قامت مجموعو يهودية من جنوب افريقيا عصر يوم امس بتقديم الاعتذار لأهالي لوبية المهجرة، وقد وصلت هذه المجموعة يوم امس الى القرية المهجرة برفقة العديد من ابناء القرية المهجرة لتقديم اعتذارها على ما قدمته من اموال للصندوق القومي اليهودي(الكيرن كييمت) والتي قامت بدورها بتحريج اراضي لوبية ، كل ذلك لأهداف التمويه واخفاء آثار الجريمة والايحاء للمتواجدين في الحيّز المكاني الى ان المنطقة ليست الاّ احراشا طبيعية.
تعتيم في مناهج التعليم
وفي حديث لمراسلنا مع المحامي واكيم واكيم رئيس جمعية المهجرين قال: هذا الاعتذار رغم رمزيته فهو هام جدا ويشكّل طفره نوعيه في مفردات الخطاب السياسي وهو على الارجح الاوّل من نوعه من قبل مجموعه يهودية ساهمت بقصد او بغير قصد ، بادراك او بغير ادراك ، في سياسة التعتيم التي تحدّث عنها في حينه البروفيسور المعادي للصهيونية ، يسرائيل شاحك ، عندما قال بانّ الفصل المتعلّق بالقرى والمدن المهجّرة يعتبر الفصل "الاكثر سريّه وغموضا في تاريخ نشوء وقيام دولة اسرائيل" ، حيث التعتيم الكامل في مناهج التعليم الرسمية ومنهجيّة التخويف من مجرّد الحديث عن التهجير القسري والمذابح التي نفّذت بحق ابناء شعبنا قبل واثناء وما بعد العام 1948 ، ولتبقى الرواية الصهيونية هي السائدة لعقود خلت.
التداول بتفاصيل النكبة
وتابع واكيم: ظاهره المؤرخين العسكريين الاسرائيليين الجدد والكشف عن مخططات التهجير القسري وعلى رأسها الخطّة المسمّاة "بالخطة" التي فضحت ارتكاب العصابات الصهيونية عشرات المجازر ، واقدام المهجرين في بداية التسعينيات من القرن الماضي على الاخذ بزمام المبادرة وتنظيم تجمعات المهجرين في اطار قطري من خلال جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين ، وازدياد التعاطف الجماهيري مع مطلب حق عودة اللاجئين والمهجرين الى ديارهم ، شكّلت ، حتّى الان زيادة حقيقيه في منسوب الوعي والادراك لأهمية هذه الجزئية المتعلقة بالمهجرين واللاجئين، وجسامة النكبة الفلسطينية واهميّة التدوال بتفاصيلها كونها تشكّل عصب الصراع العربي – الصهيوني، وهنا تحديدا تكتسب جمعية "زوخروت " اهميتها ومركزيتها بين الاوساط اليهودية الاسرائيلية، ولكن ايضا على المستوى العالمي نظرا للدعم غير المحدود الذي حظيت به اسرائيل من قبل الجاليات اليهودية في مختلف انحاء العالم ، من خلال التضليل المنهجي الذي مارسته والذي كشف تفاصيله هذا اليوم الوفد اليهودي من جنوب افريقيا ، حيث استخدمت اموالهم للتعتيم على جرائم طرد السكان الاصليين من بلادهم.
أول الغيث قطرة
وقال: تأتي الخطوة الرمزية اليوم وسوف تتلوها ، كما يبدو، خطوات اخرى مشابهه في الحرش الاسترالي على اراضي ميعار المهجّرة والحرش الفرنسي في منطقة القدس والكثير الكثير من المشاريع المشابهة والتي وجدت مكانها على اراضينا التي تمّت مصادرتها بعد الاعلان عن اصحابها غائبين وهم احياء يرزقون ..للاعتذار وقعٌ في وعي وادراك مُقدّم الاعتذار وكذلك في وعي الضحيّة الحيّه التي ستزداد تمسّكا بحقّها واصرارها بأن يأتي الاعتذار ، اقرارا واعترافا من المؤسسة الرسمية الاسرائيلية بكل الجرائم التي اقترفتها بمختلف مسمّياتها المؤسّساتيّة وتشعّباتها واذرعتها المختلفة ، بحث الشعب الفلسطيني ، تهجيرا قسريا ومصادرة ومنعا للعودة وعبرنه الحيّز المكاني ..وستكون مرحلة العد التنازلي لهزيمة المشروع الصهيوني ، وما اعتذار اليوم الاّ "دفعه على الحساب" ، ولكنّها ، وبالتأكيد ، لن تُبطل شعار مسيرتنا الدائم " لن ننسى ولن نغفر " ، حتى عودة آخر مهجّر ولاجيء لوباني ، في الوطن والشتات ، الى دياره ، على ارض لوبيه ..
[email protected]
أضف تعليق