"البحر غدار ولا يخفي الاسرار، هو أناني وجبار"، تلك العبارات التي نرددها أو نسمعها بعد كل حالة وفاة بسبب الغرق، آخرها كان وفاة الشاب المأسوف على شبابه حنا عاقلة من الناصرة الذي زف اليوم إلى مثواه الأخير بالألم والدموع والحسرة.
وفي كل عام، ومع انطلاق موسم السباحة، نسمع عن حالات الغرق العديدة التي تحصل عامةً، وفي بحيرة طبريا خاصةً، والتي تعتبر الاخطر على السباح والغطاس، فما بالك عندما يدور الحديث عن اطفال وأناس لا يجيدون السباحة.
وللتوضيح فقط يدور الحديث هنا عن "مجمع مياه" كان قد تسبب في الماضي بغرق المئات، ليس بسبب عدم معرفتهم للسباحة فقط، انما نتيجة لخصوصية المبنى الجيولوجي لهذه البحيرة والذي يجعلها خطيرة للغاية على قاصديها، خاصة من الاطفال.
معطيات مقلقة..!
وإذا تطرقنا إلى المعطيات، فان وزارة الداخلية تشير على أن 30 شخصًا لقي حتفهم العام المنصرم 2014 غرقًا، أكثر من 70% منهم من العرب! ولعل هذا المعطي مقلق جدًا إلا أنه أقل من العام الذي قبله حيث غرق 35 شخصًا!
وأظهرت المعطيات ايضًا أنه وفي 90% من الحالات، وقع الغرق بسبب غياب المنقذ، وأنه ايضًا وفي 90% من حالات الغرق، كان الغريق رجلا! فيما أظهرت المعطيات انه وفي 20% من حالات الغرق كان الغريق أصغر من 18 عامًا، وفي 37% من حالات الغرق كان الغريق يبلغ من العمر 18-45 عامًا.
المعطيات في وزارة الداخلية أظهرت ايضًا ان 93% من حالات الغرق وقعت على شواطىء المتوسط، و- 7% من حالات الغرق وقعت في بحيرة طبريا (وهذا لا يقلل من خطورتها).
المسؤولية تقع اولا واخيرا على الاهل
وفي هذا السياق كان لمراسل موقع "بكرا" حديث مع مدربة السباحة والمنقذة عبير حليحل والتي قالت عن أسباب الغرق: للأسف الشديد ان غالبية حالات الغرق تحصل في الوقت الذي يكون الغريق، غير البالغ، برفقة العائلة، ويلاحظ أن هنالك إهمال معين في مراقبة الأهل لأطفالهم اثناء السباحة، فمنهم من يعتقد أن الطفل ما زال بالقرب من الشاطىء ليتضح لاحقًا أن المياه جرفته.
وأضافت: من الأسباب الأخرى لنسب الغرق المرتفعة في مجتمعنا العربي، هو السباحة في الأماكن غير المرخصة، وهذا خطر لسببين، الأولى أنه لو أن تلك الاماكن آمنة لرخصت وعدم ترخيصها بحد ذاته مؤشر على خطورتها، والثاني عدم وجود منقذ القادر على المساعدة وقت الحاجة.
وأوضحت في هذا السياق: في البلاد هنالك 140 شاطىء مرخص يعمل فيهم منقذين، ومن المفضل الاستجمام هناك، من هذا العدد هنالك 27 شاطىء مرخص في محيط بحيرة طبريا لوحدها.
وقالت: هنالك سبب إضافي وهو عدم انصياع المستجمين العرب لملاحظات المنقذ وطلباته المتكررة بعد الدخول إلى المياه عميقًا.
وأضافت: طبعًا من أهم اسباب الغرق، هو أن السباحة تُعد نوع من انواع الرياضة وهذا يعني انه من لم يتعلم السباحة لا يجوز له ان يسبح وعليه الذهاب لتعليم السباحة أولا.
[email protected]
أضف تعليق