ ألم يخطر ذلك على بالك، حين تبحث عن مكان تركن فيه سيارتك، وتستمرّ في الدوران في موقف السيارات من دون أن تجد مكاناً، بينما هناك عشرات المواقف الخالية الخاصّة بالمعاقين؟ أو حين يمرّ أمامك شخص منهم، على كرسي متحرّك في المطار، عابراً الجميع بينما أنت واقف في طوابير الانتظار؟
تكرّر ميسون زايد، ناشطة وممثلّة كوميدية، تلك العبارات في غالبية عروضها.
ميسون فلسطينية الأصل، ولدت في ولاية نيوجرسي في الولايات المتحدة الأميركية. غير أنّ الأقدار شاءت أن تُصاب بشلل في الدماغ عند ولادتها، بسبب خطأ طبّي، نتج عنه ارتعاش دائم كاد يحرمها من القدرة على المشي.
بيد أنّ جذورها الفلسطينية، أبت الاستسلام لإصابتها، كما أبى غالبية الفلسطينيين، منذ عشرات السنين التنازل عن قضيّتهم.
لم ترضخ ميسون لمرضها، وقهرت القهر، حتّى قالت لو كان هناك ميداليات تُمنح للمقهورين، لفزتُ بها.
ولا تخجل ميسون من إصابتها، بل تتناولها لإثارة جوّ من الضحك في عروضها، التي تبدأها بالتعليق على ذاتها، فتشبّهها بشاكيرا في ارتعاشها الدائم وبمحمّد علي كلاي.
ترفض إثارة شفقة الجمهور، فاختلافها لا يقلّل من شأنها، وتؤكّد أنّ كل إنسان يعاني من أمر ما، بيد أنّ الاختلاف الجسدي الظاهر بجلاء، يبقى المسألة الأكثر صعوبة أمام الآخرين.
تناولت قضايا بالغة الأهميّة، كالعنصرية والإسلاموفوبيا والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في عروضها، وتطرّقت إلى تلك المشاكل بأسلوب ساخر، فأوصلت رسالتها الإنسانية إلى العالم.
وعلى الرّغم من رسمها ابتسامة على وجوه الآخرين، عجزت ميسون عن منع تسلّل مسحات من الحزن ارتسمت على محيّاها، وبدت متأثرّة في بعض عروضها، خصوصاً لدى حديثها عن تعامل الناس السّلبي تجاهها أحياناً، وعن التعليقات الجارحة التي تُكتب في حقّها على الإنترنت.
[email protected]
أضف تعليق