احياءً للذكرى الـ67 لنكبة الشعب الفلسطيني، أطلقت الحركة الإسلامية في الدّاخل، حملة واسعة النطاق، تسعى من خلالها الى تجديد الربّاط والعهد مع الأرض والتاريخ والوطن، وتجذير الحق والإصرار عليه لدى الأجيال المتعاقبة، وهي الحملة التي تنظم للمرّة الثانية على التوالي.
وأطلقت الحركة السبت الماضي، حملة " الى قرانا نعود، وفي إجزم نلتقي"، والتي افتتحت في منطقة النقب جنوبي البلاد، بمشاركة الحركة الطلابية إقرأ، حيث زرع الطلاب المشاركون نحو مائتي شجرة زيوت في أرض قرية " السيد" غير المعترف بها من قبل السلطات الإسرائيلية، الى جانب المساهمة في مشاريع بقرى مختلفة ضمن معسكر التواصل العاشر مع النقب.

وتهدف الحملة المذكورة الى تنظيم زيارات ميدانية الى قرى فلسطينية مهجرة على امتداد أرض الوطن، بمشاركة العشرات من المواطنين والمصورين وعدد من اللاجئين الذين ارتبطت حياتهم واسماءهم بتلك القرى، في مسعى الى توريث الرواية الخالية من التشويه، وتثبيت الحق الذي يأبى النسيان.

ومن المقرر أن تعلن الحركة الإسلامية عن برنامج الحملة تباعًا، لإتاحة فرصة المشاركة للراغبين من الأهالي والمصورين، في زيارة القرى المهجرة، والمدن الساحلية التي تتعرض لمخططات إسرائيلية تهدف الى اقتلاع من بقي من سكانها العرب، من خلال مصادرة أراضيهم، وهدم منازلهم والتضييق عليهم على الأصعدة كافة، في خطوة تهدف الى دعم صمودهم.

وتزور الوفود، قرى مهجرة مختلفة بمرافقة مرشد وخبير في الاثار، حيث تستمع الى شرح واف ومفصّل حول تاريخ القرى الفلسطينية وطبيعة من سكنوها ذات يوم، وما آلت اليه أوضاعهم في اعقاب النكبة، والاستيلاء على الوطن من قبل عصابات صهيونية، ارتكبت المجازر والترويع والإرهاب في سبيل مخططاتها وشرّدت عددًا كبيرًا من سكان البلاد الأصليين.

اجزم المهجرة

ومن المقرر، بحسب الحملة، أن يتكلّل المشروع في ذكرى النكبة (15/5/2015) بفعالية ضخمة تقام على أراض قرية " إجزم" المهجرة على تخوم مدينة حيفا شمالًا، على غرار الحملة السابقة التي اطلقت العام الماضي واختتمت في قرية الكابري بمهرجان خطابي، وفعاليات تراثية، وفنية وثقافية بمشاركة الالاف.

وتزور الحملة، بمشاركة العشرات من الأهالي، السبت القادم قرية " عمواس" المهجرة، إضافة الى مدينة اللد، حيث يتلقى المشاركون فيضًا من المعلومات حول تاريخ تلك المناطق، ويضطلعون على آثارها وحكايات سكانها.

يقول عبد الرازق متاني مدير وحدة الاثار في مؤسسة الاقصى للوقف والتراث إنه " وبخلاف الاجواء والفترة الحزينة التي تمر علينا في ذكرى النكبة، الا اننا نستقبل هذه الكارثة والذكرى الحزينة بأمل متجدد يتأكد من خلال فشل المشروع الصهيوني الذي راهن علينا برهانه الشهير "كبارهم سيموتون وصغارهم سينسون" .

نجدد الرباط مع الارض والتاريخ والوطن

وأضاف :" ما زلنا نجدد الرباط مع الارض والتاريخ والوطن وقد انطلقت الحملة الثانية الى كل قرانا نعود ليكون هذا العام لقائنا في اجزم مبشرا بلقاء قريب وقد عاد اهل الديار الى ديارهم وحقق العدل في هذه الديار".

