افتتح في قاعة دار الثقافة والفنون في بلدية شفاعمرو يوم الجمعة الماضي، معرضاً للفنانة التشكيلية الفلسطينية ميسون باكير، التي وصلت مع لوحاتها في زيارة قصيره من فيينا إلى رام الله، ومباشرةً الى مدينة شفاعمرو.
وتزور الفنانة البلاد للمرة الأولى وقد تم تنظيم المعرض من قبل دار الثقافة في بلدية شفاعمرو بالتعاون مع مؤسسة الافق التي استضافة إقامة الفنانة في حيفا.
بحضور رئيس البلدية السيد امين عنبتاوي وجمهور من الفنانين والأدباء وأصحاب الذوق الفني ,افتتح المعرض الصحفي حسين الشاعر الذي رحب بالحضور وتحدث عن الفنانة وزيارتها . كلمة الافتتاح كانت لرئيس بلدية شفاعمرو السيد امين عنبتاوي مرحباً بالفنانة باكير في شفاعمرو ومؤكدا على دورالنشاطات الثقافية الكبير في بلورة وتعزيز هوية ثقافية فلسطينية تحمل هموم شعبنا وتعكس جوانبه المتعددة.
تلاه مديرة دار الثقافة والفنون السيدة عزيزة دياب إدريس التي عبرت عن سرورها لاحتضان هذا المعرض ولكون دار الثقافة شريكا في تحقيق حلم فنانة فلسطينية تعيش في المهجر. يتزامن المعرض الذي ترتبط مضامينه مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني خلال شهر أيار الحالي . بالأضافة فإن السيرة الذاتية للفنانة وعائلتها المهجرة من حيفا الى عمان ثم بغداد ثم عمان الى أن استقر بها الحال لتعيش اليوم في فيينا مع أسرتها هي نموذجا حيا لنكبة الشعب الفلسطيني.
كما تحدث مدير مؤسسة الافق الفنان عفيف شليوط عن اهمية التعاون الثقافي بين المؤسسات وعبر عن تقديره لسرعة تنظيم المعرض الذي قام به دار الثقافة والفنون في بلدية شفاعمرو وإجراء الترتيبات اللازمة لاستقبال الفنانة وأعمالها بعيدا عن البيروقراطية السائدة في معظم المؤسسات والتي تعيق في الكثير من الأحيان العمل واغتنام الفرص.
وكانت الكلمة الأخيرة للفنانة باكير، التي ارتدت الزي الفلسطيني الفلكلوري واستقبلت الزائرين لمعرضها، فقالت: "أزور بلادي للمرة الأولى ، كان هذا حلما وقد تحقق، دخلت إلى البلاد وفتحت لي ذراعيها واستقبلت بحفاوة من أبناء شعبي". وأضافت انتم تعيشون في فلسطين لكن فلسطين تعيش في داخلي .وتعتبر باكير فنانة فلسطينية ملتزمة بقضيتها وشعبها. تنوعت اللوحات المعروضة بين الواقعية والتجريدية والتعبيرية الا انها جميعا تتحدث عن حكاية الشعب الفلسطيني ومعاناته ورغبته الشديدة بالسلام والحنين لحياة آمنة.
انتقل المعرض من شفاعمرو الى حيفا حيث عرضت الفنانة لبضع ساعات , البعض من لوحاتها في منزل جدها في حي وادي النسناس. رافقت الفنانة السيدة عزيزة دياب ادريس والسيد عفيف شليوط. تحول المنزل اليوم الى مطعم " وادي العين" وتديره عائلة عربيه من حيفا. وقد استقبلت العائلة الفنانة بكثير من الحب والتفهم واحتواء للمشاعر المختلطة من انفعال وفرح وحزن في آن واحد. وقد حافظ أصحاب المطعم على طابع المنزل الأصلي ويمكن النزول بدرجات من الحجر الى طابق تحت الأرض كان مستعملا بئرا كبيرا لتجميع مياه الشتاء وكان جد الفنانة الحاج باكير يبيع المياه لأهالي الحي.
وهكذا يكون حلم الفنانة قد اكتمل رغم انها تعود كزائرة لمنزل جدها وموطنها. وسط هذا المزيج من الذكريات والانفعالات تركت البلاد الفنانة باكير عائدة الى فيينا وفي جعبتها الكثير من القصص والمشاعر .
[email protected]
أضف تعليق