تحدث عدد من الشبان الفلسطينيون من لبنان إلى موقع "بكرا"، حول قراهم التي هجروا منها إبان نكبة فلسطين في العام 1948، وعن الذكريات التي نقلت إليهم من أباءهم وأجدادهم، وكذلك عن التحديات التي تواجههم في المخيمات في لبنان، وعن أحلامهم وما يسعون للوصول إليه.
وهنا يرى الشاب جلال طحيبش (25 عاما) من قرية عمقة المهجرة قضاء عكا، والذي يسكن مخيم عين الحلوة حاليا، ويدرس إدارة الأعمال في جامعة صيدا، أن حياة اللجوء لا يمكن أن توصف، فالفلسطينيون في مخيمات لبنان يواجهون كثيرا من الصعوبات، فهو يدرس إدارة الأعمال لكنه يعلم أنه عند تخرجه لن يجد وظيفة يعمل بها لأن الدولة اللبنانية تحظر على اللاجئين الفلسطينيين العمل في 72 مهنة ومنها إدارة الأعمال، وتحدد عمل اللاجئين الفلسطينيين بمهن معينة دون غيرها، ولا تسمح لهم الاستثمار في القطاع الخاص.
محرومون أيضا من حرية التنقل...
ويحدث الشاب طحبيش أيضا عن حرمان الفلسطينيين في لبنان من حرية التنقل، فأن تحتاج إلى الأوراق الثبوتية للنقل، ويوجد حواجز على مداخل المخيم يفتشون كل شيء ويرصدون كل حرقة، ويمنح اللاجئون الفلسطينيون في لبنا رغم مرور ستة عقود ونيف وثائق سفر وليس جوازات سفر مؤقتة تتيح لهم السفر والعودة إلى لبنان، في حال تمكنوا من الحصول على دعوة من الدولة التي يرغبون في السفر إليها.
ورداً على سؤالنا حول هل لديه معرفة عن موضوع النكبة والتهجير والقرى المهجرة، قال: "أنا أعرف جيدا القرى المهجرة وتاريخ النكبة والتهجير أولا من جدي وحدتي الذين ما زالوا على قيد الحياة، ودائما يحدثونا عن تهجيرهم الى لبنان وبالأخص جدتي وهي من مواليد قرية المنشية المهجرة قضاء حيفا، والتي تذكر يوم التهجير بالتفاصيل الدقيقة، وثانيا من خلال قراءة الكتب".
وعن الحلم بالعودة قال: "أتمنى أن لا يبقى حلما وأن يصبح حقيقة، لأنه لا يوجد للإنسان أغلى من وطنه حتى لو كان لا يعرفه، ولكنه يشعر بالانتماء الكبير له، فالوطن هو الكرامة والحق، اتمنى ان يأتي اليوم الذي ازور به فلسطين".
محمود مناع موقع التواصل الاجتماعي أوصلتني إلى مجد الكروم
في سياق متصل، يتحدث الشاب محمود مناع (30 عاما) من قرية مجد الكروم وهو لاجئ في لبنان، وولد في إمارة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، ويشير إلى أنه لجأ لمواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى قريته مجد الكروم والتعرف عليها ونجح في ذلك، وهو لا يزال يستخدم تلك المواقع، وهو يفخر أنه عبرها أصبح بإمكانه الحديث عن قريته للجميع وعن معاناة اللاجئين وانقطاعهم رغم مرور عشرات السنين على الهجرة.
ويقول محمود:" لو سمح لي بالعودة إلى مجد الكروم لن أتردد ثانية واحدة، فجذوري وجذور عائلتي داخل فلسطين، رغم أنني أحب الإمارات التي ولدت وترعرعت وكبرت فيها".
وعن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين بالعالم بشكل عام وفي الخليج بشكل خاص، قال مناع :" لا احد يستطيع ان ننكر أننا مواطنين من الدرجة الثانية في الدول التي نقطن فيها، فأغلب الدول العربية لا تمنح الجنسية للاجئين الفلسطينيين، بل تعطيهم إقامة يتم تجديدها سنويًا، وأنا أمل إقامة في الإمارات، وأحمل وثيقة سفر لبنانية".
وختم مناع قائلاً :" اتمنى أن تتحرر فلسطين وهي امنية جميع اللاجئين وجميع الفلسطينيين، بالإضافة إلى أنني أتمنى أن نُعامَل في أي مكان نسكن فيه كأي مواطن يحمل جنسية البلد".
الشاب عبد الله يتحدث عن معاناة اللاجئين من السفارة الفلسطينية في بيروت
في ذي صلة، يتحدث الشاب عبد الله احمد يوسف (25 عاما)، وهو من مواليد مدينة صور اللبنانية، ويعيش في بيروت ويعمل سكرتير في السفارة الفلسطينية – بيروت، وقد هجرت عائلته من قرية فارة قضاء صفد، عن معاناة الشباب في المخيمات المختلفة وصعوبة الحصول على وظائف بعد تخرجهم، وعن حبه لفلسطين ورغبته في العودة إليها.
وهنا يقول عبد الله: "وضع اللاجئ الفلسطيني في لبنان ليس بالسهل أبدا، فنحن أولا محددون في أعمالنا ووظائفنا، ولا يمكننا العمل في المحاماة أو القضاء، بالإضافة إلى انه لا يمكننا العمل في المؤسسات الحكومية، كما وأننا لا نحمل الجنسية اللبنانية بل نملك وثائق فلسطينية صادرة عن الحكومة اللبنانية والتي يجب علينا تجديدها بشكل مستمر، وأيضا إذا أردنا السفر إلى أي بلد فهذا أمر صعب جدا، إذ يتوجب علينا الحصول على تأشيرات وما شابه".
وعن قريته فارة والقرى الفلسطينية قال: "أعرف فارة من خلال القراءة عنها، فهي قرية هجرت في تشرين أول عام 1948، وهي اليوم أراضٍ زراعية، وأعرف تاريخ مجموعة كبيرة من القرى الأخرى من خلال قراءتي وبحثي عن فلسطين".
وقال: "إذا سنحت الفرصة وتم حق العودة لنا إلى فلسطين فهذه أمنيتي وأمنيه كل فلسطيني في الشتات أتمنى ذلك لاه صدقني لا يوجد للشخص أجمل من بلاده وانتمائه وسنويا في ذكرى النكبة تقام المهرجانات والندوات الخاصة للفلسطينيين في لبنان والتي ترفع التوعية لدى الفلسطينيين عن بلادهم وحق عودتهم".
وقدم شكره للحكومة الفلسطينية وحركة فتح، على اهتمامهما المستمر باللاجئين في لبنان، من خلال المساعدات المادية والرواتب الشهرية التي تقدمها للفلسطينيين غير العاملين، وأيضا تسهيلات التعليم لطلاب الجامعات من خلال "صندوق محمود عباس" لتوزيع المنح المادية وذلك بسبب غلاء قسط التعليم، وأيضا السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور الذي اقبل على فكرة إقامة صندوق الضمان الصحي في العام 2008، من اجل مساعدة المرضى الفلسطينيين في المستشفيات، وهذا يدل على اهتمام الحكومة الفلسطينية لأوضاع اللاجئين".
[email protected]
أضف تعليق