وأشار متاني الذي من المقرر أن يصطحب المشاركين في الحملة خلال زياراتهم الميدانية كمرشد ومختص بالآثار، الى ان الحركة الإسلامية تسعى الى التأكيد من خلال المشروع على " حب الاوطان والتمسك بالحق التاريخي الذي يتمثل بتنظيم الزيارات العديدة للشرائح المختلفة لأبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني الى القرى المهجرة والتعرف على النكبة والتهجير والحياة الثقافية والاجتماعية والتاريخية لأهلنا عشية النكبة وتوثيق رباطهم".

وأوضح :" اخذنا على عاتقنا في مؤسسة الاقصى للوقف والتراث الجانب المعرفي والارشادي من خلال اختيار وتوجيه المسارات وامداد الزائرين للقرى بالمرشدين الاكفاء ليطلعوهم على حكاية الزمان والمكان لنزرع ونعزز حب الوطن في وجدانهم وندحض الرواية والزيف التاريخي الذي تروج له المؤسسة الإسرائيلية من خلال مساعيها العديدة لتهويد المكان والذاكرة".

بدورها، قالت الناطقة بلسان الحملة علا حجازي إن " الحملة تهدف الى تذويت الحق الفلسطيني في ارضه، والتأكيد انه صاحب الحق الوحيد فها، ولا حق لسواه، إضافة الى ترسيخ معاني الحفاظ والدفاع عن ارضنا المباركة والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والتمسك بحق العودة لكل اهلنا من شعبنا الذين تم تهجيرهم عنوة وبقوة السلاح والبطش والاجبار".

وأشارت الى ان الهدف أيضا هو ربط الجيل الناشئ الذي هو نواة الامة بارضه المحتلة، واستشعاره من خلال زياراته للقرى المهجرة المعاناة والالم الذي تملك الاهل والديار ولا يزال الى يومنا هذا".

زيارات اسبوعية للقرى المهجرة

وتشمل الحملة زيارات اسبوعية للعديد من القرى المهجرة، والتي تم تحديدها في عدة مناطق من الشمال الى الجنوب، يشارك فيها العشرات نساءً ورجالا واطفالا".

وقالت إن " ما يميز الحملة لهذا العام، هو اختتام الزيارات في المدن الساحلية، مثل : حيفا، ويافا، وعكا، والمدن المختلطة مثل اللد والرملة والتعرف على معالمها وما يعانيه سكانها العرب".

من جانبه، قال مركز النشاطات القطرية في الحركة الطلابية "اقرأ" محمد إبراهيم كبها إن للطلاب دور بارز في الحملة، وذلك " إيمانا منّا بأنّهم هم الحلقة الأقوى بشريحة الشباب ومستقبل شعبنا ومجتمعنا في الداخل الفلسطينيّ".

وأضاف:" نرى بضرورة التفاعل مع هموم وقضايا شعبنا والتلاحم مع قضيتنا الأولى وهمنا الأكبر في الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية وترسيخ مفهوم حبّ الأوطان وغرس حبّ الأرض في النفوس والعمل على تكوين وعي جمعيّ يحفظ التاريخ ويصون الأرض والهوية والتراث ويعزز وينمّي بذرة الانتماء لذلك كلّه".

"ومع مرور 67 عاما على نكبة شعبنا الفلسطينيّ التي ما زالت حاضرة في النفوس وآثارها جليّة في الأرض المصادرة والقرى المهجرّة، والبيوت المهدّمة والحريات المقيّدة، والتمييز والاضطهاد المتفشيين، سوف نجدد العهد مع الأرض والذاكرة والتاريخ"، يقول كبها.
وأوضح أن حركة اقرا الطلابية " تشارك وبقوة، للعام الثاني على التوالي في حملة لقرانا نعود، حيث نسعى من خلالها لربط الطالب العربي مع التاريخ والأرض ولتعميق الذاكرة والرواية الفلسطينية في وعي الطالب الشاهدة على مأساة شعبٍ كامل اقتلع من أرضه وهجّر من بيته ورّحل عن وطنه".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]