على ما يبدو ان خرافة "الكبار يموتون والصغار ينسون" للقادة الاسرائيليين في اعقاب تهجير عدد من القرى الفلسطينية ابان النكبة في عام 1948، لم تحقق ذاتها على ارض الواقع، حيث كما يظهر من هذا التقرير ان صغار قرية معلول ما زالوا يزورون ارضهم المهجرة معلول ويواظبون على الجلوس فيها متمسكين بمفاتيح العودة التي نقلها لهم اجدادهم، ويكررون حكايات معلول المتناثرة بين جدران ما تبقى من القرية المهجرة، محافظين على بعض القيم الجميلة مثل اللحمة والتماسك بين المسلمين والمسيحيين التي عرفت بها معلول منذ الازل والتي انعدمت اليوم في العالم اجمع حيث اصبحت الطائفية مقبرة الشعوب.
نشارك بشكل سنوي مسلمين ومسيحيين في قداس الفصح المجيد
قصي علي الصالح يقطن في يافة الناصرة والاصل من قرية معلول المهجرة قال لـ"بكرا": الهدف هو التشبث بارضنا المهجرة، حيث نواظب على زيارة قرية معلول والقيام باعمال تنظيفات، كما اننا نشارك بشكل سنوي، اسلام ومسيحية، في قداس الفصح المجيد، مما يؤكد على أننا يد واحدة منذ ان كانت معلول عامرة باهلها.
واضاف:اشارك انا وعائلتي في مسيرة العودة بشكل سنوي كما اننا نزور قريتنا معلول ، بهدف زرع روح الانتماء للوطن وقرانا المهجرة التي قام اليهود بتهجير اهلها في عام 48.
نشاطاتنا تعبر عن وحدة وطننا مسلمين ومسيحيين
اما علاء القط من يافة الناصرة وابن قرية معلول المهجرة قال لـ"بكرا": نحرص دائما منذ عشرة سنوات على المشاركة بفعاليات قرية معلول المهجرة، وخاصة قداس الفصح المجيد الذي يجمع اهل القرية جميعهم، لاننا نعتبر هذه الفعاليات والنشاطات في معلول مهمة وطنية وانتماء شعب لارضه، كما تعبر عن وحدة وطننا مسلمين ومسيحيين.
وتابع لـ"بكرا": المشاركون في النشاطات المختلفة هم ايضا كبار السن الذين عايشوا فترة النكبة الترحيل والتهجير، ما يميز اهل معلول انهم مرتبطين في الارض حتى اليوم ويجتمعون من شتى انحاء البلاد في المناسبات المختلفة في معلول المهجرة مما يزيد الانتماء والارتباط بمعلول، بعيدا عما يحصل في الوطن العربي مثل الطائفية والتفرقة واستهداف الفلسطينيين في الخارج مثل اليرموك.
زيارتنا لمعلول تؤكد على صمودنا وبقاءنا
اروى بشارات من الناصرة من مهجري قرية معلول اكدت بان هذه المشاركة بنشاطات معلول المهجرة تزيد من ارتباط ابناء الجيل الجديد بالارض وتزيدهم وعيًا بما يتعلق بجذورهم واصلهم وهويتهم الفلسطينية.
وتابعت: على الرغم من تطورنا واندماجنا في المدن المختلطة مع شعوب اخرى الا اننا نستمر في زيارة معلول بهدف ترسيخ ثقافة الانتماء للارض والوطن والمحافظة على هويتنا الفلسطينية، علما ان ما بقي من معلول كنيسة واشكال بسيطة اخرى الا ان زيارتنا لمعلول تؤكد على صمودنا وبقاءنا.
ما يقوم به اهل معلول والمهجرين بشكل عام في فلسطين هو امر نادر جدا
نيكولا سويدان يسكن في الناصرة واصله من الاردن قال لـ"بكرا": اشارك في معلول المهجرة اليوم وارى الاجواء جميلة جدا ومتماسكة بين الاهالي في معلول.
كما اشار سويدان لـ"بكرا" ان ما يقوم به اهل معلول والمهجرين بشكل عام في فلسطين هو امر نادر جدا ويعبر عن شدة انتماء الفلسطيني لأرضه ووطنه.
كان يشترط على العريس المسلم في معلول ان يتخذ اشبينا مسيحيا له والعكس صحيح
غازي علي الصالح وياسر بشارات، مسلم ومسيحي، الاصل من معلول المهجرة ويسكنون في يافة الناصرة اكدوا لـ"بكرا" بان هذه الوحدة والتماسك بين المسيحيين والمسلمين في معلول هو امر طبيعي جدا حيث انه كان يشترط على العريس المسلم في معلول ان يتخذ اشبينا مسيحيا له والعكس صحيح، وان الارتباط بين الطائفيتين لا يزال مستمرا حتى الان، مؤكدين انه على الرغم من كل العقبات ما زال هناك امل بعودة المهجرين الى ديارهم.
[email protected]
أضف تعليق