يُصادف اليوم السبت "يوم الأم" أو ما أطلق عليه معظم الناس "عيد الام" والذي تفاوتت حوله الآراء واختلاف المواقف الاجتماعية والدينية حول هذا اليوم منذ يوم اعلانه حتى يومنا هذا.

ويعود أصل تسمية "عيد الأم" إلى عام 1912، حينما انشئت الجمعية الدولية ليوم الام وجرى خلق يوم لجميع العائلات تكريما لأمهاتهم ولكافة الامهات في العالم، واستخدم هذه التسمية رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون في القانون كعيد رسمي في الولايات المتحدة، وكان اول احتفال لعيد الام عام 1908 عندما قامت "انا جارفيس" وهي المرأة التي أنشأت الجمعية الدولية ليوم الأم، ذكرى لوالدتها في امريكا وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الام معترف به في الولايات المتحدة.

عيد الأم في العالم العربي

أما في العالم العربي، فقد كان أول من فكر في عيد للأم هو الصحفي المصري الراحل علي أمين، حيث طرح حينها مقاله اليومي "فكرة" والتي قدم من خلالها فكرة الاحتفال بعيد الام، حيث اقترح حينها ان يكون يوم للام بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها والذي لاقى تجاوب منقطع النظير، في حين رفض آخرون الفكرة بحجة ان كل ايام السنة للأم وليس يوما واحد فقط، ولكن اغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد وبعدها تقرر ان يكون يوم 21 مارس التاريخ الرسمي في العالم العربي للاحتفال بهذا اليوم والذي يعتبر اول ايام فصل الربيع ليكون رمزا لتتفح والصفاء والمشاعر الجميلة.

تفاوت في الآراء مع الاتفاق على ضرورة تقدير الام واحترامها

وعلى ضوء هذا وفي ظل اختلاف الآراء حول اعتبار يوم الام عيد رسمي وبين من اعتبره بدعة فقد أجرى مراسل موقع بكرا حديث خاص في الشارع الفحماوي للاطلاع على آراء الشارع، بخاصة الشباب منهم والذي اتفقوا جميعا على ضرورة تقدير وتكريم الام على ما بذلته من جهود على مر السنين.

الشاب محمد عبد الكريم، اعتبر هذا اليوم بدعة حيث قال:" يجب على كل مسلم ان يبر والديه، وبالأخص الأم، أمك ثم أمك ثم أمك ثم باك، فقد اتى عيد الأم من أصل أجنبي والذين لا يبرون آباءهم وأمهاتهم، وبالتالي كانت هناك الحاجة لخلق مثل هذا اليوم في دولهم".

أما ابراهيم محاجنة فلم يبدي معارضته للاحتفال "بيوم الام" على شرط الابتعاد عن اعتباره يوم عيد، حيث قال:"إذا سمي عيدا فإنه بدعة محرمة لأن الله شرع لنا ايام في السنة كأعياد هما عيد الفطر وعيد الاضحى، اما ان سميتموه بعيد فإننا لا نحتاج لمثل هذا اليوم لنتذكر فضل امهاتنا علينا".

الدكتور مازن جبارين: يجب ان نحتفل بأمهاتنا على مدار السنة

اما الدكتور مازن جبارين فقد أشار خلال حديثه لموقع بكرا على ضرورة أن تكون كافة أيام السنة للأم وليس يوم بعينه، حيث قال:" يجب الاحتفال كل يوم بأمهاتنا بدون ان يكون هناك يوم محدد، حسب رأيي ممكن الاحتفال في هذا اليوم وانا لا اناقض ذلك ولكن كما قلت الام أكبر من ان يكرس لها يوم واحد في السنة".

الشابة ازهار كبها فقد قالت:" انا شخصيا أحب هذا اليوم كون الام تتعب وتشقى كافة ايام السنة وتستحق يوم للاحتفال فيها، ولا شك ايضا انه لا يرتبط حبنا لأمهاتنا بيوم في السنة، انما نحبها في اليوم كمثل سنة من الحب، ونحبها في السنة كمثل سنين من الحب".

"لفتة جميلة تدخل الفرح والسرور في قلوب الامهات"

الشاب محمد كبها فقد اعتبر هذا اليوم لفتة جميلة حيث قال:" كل أيام العام هي للام وتكرم وتقدس مكانتها فيها، ومع ذلك وإن خصص هذا اليوم فيعتبر لفتة جميلة مع ان تكون لها استمرارية على مدار العام، ولكن انا شخصيا يمر عندي هذا اليوم بدون تمييز خاص".

"حتى وإن كان بدعة، فالأم تستحق ان نحتفل بها"

من جانبه شدد الشاب طارق كبها، على أن هذا اليوم مهم وخاصة في تقريب القلوب وجمع أفراد العائلة قال: "حسب رأيي هذه المناسبة تقرب القلوب بين جميع افراد العائلة، وكذلك يتعلم الأولاد أن هناك واجب تجاه كل أم، فحتى وإن كانت بدعة فالأم تستحق يوم بالسنة لنحتفل بها، فديننا يسر وليس عسر، ولكن يجب ان يكون الاحتفال في نطاق المعقول، فزيارة الوالدة بمجرد هدية بسيطة واشعارها ان هذا اليوم مخصص لها يكفي الام، فهي بحاجة الى حنان وعطف الجميع بالأخص بأيامنا هذه والجميع مشغولين بهموم الحياة".

الامر ذاته أكد الشاب بلال محمد جبارين والذي قال:" شخصيا انا لا املك اي مشكلة بأن احتفل بعيد الام على أن لا يكون تشبيه بالغرب وان لا يكون يوم في السنة بل كل السنة هي لنا عيد ام ويجب ان نبهر امهاتنا وابائنا على مدار السنة وليس بيوم محدد".

كل يوم لتكريم وتقدير المرأة امر ضروري بغض النظر عن تسميته

أما الشابة مريم محاجنة، فأشارت الى ضرورة الاحتفال في كل يوم تحترم فيه المرأة وتكرم على اختلاف تسميته، حيث قالت: "من وجهة نظري فإن أي احترام يقدم للأم هو مقبول وضروري ولا يضر في شيء؛ سواء كان هذا يوم أم أو يوم امرأة أو أي مسمى كان , أفضل لو يسمونه "يوم الأم" بدلا من" عيد الأم " حتى نخرج الموضوع من تعارض انحصار الأعياد في ديننا بالفطر والأضحى ، ومهما كان المسمى والنية فإن الأم كانت في الماضي جزءا من الإنسان في كل أحاسيسه ولم يكن يومها مجتمعنا بحاجة لمن يذكره بالأم ، فقد عاش الأولون تربية محمدية علمتهم أن الجنة من تحت أقدام الأمهات , وعلمتهم " أمك أمك أمك".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]