نكبة الشعب الفلسطيني تتزامن هذا العام مع عيد الصعود عند ابناء الطائفة المسيحية، ولعلها أنسب مناسبة تستذكر فيها المهجرة مرتا ضو- 91 عاما- والتي تسكن في بلدة الجش اليوم وسابقًا من مهجري كفر برعم، اكلة "الهيطلية" التي تصنع خصيصا في عيد الصعود، وكانت من اشهى الاكلات التي كانت تعدها قبل التهجير من كفر برعم!.
اليد وحدها لا تصفق، ونحن قررنا العودة
الجدة مرتا من مواليد سنة 1924 قالت في حديثٍ لمراسلنا: نبكي على قريتنا التي هجرنا منها. يوم النكبة سيبقى كالشوكة في حلق كل انسان مهجر من بلده.
وأضافت: في هذا التاريخ تم تأكيد اللا- عودة إلى كفر برعم التي هُجرنا منها قسرًا. لكن، يقال على أن اليد وحدها لا تصفق أبدًا، ولو كل إنسان جلس ينتظر الدنيا بان تتغير فلن تتغير، عليه قررنا العودة دون أي مصادقة أو الحصول على شرعية من أي شخص أو مؤسسة، فقضاء يوم على أرض كفر برعم وتحت سمائها يساوي كل ملذات الدنيا. انظر إلى بلادنا فأنت تسير فيها على عظام الأجداد، علاقتنا ببلادنا علاقة لحم ودم.
الجميع يعرف الجميع
واضافت مستذكرة: في قرية كفر برعم الصغيرة كان الجميع يعرف الجميع، الصغير والكبير والغني والفقير، حتى الحمير والنعاج والكلاب والدجاج معروفة وتعرف الجميع، نفس الوجوه تراها في الافراح والأتراح تفترش الارض او فوق الكراسي تحتسي الشاي تهنئ أو تواسي.
واردفت قائلة: من المحزن أن عشية النكبة يُصادف عيد صعود السيد المسيح عليه السلام الى السماء، وفي هذا الوقت كنا نقوم بأعداد اكلة الهيطلية التي تصنع خصيصا في هذه المناسبة، حيث كنا نضع الحليب في وعاء كبير ونشعل الحطب تحتها ونضيف جميع المركبات، وتجلس النساء حول النار برفقة الاطفال والرجال ينتظرون ليأكلوا الهيطلية، كل كفريرعم كانت شريكة لنفس القدر!.
العودة الى القرى المهجرة احياءً
واختتمت حديثها بدعاء قائلة: مع حلول عيد صعود السيد المسيح عليه السلام الى السماء اصلي واتضرع من اجل المنكوبين والمهجرين وان نعود الى قريتنا احياء وليس اموات لنعيد الحياة الى قرانا المهجرة.
[email protected]
أضف تعليق