حالة من الترقب والانتظار تخيّم في الآونة الأخيرة على مجتمعنا، خاصةً بعد انتهاء الانتخابات، فالأنظار تتوجه صوب لجنة "المتابعة"- الهيئة التمثيلية العليا لفلسطيني الـ 48، ومن سيقودها أو يترأسها في الدورة القادمة خلفًا للرئيس السابق.

عدة أسماء طرّحت، لكن وحتى الآن لا يوجد أي "بوصلة" تشير إلى هوية الرئيس القادم، علمًا أنه تُجرى عدة اتصالات وجلسات تشاورية مع مركبات المتابعة المختلفة ومرشحين مستقلين.

عن اخر التطورات في قضية المتابعة، الصعوبات التي ترافق عملية الإختيار، قائمة المرشحين، وكيفية النهوض بمتابعة جديدة قوية ومؤثرة تخدم المجتمع العربي، كان لـ"بكرا" هذا التقرير الخاص.

مسعود غنايم: سنختار رئيس جديد للمتابعة بروح المشتركة والوحدة

احد المسؤولين عن لجنة انتخاب المتابعة عضو الكنيست النائب مسعود غنايم قال في هذا السياق متفائلا: سيتم خلال الايام القادمة بحث ومعالجة ملف المتابعة، لانه الاساسي ويجب ان ننهيه، سنبحث كيفية انتخاب رئيس جديد عن طريق اليات جديدة بتوافق واتفاق بين جميع الاحزاب السياسية وقوى ومركبات المتابعة بروح القائمة المشتركة وروح الوحدة.

كما دعا غنايم اي جسم او هيئة تستطيع ان تساهم في ترتيب وتركيب لجنة المتابعة من جديد ان تمد يد العون خاصةً لجنة الوفاق الوطني التي ساهمت قبلا في تشكيل مقاعد القائمة المشتركة ووفقت بين المرشحين .

عبد الحكيم مفيد: هناك ضرورة لتعيين رئيس ولو بالحسم بشكل مبدأي

اما الصحفي عبد الحكيم مفيد احد المرشحين لرئاسة المتابعة واحد قياديين الحركة الاسلامية الشق الشمالي قال من ناحيته لـ"بكرا": الموقف الاساسي الذي تتبناه الحركة الاسلامية هو انه لا بد من انتخاب رئيس متابعة بالحسم في المرحلة الاولى اما المرحلة الثانية فانه ممكن العمل مستقبلا على صياغة انتخابات تشارك بها الجماهير العربية، ادعاءات البعض في انعدام المصداقية في تشكيل متابعة جديدة هي ادعاءات صحيحة حيث ان هنالك قطاعات تطالب بتمثيل لها في المتابعة وذلك من حقها كون المتابعة تعتبرهيئة تمثيلية للجماهير الفلسطينية في الداخل بالتالي يجب ان نعمل سوية مع الشخصيات الناشطة في المجلس المركزي لاننا ابناء شعب واحد، ويجب ان يكون هنالك حسم لو كمرحلة عبور، الحسم هو امر مركزي واساسي على الرغم من الاختلافات بين مركبات المتابعة بالذهاب الى الانتخابات او عدم الذهاب اليها .

الاحزاب هرمت ما عادت قادرة على المضي في المتابعة

وتابع لـ"بكرا": ادعاءات بعض الاطراف بانه يجب تحسين عمل المتابعة وتواجد جميع الاحزاب والقوى السياسية داخل مركباتها هي شرعية علما اننا نواجه اشكالية في كيفية اقرار من نختار لرئاسة المتابعة ومن لا، الاحزاب هرمت ما عادت قادرة على المضي في المتابعة.

واضاف محدثا عن نفسه: ارى بنفسي كفؤ لقيادة المتابعة لان نشاطي وتجربتي معروفة لكل الاحزاب التي عملت معها، ولدي الامكانية والقدرة ان اقود المتابعة في هذه المرحلة الى بر الامان. كما انني وفي السنوات الاخيرة وقفت على رأس الكثير من اللجان القطرية وعملت مع الاحزاب باحترام وشفافية وتقدير وتنسيق وهو امر تشهد له الاحزاب جميعها، مسألة انتخاب رئيس جديد للمتابعة ليست حزبية وسنضع حزبيتنا جانبا لا حاجة الى ان نركز على المسالة الحزبية.

