يبدو بان هناك علاقة طردية بين جماعة تجنيد المسيحيين في البلاد وبين المناهضين للفكرة من ابناء الطائفة المسيحية، حيث انه مع ارتفاع وتيرة العمل على تجنيد اكبر عدد من الشبان المسحيين ضمن صفوف الجيش الاسرائيلي، فان الرفض المسيحي يعلو ليؤكد على كون المسيحيين جزء من الشعب الفلسطيني متمسكين بهويتهم الفلسطينية اولا واخيرًا.

جول الياس من حيفا احد الشبان المسيحيين الرافضين لمسألة تجنيد المسيحيين لا يعطي جماعة تجنيد المسيحيين اي اهتمام او اولوية- على حد تعبيره، ويرى من جانبه بانهم لا يؤثرون على الطائفة المسيحية او معتقداتها بما يتعلق بهذا السياق ولا باي شكل من الاشكال، وفي هذا السياق قال لـ"بكرا": هناك مجموعات قليلة جدًا تريد الانضمام والخدمة في صفوف الجيش الاسرائيلي، حيث تربط هذه المجموعات المسألة بالديانات او القوميات، وهم اقلية داخل أقلية، مثل نداف وجماعته، ولا يشكلون خطرا، ومن المعروف تاريخيا بان كل شعب يكون تحت الاحتلال تحاول مجموعة منه ان تسلخ نفسها عنه و تنضم للسيد او المحتل.

جماعة تجنيد المسيحيين تتمركز في البلدان التي تعاني من الفتنة الطائفية

وتابع: من جانب آخر، انا لا أنكر أنهم يعملون بجهد مؤخرًا على تجنيد اكبر عدد من المسيحيين، حيث يقومون بالقاء محاضرات في المدارس بما يتعلق بالخدمة المدنية والعسكرية، ويظهر ذلك من خلال النزعة المنتشرة مؤخرا بين سكان حيفا العرب بان تأدية الخدمة المدنية يسهل عدة امور في الدولة علما انها "بروبغندا" تحاول الدولة القيام لإصطياد الشباب. 

كما اشار الياس لـ"بكرا" بانه عادة تقوم جماعة تجنيد المسيحيين بالتمركز في البلدان التي تعاني من مشاكل، وخاصة مشاكل الفتنة طائفية، حيث يقومون باستغلال المشكلة الطائفية لتجنيد اكبر عدد من الشبان في الجيش، كما ويعرضون خدماتهم تحت بند حماية الدولة للمسيحيين.

الاراميون هم جزء ايضا من الشعب الفلسطيني

وتابع: ارى بان مسألة التجنيد الاجباري للمسيحيين في البلاد مستحيلة، لانه بالمقارنة مع الطائفة الدرزية فان الطائفة المسيحية لا تملك قيادة واحدة مستقلة ممكن ان تتفق مع مؤسسات الدولة على تجنيد الشبان المسيحيين، كما تم الاتفاق بين قيادات درزية والمؤسسة الإسرائيلية سابقًا على تجنيد الشبان الدروز أو ما يسمى بحلف الدم ما كان لينجح لو وقع اليوم، لأن وعي الشباب الدرزي أختلفت ومفاهيمه للسلطة والدولة والإحتلال أختلفت أيضًا.  

وقال: في النهاية المسيحي الذي يتجند في الجيش الاسرائيلي يكون احد افراد عائلته ضابط في الجيش وينوي الخدمة بسبب التأثير عليه. 

واختتم قائلا: الهدف من تجنيد المسحيين والدروز هو ان يقوموا بصهر المجتمع الفلسطيني حتى نصبح من الاقليات مع الغاء كوننا مجتمع فلسطيني قائم بحد ذاته له خصائصه. عندما تقوم الدولة بتسميتنا بالاراميين هي محاولة واضحة لسلخ هويتنا، علما ان الاراميين هي جزء ايضا من الشعب الفلسطيني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]