محبة زهرة -أم فاروق- (85 عامًا)، من قرية كفر برعم المهجرة، لا زالت تذكر قصة التهجير، وكيف تنسى جرح لا زال ينزف، بالتزامن مع الذكرى الـ 67 للنكبة حدثتنا أم فاروق عن التجير بلهجتها العامية قائلة: دخل الجيش البلد .. والناس خافوا. في ناس هربوا وراحوا على الجش. وناس راحوا على الرميش (جنوب لبنان)، واللي ظلوا في البلد اجت تركات (شاحنات) كبيرة وحملونا وأخذونا على طبريا، وثاني يوم أخذونا لبلد اسمها زبوبا، وهناك نزلونا وقلولنا يلا انقلعوا.
لا تطخوا
واضافت: في الطرف الثاني من الحدود كان هناك الجيش الأردني، بلشنا نصرخ إحنا عرب لا تطخوا، دخلونا ومشينا لعند نابلس وهناك نمنا من تعبنا بالشوارع، وثاني يوم كانت حبة القمل على جسمنا قد حبة التين.
أم فاروق تابعت "قصة التهجير" تارة بألم ومرارة وتارة أخرى بضحك عفوي، حيث قالت عن كفربرعم: كفر برعم كانت قرية صغيرة في شمال الجليل الأعلى، قريبة من الحدود اللبنانية الإسرائيلية، عمل غالبية أبنائها العرب المسيحيين بحراثة أراضيهم والعيش من خيراتها، وعاشوا بسلام مع جيرانهم.
وعن ليلة التهجير قالت: عندما دخلت القوات الإسرائيلية قرية كفر برعم في 29/10/1948 أصر الأهالي على البقاء في بيوتهم وفوق أرضهم ومواصلة حياتهم العادية، لكن وبعد مرور ثلاثة أسابيع، أُمر الأهالي بمغادرة قريتهم بشكل مؤقت وبضمانة رسمية لعودتهم إليها بعد أسبوعين, وترك الأهالي قريتهم إلى قرية الجش المجاورة.
فستان جارتي الي وفستاني لجارتي
وقالت ام فاروق مسهبة: في الاعراس التي كانت في كفر برعم كانت تخرج النساء والفتيات بأجمل حلة، وعندما لم يكن بمقدرة احدى الفتيات شراء فستان تطلب فستان جارتها لتلبسه في الحفل ومن ثم تعيده والعكس صحيح. كانت الحياة جميلة مليئة بالحب. انا تجوزت في جيل 18 عاما ولكن عندما خرجت من كفر برعم كان عمري 14 عاما وفي جيل 22 انجبت ابني الاول.
[email protected]
أضف تعليق