ان كنا تفاهمنا بالذهاب الى الكنيست ممكن ان نتفاهم بقضية المتابعة

كما تطرق مفيد الى القائمة المشتركة ودورها في انتخاب رئيس جديد للمتابعة حيث قال لـ"بكرا": المعلومات المتوفرة لدي ان المشتركة تم تشكيلها للكنيست لهدف معين، وان لديهم في مسالة المتابعة اتفاقات واختلافات، مركبات المشتركة لديها مواقف متبتاينة ومختلفة، ما يهم في النهاية ان بامكاننا ان نتفاهم دائما وان كنا تفاهمنا بالذهاب الى الكنيست ممكن ان نتفاهم بقضية المتابعة علما ان هنالك اراء مختلفة داخل الحزب نفسه وهو امر طبيعي وعادي جدًا .

وعن التطورات الاخيرة لانتخاب رئيس جديد للمتابعة قال: بدانا بجلسات وسنستمر، وستكون لنا جلسات مع كل مركبات المتابعة بهدف الاتفاق على شيء بيننا.

واختتم: ممكن ان نغير صورة المتابعة – عند جمهورنا الفلسطيني- عن طريق العمل على التأثير على وعي الناس. ويتم ذلك عن طريق تذويت الجماهير ان المتابعة هي هيئة تمثيلية لشعبنا، وانه الاوان ان نعود الى الجماهير، لان ما فقدناه هو العلاقة المباشرة مع الجماهير فـ "ان الاون ان نترك الفيسبوك ونعود فيس تو فيس".

طلب الصانع: انتخابات المتابعة ستكون صفقات لا قناعات

ومن الاسماء التي تم ذكرها على انه سيترشح لرئاسة المتابعة هو المحامي طلب الصانع رئيس الحزب الديمقراطي العربي الذي اكد لـ"بكرا" بانه لن يرشح نفسه لرئاسة المتابعة حيث قال :لن ارشح نفسي علما انه في ظل التحديات الداخلية والخارجية الموجودة هناك حاجة للاسراع الى ترتيب اوراق المتابعة التي تعتبر السقف الاعلى للجماهير العربية وخاصة ان العمل الجماهيري اصبح عامل هام وما يستطيع ان يقوده هو المتابعة واستمرار الوضع القائم يؤدي الى تراجع، مثل فعالية يوم الارض الاخيرة التي شهدت تراجعا.

وتابع: من ناحية اخرى واضح ان هنالك محاولة للهيمنة، وانا اعتقد انه لن يكون هنالك انتخابات نزيهة في المتابعة، وستحاول الاغلبية فرض رأيها، ولن تكون هنالك انتخابات شخصية بل احزاب متنافسة، ليست منافسة نزيهة اوعن قناعات بل صفقات ولا اريد ان اكون جزءً منها.

واشار الصانع لـ"بكرا" الى ان لجنة الوفاق غير منتخبة وغير مخولة وليست لها صلاحية التدخل في امر المتابعة وتابع: الوفاق كان تعاطيها فاشلا في القائمة المشتركة، ليس لها اي دور، وهي غير منتخبة من الشعب والاحزاب ،اطلب منها عدم التدخل وترك الموضوع لمركبات المتابعة.

عوض عبد الفتاح: الوحدة والمشتركة ستساهم في تشكيل المتابعة على اساس قومي

وقال المرشح عوض عبد الفتاح من التجمع الوطني الديمقراطي لـ"بكرا": موضوع انتخاب رئيس للجنة المتابعة تم تأجيله عدة مرات الى ما بعد الانتخابات، حيث فضل رؤساء السلطات المحلية بتاجيل البث الى ما بعد الانتخابات لاعطاء مجال للاحزاب السياسية للتوصل الى اتفاق حول القائمة الواحدة وقمنا بالتجاوب رغم ان معظم القوى السياسية لم تكن متحمسة للتاجيل، احترمنا التوجه مع انه هنالك قوى سياسية مثل الاسلامية الشمالية وابناء البلد كانوا مستائين، ولكن احترموا قرار الاكثرية حيث ان التاجيل جرى عدة مرات.

كما اوضح عبد الفتاح ان عملية اعادة بناء المتابعة كانت جارية على قدم وساق في الاشهر القليلة التي سبقت الاعلان عن الانتخابات على مدار العام الماضي وأنه كانت هنالك جهود جدية في اعادة البناء وتفعيل اللجان المنبثقة والتي تم تشغيلها في السابق كمرحلة انتقالية حيث تم التركيز على لجنتي المالية والتنمية الاقتصادية واللتان تشكلان الذراع الاساسية للنهوض بالمتابعة حيث قال: اخترت ان اكون مركزهم للتمهيد لاقامة صندوق قومي للمتابعة، حيث انه على مدار سنوات لم يكن قرشا في صندوقها، واذا لم نقيم الصندوق لن يكون مستقبل للمتابعة، كما ان الصندوق سيساهم في تمويل النشاطات الشعبية الثقافية والنضالية.

