لنبدأ بطفلك من المهم بالطبع محاولة الإرضاع أكثر قدر الممكن، لان حليب الأم هو الغذاء الأفضل للطفل. هذه الأيام ليست سهلة على الجهاز الهضمي عند الطفل، سواء كنت ترضعينه أو تعطينه بديل الحليب. الجهاز الهضمي يتطور ببطء ولذا فانه حساس ويمر بعملية تأقلم، وليس من السهل دوما عليه هضم الحليب وتحليله. يجوز أن تشاهدي سريعا جدا علامات الغازات والمغص، عدم الراحة وأوجاع البطن ومن المهم أن تتذكري أن الحديث هنا عن عملية طبيعية. من المهم أن تصغي إلى طفلك – صحيح انه لا يتحدث بعد وأنت لا تزالين في مرحلة بها تحاولين قراءة كل تعابير وجهه، إلا انك ستتقنين سريعا جدا فهم ما يحاول قوله لك.
من المهم الحرص على 2-3 استراحات خلال الوجبة من اجل إتاحة خروج الهواء والتجشؤ ويفضل تنظيم الوجبات، بحيث لا يأكل الطفل كل النهار بل بفارق ساعتين إلى ثلاث ساعات بين الوجبات من اجل تمكين الجهاز الهضمي من اخذ قسط من الراحة وعدم الإثقال عليه بكميات الطعام المفرطة في الوجبات. على الأرجح أن يطلب الطفل الأكل في الليل أيضا، وبالطبع يجب إطعامه.
وماذا عنك أنت؟ يجب أن تحافظي على تغذية كاملة ومتوازنة من اجل طفلك، الذي يتغذى الآن من حليبك، وعليك أيضا استعادة القوى لجسمك، والتأكد من انك لا تعانين من أية نواقص جراء الحمل والولادة. تعتبر الولادة تجربة غير بسيطة للجسم وعليه استعادة قوته مجددا. الأم القوية أكثر جسديا سيكون من الأسهل عليها الاهتمام بالطفل وستملك صبرا أكثر – وهنا ستربحان أنتما الاثنان!
في البداية من المهم أن تحرصي على وجبات كاملة، منوعة ومتوازنة. هناك ميل إلى الاعتقاد انه يفضل أن تتجنب الأم المرضعة هذه الأغذية أو تلك والتي تعتبر غير جيدة للطفل لأنها ستؤدي الى الغازات. التوصية هي العمل حسب طريقة التجربة والخطأ، كلي وان لاحظت أن رد الطفل غير جيد، تجنبي هذا الطعام لاحقًا. ما لا يناسب هذا الطفل قد يكون جيدا ومناسبا لطفل آخر.
إضافة إلى هذا احرصي على الاستمرار بتناول المكمل الغذائي من الحديد، من المهم تناول الأغذية الغنية بالبروتينات والحديد مثل لحوم البقر قليلة الدسم ولحم الحبش الأحمر، البقوليات على أنواعها، الطحينة وأنواع الجوز المختلفة.
الكالسيوم مهم لتطور جسم الطفل وتقوية عظامه، ولتقوية جسمك بعد الولادة. كذلك فان الكالسيوم الموجود في غذائك ينتقل بعضه إلى حليبك، ولذا من المهم عدم وجود نواقص. من المهم تناول أنواع اليوغورت الغنية بالبروبيوتيكا، والتي ستساهم في تطور الجراثيم الصديقة التي ستساعد بالتالي في تقوية جهاز المناعة والجهاز الهضمي.
إضافة إلى هذا من المفضل التنويع أحيانا بالوجبات بتناول الأسماك أو الطونا الفاتحة المعلبة. الأسماك غنية بأحماض دهن من نوع اوميغا 3 التي تساعد على تطور الدماغ وجهاز الأعصاب لدى الطفل. تعاني الكثير من النساء بعد الولادة من حالات الإمساك والبواسير. من المفضل تناول أطعمة غنية بالألياف الغذائية، إضافة ملعقة من زيت الزيتون للتسهيل على التبرز والإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات. احرصي على الإكثار من شرب الماء، 8-12 كوب في اليوم، وان كنت ترضعين فمن المفضل التقليل قدر الممكن من شرب القهوة والامتناع عن المشروبات الكحولية.
واهم شيء، لا تخجلي من طلب المساعدة – من المهم أن تتناولي 3 وجبات منتظمة يوميا، وان لم يكن لديك الوقت للطهي أو تحضير الطعام حاولي الاستعانة بالزوج، الأقارب، الأصدقاء أو خدمات الطعام الجاهز.
[email protected]
أضف تعليق