في اعقاب اغلاق الكتيبة الدرزية في الجيش الاسرائيلي وفي اعقاب ما يدور في محافظات القرى الدرزية في سوريا من انتهاك لحقوق الأبرياء عمم رئيس كلية الكرمل والنائب السابق الدكتور اكرم حسون بيانا على وسائل الاعلام يحذر من مغبة التغيرات التي تحدث في المنطقة، ناعتا قيادة الطائفة الدرزية بالمتخاذلة لعدم اتخاذها قرارات صارمة في حق ابنائها ومصيرها وانعدام الرؤيا المستقبلية كما جاء في البيان!
لنستيقظ ونستفيق قبل فوات الأوان!
عادة احتفظ في ارائي الشخصية لنفسي ولا اعممها، لكن ليس في المواضيع الهامة والحساسة، فقط قبل عدة شهور أرسلت كتبا لقائد الأركان السابق، بيني جانتس طالبته من خلاله العدول عن القرار بإلغاء الكتيبة الدرزية (299) واستجاب لطلبي آنذاك واليوم وللأسف الشديد تقرر الغاء هذه الكتيبة على يد قائد الأركان الحالي "ايزنكوت" وكما يبدو لا رجعة عن هذا القرار.
أولا، الكتيبة الدرزية كانت المسبب الأول في تقدم العديد من الضباط واليوم للأسف نراهم يبصقون في الصحن، ثانيا، الكتيبة كانت البيت الدافئ لعشرات الجنود الذين أتوا من بيوت ميسورة الحال مع مشاكل كثيرة، ثالثا الكتيبة كانت رمز وكرامة لكل منا في هذه الدولة، رابعا، هذه الكتيبة نجحت في كل المهمات ونالت على احترام وتقدير جميع قيادة الجيش ونافست اكبر الوحدات، فماذا تغيير اليوم ولماذا اسرعوا لأقفالها؟! للكتيبة فضل كبير في انخراط ابناءنا في الخدمة المستديمة ودعمهم اقتصاديا.
قلبي وعقلي على هذا الرمز الذي زاد من عزيمتنا ومن قوتنا وأيضا من كرامتنا ولذلك استغرب تصرف بعض الضباط الذين اوصوا قائد الأركان الحالي بإغلاق الكتيبة وانا اسألهم وبشكل صريح، ماذا فعلتم من اجل الطائفة وتقدمها ولتوصوا في مثل هذه القضية؟!
مهما اختلفت آرائنا كأبناء اقلية في هذه البلاد بين الخدمة العسكرية والرفض، هناك خطوات استراتيجية يجب اخذها بالحسبان دائما، حتما هذا القرار سيعود سلبا على متخذي القرار نفسهم وعلى الطائفة، علينا ان لا ننظر الى القريب، بل علينا النظر الى الأفق، كيف يصب في صالحنا اغلاق الكتيبة؟ التداعيات، وانعكاسات الخطوة.
دون أدنى شك وفي لمحة بصر يمكن ان نستنتج ان هذا القرار غير عادل وسيعود علينا بالسوء والأيام ستثبت ذلك، لا اريد التفوه ان هنالك من يريد الاستغناء عن خدماتنا ولا ربط القضية في تجنيد الاخوة من الطائفة المسيحية ولا اريد ان أوجه أصابع الاتهام صوب احد، لكن يجب علينا ويتوجب علينا ان ننظر الى المستقبل في نظرة اكثر واقعية، هل فعلا أتت مثل هذه الخطوة للحفاظ على حقوقنا، او هل أتت لتعزيز كياننا؟ طبيعي لا وكلي امال ان تكون هذه الخطوة بداية التزام شبابنا في عدم الالتحاق في الخدمة العسكرية!
وظيفة القيادي ان يكسب الخبرة لإعانة أبناء شعبه ولكن أيضا عليه التطلع مستقبلا وملاحظة واكتشاف المخاطر، انظروا ماذا يحدث في القرى في سوريا! كيف لنا ان نقبع صامتين جراء ذلك؟!
على صعيد الدولة، نحن مخلصين لها ولن نخون امنها ولا نخونها، لكن بالمقابل لا يمنعا احد ان نكون مخلصين لأبناء طائفتنا! عندما اتخذ كبارنا القرار للإتحاف بالجيش كان قرارا مع رؤيا مستقبلية وهذا ما يتطلب منا اليوم، لا يكفي ان نكتب عبر وسائل الاعلام عن المعارضة السورية او المتاجرة في دم ارواحنا، بل علينا ان نتخذ قرارات صارمة مع الاخذ بالحسبان اننا اقلية في هذه البلاد والمنطقة، ما يحدث وما يقوم به زعامة الطائفة من سياسيين وغيرهم يدل على انحطاط في الوضع القيادي، لا نسمع صوت احد حتى لو ذبح اخوتنا في سوريا وفي لبنان! اين الغيرة المعروفية؟!
ما يحدث في سوريا وفي لبنان وفي إسرائيل أيضا يحتم علينا اتخاذ قرارات واضحة، كأقلية علينا ان نفكر مئة مرة قبل اتخاذ أي قرار او الموافقة على أي قرار، الفلتان القيادي المتواجد اليوم يعيدني الى الوراء لأفكر كيف كان سينطر قادتنا الى هذه المصاعب، اقولها وبدون خجل، لو كان الشيخ امين حيا وان كان الشيخ جبر موجودا بيننا لاستحوا في هذه القيادة والتي تدعي انها قيادة!
التقلبات والتغيرات يجب ان تدق ناقوس الخطر وان لم تكن لدينا غيرة معروفية سندفع جميعنا الثمن!
[email protected]
أضف تعليق