افرزت نتائج الانتخابات عن فوز اليمين واليمين المتطرف بنصر ساحق على حساب احزاب اليسار والمركز، بالمقابل فقد نجحت القائمة المشتركة من رفع رصيدها من 11 مقعدا الى 13 مقعدا، لكن نسبة التصويت في المجتمع العربي لم ترتفع كثيرا قياسا بالمجتمع اليهودي برغم التصريحات العنصرية في الساعات الاخيرة من قبل نتنياهو..عن موضوع الانتخابات ونتائجها تحدث مراسلنا الى المحلل السياسي انطوان شلحت
من الغرق المحتوم الى شاطئ الأمان.

وقال شلحت: اظن ان نتائج الانتخابات وان بدت انها مفاجئة لكنها تعبر عن تغيرات سعى اليها المجتمع الاسرائيلي في السنوات الاخيرة وجوهرها الرياح التي هبت نحو مواقف يمينية متطرفة ولا سيما بكل ما يتعلق بفلسطينيي الداخل.

واذا كانت التحليلات الاسرائيلية تؤكد ان نجاح نتنياهو يكمن بتحويل ما كان يبدو انه شبه هزيمة لحزب الليكود بزعامته بحسب ما اشارت اليه كل الاستطلاعات الى نصر ساحق جعله يكون الحزب الاكبر وبفارق عدة مقاعد عن منافسه حزب العمل، فإن أحد اسباب ذلك هي حملته الترهيبية التي مارسها وتسويق ان العرب واليسار قاب قوسين او ادنى من سدة الحكم ، وما يمكن ان يعني ذلك، وبالتاكيد، ان هذه الحملة ستترك اثارها على السياسة التي ستتبعها الحكومة في الداخل وعلى القضية الفلسطينية.

وقال: يشار إلى أنه وخلال الحملة الانتخابية فقد اطلقت التصريحات العديدة ومنها تصريح نتنياهو انه لن يقدم أي تنزيلات ولن تقوم دولة فلسطينية اثناء ولايته، لذلك يجب ترتيب الاوراق الفلسطينية وهذا ينطبق ايضا على فلسطينيي الداخل.
 
تجربة حديثة العهد وهي مباركة

وتابع شلحت حول توقعات القائمة المشتركة برفع نسبة التصويت كثيرا لكن ذلك لم يتم حيث بدا من النتائج ان ارتفاع نسبة التصويت كانت طفيفة فقال:مجرد هذه الزيادة وان كانت طفيفة فهي مباركة، وصحيح انه كانت لدينا توقعات اكبر، لكن يبدو ان الكثير من الناخبين العرب لم يذوتوا اهمية مثل هذا التصويت لان التجربة ما زالت حديثة الولادة، واعتقد انه على الاحزاب العربية اعادة حساباتها بكل ما يتعلق بنسبة التصويت المنخفضة قياسا بالمجتمع اليهودي، وهناك سؤالا اخر لماذا لم تترجم الوحدة بين الاحزاب العربية وتحولها الى زخم في صناديق الاقتراع،ومع ذلك علينا ان نأخذ بعين الاعتبار ان تجربة المشتركة هي تجربة حديثة وهي تضع كل انماط العمل السياسي في سكة جديدة ولا نملك سوى ان نأمل ان تقود هذه السكة الى الطريق الصحيح، طريق التنسيق والوحدة ووضع كل قضايا الفلسطينيين في الداخل على اجندة القائمة المشتركة وهي بالمناسبة قضايا لن تجد حلا لها فقط من خلال الكنيست ،وهناك ابعاد اخرى من اجل تحصيل الحقوق لا تقل اهمية ان لم تكن اكثر اهمية من العمل البرلماني .

وختم شلحت حول مستقبل المشتركة فقال:اعتقد ان على الاحزاب العربية الاتفاق ووضع رؤيا وبرنامج كامل ومتكامل في العمل البرلماني بما يلبي طموح الجماهير العربية،لكن الاهم من الكنيست والعمل البرلماني ان تجد الاحزاب الصيغة والاتفاق والاجماع على باقي القضايا خارج الكنيست،وهناك العديد من الملفات العالقة كالهيئات التمثيلية للجماهير العربية،لجنة المتابعة ولحنة الرؤساء ولجنة التعليم وغيرها من القضايا والملفات،وهنا يجب بذل قصارى الجهود للعمل المشترك

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]