فلسطينيو الـ48 يطالبون بتحرك دولي لوقف المجازر بحق مخيم اليرموك

بين تجويع وحصار تارة، وقتل واعدامات جماعية تارة اخرى، ما زال مخيم اليرموك يعاني ويقاوم وحيدًا في الساحة السورية، في ظل تجاهل وصمت المجتمع الدوليّ والدول العربية عن ما يحدث في سوريا عامة وفي مخيم اليرموك خاصة.

فبعد وصول الاخبار عن القصف الشنيع من قبل قوات الاسد تارة وتنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) تارة اخرى، اشتعلت صفحات الفيسبوك في الداخل الفلسطيني بحملات تطالب بوقف المجازر التي ترتكب بحق فلسطيني المهجر في مخيم اليرموك.

وعلى ضوء تحدث مراسل موقع "بكرا" إلى عددٍ من الناشطين والقيادات في الداخل الفلسطيني لإستيضاح ما يجري في المخيم وعن دور الـ 48 في محاولة إنقاذه، وجاءت الآراء متفاوتة من حيث تحميل المسؤولية عما يجري في المخيم إلا أنهم اجمعوا على ضرورة التدخل الدولي السلمي لوقف ما يجري في مخيم اليرموك بعد أن زجت العديد من الجهات به إلى دائرة الإقتتال وفشلت مساعي تحييده. 

مخيم اليرموك يعيش اليوم نكبة جديدة...

زيدان بدران رئيس مجلس بسمة عارة السابق والذي كان على اتصال سابق بأحد الاصدقاء في مخيم اليرموك فقد عقب لـ"بكرا" قائلا: للأسف تربطني علاقه في مخيم اليرموك مع صديق اسمه محمد زيدان وأصوله من طيرة الكرمل، كنا قد إلتقينا سويه في مؤتمر للشباب كوفد فلسطيني في البرتغال، ومن ذلك اليوم ونحن نتكلم تقريباً كل اسبوع، وقد واكبت أوضاع المخيم منذ الحصار وانقطاع أخباره منذ ستة شهور.

وقال ايضا: مخيم اليرموك من نكبة الى نكبة. نكب اهله عام الـ ١٩٤٨ عند خروجهم من فلسطين وما زالت المصائب والنكبات تحل عليه حتى اليوم. بدءً من زمن الرئيس السوري حافظ الأسد وحتى اليوم على يد من يدعون الإسلام ويدعون الخلافة وهم عصابة داعش متأسلمين بعيدين عن الإسلام كبعد المشرق عن المغرب .

واضاف: ذنبهم إنهم فلسطينيون وذنبهم انهم وقعوا تحت حكم جائر الأول في زمن الأب والإبن حافظ وبشار والثاني في زمن داعش واني لأتعجب وأخجل وأمقت كل من يأيد ويهتف لداعش كإنها المخلص لنا فهي المخلص علينا ، ومن هنا اهيب وانادي واتوسل الى كل فلسطيني حر في هذه البلاد أن يعمل ما في استطاعته من أجل تخليص المخيم من هؤلاء المجوس القتله واخص في الذكر رجال السياسه والبرلمانيين، من منا لا تربطه علاقة قرابه او اهل في هذا المخيم، فكلنا نعرف أصول أهل هذا المخيم ومن أين خرجوا ومن هي العائلات التي تسكنه.

وقال: كذلك نوجه رساله الى السلطه الفلسطينيه ورئيسها ابو مازن للعمل سريعاً في إنقاذ هذا المخيم وعلينا نحن في ال ٤٨ أن لا نصمت ونحاول الضغط على المحافل الدولية. 

سلام عياش: فقدت التواصل مع اصدقائي بمخيم اليروموك منذ دخول داعش

اما الناشط الجبهوي ونائب رئيس بلدية ام الفحم سابقا سلام عياش فقد قال في هذا السياق: لطالما عانى شعبنا الفلسطيني في الشتات من مضايقات عديده من كل الدول العربيه ومؤسساتها. كان لي العديد من المحادثات بيني وبين اصدقاء من مخيم اليرموك عير مواقع التواصل الاجتماعي وسمعت منهم الكثير عن الظلم الذي يصيبهم من قبل المسلحين وعناصر يقولون انهم من النطام. قسم منهم هرب قبل دخول داعش الى اليرموك والقسم الذي بقي هناك فقدت التواصل معه. العالم يتحرك ان كانت الضيحه ليست عربيه او مسلمه شاهدنا كيف التأم العالم بباريس للتنديد بقتل عدد من الصحفيين. ولا نراهم اليوم ينطقون ولو بالتصريح ضد ما يحدث باليرموك.

واضاف :كان عدد سكان الفلسطينيين باليرموك اكثر من مليون ونصف المليون قبل الاحداث واليوم العدد لا يتعدى الثلاث مئة الف كلهم اجبروا ان يكونوا هناك لعدم استطاعتهم الهروب، ان ما يحدث باليرموك جريمة حرب. ابادة شعب مُهجر يعيش هناك ليس طوعيا انما اجباراً لانه لا يمتلك وطن يأويه، بالنسبه لي فقدت الامل والثقه بالعالم العربي والاسلامي والمجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا لمنع هذه الجريمه. مسؤوليه سكان اليرموك تقع على منظمة التحرير الفلسطينيه والتي بأسبتطاعتها ان تخلي المخيم وان تؤمن خروج السكان لمكان آمن اكثر ،بالنهاية لا نملك الا الدعاء لهم وان ننظم حملات اغاثه لهم وان تصل هذه الاغاثات باقرب وقت.

