في غمرة الجدل الدائرة حول المشروع النووي الايراني، من جهة، والتعتيم الذي تفرضه اسرائيل على مشروعها النووي- من الجهة الأخرى – لا يعرف الكثيرين أنّ أوّل من اخترق هذه "العتمة"، ومن على منبر الكنيست، كان النائب السابق عصام مخول (الجبهة)، في بداية مهماته في البرلمان، نهاية عام 1999، حين طرح على جدول أعمال اكنيست مناقشة السياسة النووية، فثارت ثائرة اليمين و "اليسار" ومختلف المحافل، وأصّر مخول على موقفه مستعينًا بمحكمة العدل العليا، محدثًا اختراقة غير مسبوقة، واستمر في نضالاته وجهوده في مناهضة التسلّح النووي، في اسرائيل والشرق الأوسط والعالم، حتى بعد مغادرته للكنيست، من خلال عمله كرئيس لمعهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية، وأصبح اليوم في طليعة المناضلين، في البلاد والعالم، ضد السلاح النووي، وحقق مع رفاقه في الكفاح انتشارًا اعلاميًا يساهم في المساعي الهادفة إلى الكشف عن الترسانة النووية الاسرائيلية ونزع السلاح النووي من الشرق الأوسط عمومًا.
اسرائيل تسعى للانفراد بالمعرفة النووية لدوام هيمنتها
وفي مقابلة خاصة مع "بكرا"، استعرض النائب السابق عصام مخول (وهو عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي) نضالاته في هذا الميدان ، بما في ذلك المؤتمرات المحلية والدولية التي تناولت هذه القضية، بمشاركة من الامم المتحدة وامينها علام بان كي مون، مشيرًا إلى قرب انعقاد مؤتمر دولي نهاية الشهر الجاري، في نيويورك، بمساهمة من الامم المتحدة، يطرح هو (مخول) خلاله مشروع قار لنزع الاسلحة النووية، مع التركيز على منقطة الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق وصف مخول وحدة الرأي بين اسرائيل والسعودية وسائر الدول العربية المناوئة لايران بأن "تحالف عجيب غريب بين اسرائيل ودول تستقوي بها ضد المشروع النووي، بينما الأجدى والأسلم أن يتحالف الجميع وتتضافر جهودهم لنزع السلاح النووي من الشرق الأوسط، بكامله، ومن العالم".
ولفت مخول إلى أن اسرائيل تسعى من خلال ترسانتها النووية وعدائها للمشروع النووي الايراني إلى ضمان دوام هيمنتها "فهي لا تريد لأحد منافستها، ليس فقط في امتلاك السلاح النووي، بل بالأساس في امتلاك المعرفة بأسرار وعلوم هذا السلاح" – على حد تقييمه، مستذكرًا ما قاله له في حينه، شمعون بيرس ("أبو المشروع النووي الاسرائيلي") "معترفًا" بأن العراق لم يكن يمتلك سلاحًا نوويًا، لكن كان لديه (50) ألف عالم ذرّة "ولذلك تقلقنا منافسة العراق لنا في العلم والمعرفة" – كما قال .
[email protected]
أضف تعليق