واوضح عبد الفتاح لـ"بكرا" ان السبب في عدم اقامة الصندوق القومي حتى الان هو الجبهة حيث قال: الجبهة لم تكن متحمسة لهذا المسار بسبب موقف قديم وتخوف من اعادة بناء لجنة المتابعة على اساس قومي باعتبار ان ذلك يؤدي الى انفصال عن الدولة ويعطيها الحق في التنصل من مسؤولياتها وزيادة القمع ضدنا، والان باعتبار ان الجبهة قبلت القائمة الواحدة من منظار قومي نعتقد ان الفرصة اصبحت مهيئة في اعادة بناء لجنة المتابعة.

كما اعتبر عبد الفتاح ان القائمة المشتركة هي مقدمة لاحداث نقطة تحول في الفكر والممارسة السياسية للاحزاب السياسية في الداخل.

واشار عبد الفتاح لـ"بكرا" الى ان الجو في المتابعة هو وحدوي وايجابي وممهد للتقدم وانه قد تم التواصل مع رجال اعمال لتشكيل الصندوق القومي وهناك خطة لاقامة لجان شعبية تقوم بجمع التبرعات من المواطنين العرب عشرة شواقل من كل مواطن لدعم الصندوق، واضاف: يجب ان يكون لكل اقلية قومية وقيادة موحدة ،مؤسسات مالية تدعمها، هذا الامر يرسخ هويتها وديمومة تطورها ويفتح الافق امام الاجيال الفلسطينية الصاعدة التي تبحث عن العمل والاستقرار.

كما تطرق عبد الفتاح الى العقبات في تشكيل المتابعة حيث قال: الدستور الجديد هو ان يحصل الرئيس الجديد على ثلثي اعضاء المجلس المركزي المكون من 54 عضوًا لذلك من الصعب الحصول على ثلثي الاعضاء لاي رئيس، وانا لدي قاعدة اكبر من المرشحين الاخرين، انا لست متمسكا بالترشح وانما بالمشروع، اذا كان هنالك اي شخص لديه التصور الارادة والايمان المطلق سأدعمه.

واختتم: هنالك اتصالات جارية بين القوى السياسية لتحديد موعد والاتفاق على كل شيء، لم افكر في الترشح وانما جاءت الفكرة من اوساط في احزاب سياسية اخرى مثل الحركة الاسلامية الشمالية والجنوبية وابناء البلد ورؤساء سلطات محلية.

وليد شحادة: سندرس مع القوى الاخرى امكانية الترشح 

اما وليد شحادة امين عام حركة كفاح فعقب قائلا: حتى الان قضية المتابعة لم تدرس بعد، من المقرر ان نعقد جلسة للجنة المركزية لدراسة الموضوع وفحص امكانية المشاركة بالمتابعة ليتم اصلاحها لانها في حالتها الحالية غير قادرة وغير مؤهلة على افادة جماهيرنا في القضايا الوطنية .

واختتم: ان كانت مشاركتنا ستفيد سنشارك ونكون جزءً من المتابعة وان كنا مجرد اضافة للمجموعة لن نشارك، سندرس مع القوى الاخرى امكانية الترشح .

ناصر دراوشة: ان الاوان ان لا تكون المتابعة حكرا على احد

الشيخ ناصر دراوشة، احد المرشحين المستقلين لرئاسة لجنة المتابعة قال لـ"بكرا": نطالب اولا بتغيير قيادة المتابعة من السيء الى الافضل لان حالتها بدأت تتدهور في الاونة الاخيرة، عدا عن الانقسام الموجود والتي نراه من خلال الاحزاب، ان الاوان ان تكون هنالك وجوه وكوادر جديدة في المتابعة وان لا تكون حكرا على احد.

وتابع دراوشة يقول: نريد ان نخدم شعبنا ووسطنا العربي من خلال محاربة العنف وتحسين التعليم والسكن، وانا كابن للمجتمع العربي قررت أن آخذ دوري، عليه ساطرح نفسي وارشح نفسي كرئيس للمتابعة وهنالك الكثيرين مما ايدوا هذه الخطوة .

واختتم دراوشة لـ"بكرا" قائلا: ترشحي ليس حبا في رئاسة المتابعة وليس تشريف لكن تكليف حيث انني اريد ان اوصل رسالة انه لا احد افضل من احد، ونحن موجودين بقلب الشارع وهموم الناس واحزانهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]