الشيخ محمد امارة: يجب ان تكون وقفة عربية اسلامية لرفع الحصار ووقف المجازر بحق مخيم اليرموك

الشيخ محمد امارة فقد شدد بدوره وخلال حديثه الى ضرورة تنظيم وقفة عربية اسلامية لرفع الحصار والمجازر التي ترتكتب بحق مخيم اليرموك، حيث قال: مخيم اليرموك ومعاناة اهله المضاعفة المتجددة يجسد معاناة الشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء والشتات على مر سبعة عقود ،ثورة الشعب السوري العظيم كانت لها تبعات ثقيلة جدا وزادت من معاناة أهلنا في مخيم اليرموك فقد أصبحوا في وضع شديد الدقة والحساسية فحاصرهم النظام السوري المجرم وقصف بيوتهم وأحدث فيهم مقتلة عظيمة ثم سلط عليهم الجوع والحرمان من لقمة الخبز وحبة الدواء فمات أطفالهم وشيوخهم تحت وطأة الجوع والمرض والظلم من النظام الممانع كذبا وزورا ، ما كان يحتاجه أهلنا هناك كما بقية أهلنا في الشام الحبيب ان تمتد اليهم يد حانية حامية منقذة لهم من بطش النظام السوري ومليشيات حزب اللات وإيران ولكن مع الأسف في كل يوم تشتد معاناتهم وتتعالى صرخات نسائهم وشيوخهم واطفالهم لعلها تجد من ينقذهم من الجحيم الذي يذوقون فيه أشد الوان العذاب وكم كنا ننتظر من فصائل المجاهدين في الشام ان تكون يدهم هي تلك اليد الحانية المدافعة عنهم امام بطش النظام واحلافه المجرمة وان يفكوا عنهم الحصار وان يمدوهم بما يستطيعون من طعام ودواء يحفظ لهم الرمق الأخير من الحياة!.

واختتم: حقاً أهلنا في الشام عموما وأهلنا في اليرموك خصوصا بحاجة لوقفة إسلامية عربية وتحالف يرفع عنهم الظلم ويضرب على يد النظام المجرم واحلافه ولكن هيهات هيهات، وفي ظل هذا التقصير يجب على دول العالم الحر ان تتحرك فورا لاغاثتهم ورفع الظلم عنهم وحقن دمائهم.

الشاب ابو حمزة اغبارية: النظام اولا وداعش ثانيا ، كلهم عصابات اجرام

اما الشاب ابو حمزة احمد محاميد الناشط في العمل الطلابي والعمل الاجتماعي فقد حمل المسؤولية الاولى عن المجازر التي تجري في سوريا بشكل عام وفي مخيم اليرموك بشكل خاص لنظام الاسد حيث قال: المسئول الاول هو نظام الاسد، بتجويع المخيم وقتل اهله والتضييق عليه وايصاله لهذا الوضع الانساني والامني الخطر.

وأضاف: اما اقتحام داعش للمخيم فكان أمرا مدبرًا ومخططا له بالتواطئ مع جبهة النصرة وتخاذل باقي الفصائل السورية الذين آواهم جميعا المخيم، فغدروا به، فقد حصلت عملية اغتيال لحد قادة حماس والعمل الخيري بالمخيم وفر المنفذون لمنطقة الحجر الاسود الذي تتواجد فيه داعش القريبة من المخيم، فقامت اكناف بيت المقدس وهم شباب المخيم الفلسطينيين باعتقال 8 من انصار داعش في المخيم والتحقيق معهم فتم الاقتحام من مناطق سيطرة النصرة وحصلت اشتباكات تمكنت الأكناف في يومها الاول من طرد داعش فقامت داعش بقصف المخيم بالهاونات بشكل كثيف بالمقابل قامت طائرات الاسد بقصف المخيم أيضاً بشكل كثيف.

وقال ايضا: الوضع في المخيم صعب حسبما يتوارد من الانباء. المدنيون في نزوح تحت النار وعصابات بشار الأسد رمت بالأمس لوحده اكثر من ١٣ برميلا متفجرا وعصابات البغدادي أيضاً تقوم بعمليات اعدام وقطع رؤوس وتنشر الصور للتهريب كما وأنها قامت بإعتقال اكثر من ٧٥ شخصا اغلبهم من المدنيين وتقوم بأعمال قنص للنازحين من المخيم، الوضع سيء ولا حول ولا قوة الا بالله.

وعن رأيه لأي تدخل دولي فقد قال: انا ضد اي تدخل دولي بالمفهوم العسكري، وهذا سراب لن يحصل، فالشعب السوري يذبح من اكثر من اربع سنوات ويجوع ويباد ولم يتدخل العالم لانه يتدخل وفق مصالحه وتصوره الذي غالبا ما يفضل ان يرى دماء المسلمين تفك بأيديهم ويكتفي بالشجب والندب والعويل...ادعو ان يتكاتف ابناء الشعب الفلسطيني في الشام برجالاتها بعد ان خذلتهم كتائب المعارضة السورية أدعوهم ان يتكاتفوا ويتوحدوا ويشكلوا قوة تطهر المخيم من عصابات القتل والأجرام عصابات البغدادي.

الكاتب محمد ياسين: اليرموك وصل الى قاع الهاوية بعد دخول تنظيم الدولة

اما الكاتب محمود ياسين فقد قال: الوضع في مخيم اليرموك مأساوي للغاية، وإذا كان مخيم اليرموك على حافة الهاوية بداية الثورة فلا شك انه اصبح في قاع الهاوية بعد دخول ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية، وانا أعارض هذه التسمية لان ما يقومون به من افعال بعيد كل البعد ان الاسلام بل وعن جميع الديانات السماوية، وأما بالنسبة للتحرك الدولي فأنا مع التحرك الدولي الإنساني وليس العسكري لان التدخل العسكري كما يقولون " يزيد الطين بله " وكان الله بالعون.