حين كانت تبلغ من العمر ستة أشهر، عانت هناء من ارتفاع بدرجة الحرارة، على إثره أسعفها والديها إلى أقرب مستشفى، خرجت منها مع إعاقة بالجانب الأيمن من جسدها: " أخبرني والدي، أنه إهمال طبي..من قبل الأطباء المعالجين"- كما قالت.

هناء أبو بدر، هي شابة في مقتبل عمرها، تبلغ اليوم من العُمر (32 عامًا)، تعاني من مرض ضعف الأعصاب، وهي تمشي اليوم بواسطة جهاز موصول بالأرجل يساعدها على المشي.

حدثتنا هناء عن كيف مكثت في مستشفى لتأهيل أصحاب الاحتياجات الخاصة في القدس حتى عمر (6) سنوات، وكيف كانت تزور أهلها بين الحين والآخر، الذين بدورهم كانوا يواظبوا على زيارتها.

تقول هناء: بعد عمر ست سنوات اندمجت في المدرسة الابتدائية والإعدادية والثانوية، وكنت التلميذة الوحيدة من ذوي الاحتياجات والقدرات الخاصة، لم يكن لدي الكثير من الأصدقاء، وزملائي كانوا ينظروا اللي باستغراب... تصرفاتهم لم تؤثر عليّ ولم أكترث لهم- لقد تعودت على هذه النظرات.

دور الأهل... والأب خاصة

تعتبر هناء والدها رحمه الله، مثلها الأعلى، مشيرةً: " لولا والدي لما وصلت لما أنا عليه اليوم، كنت محظوظة لأنه كان في حياتي، بفضله نجحت في التغلب على الصعوبات وتحديتها، هو كان بمثابة شعلة أنارت حياتي، ودفعتني لأن أحقق الكثير لما طمحت إليه، وخاصة في تعليمها الأكاديمي.

تفوقت على إعاقتها بالعلم

لم تكتف هناء بتحصيلها العلمي حتى المرحلة الثانوية، فهي درست في كلية الهندسة على اسم سامي شمعون، وحصلت على لقب هندسة صناعية وإدارة أعمال.

المجتمع وسُبل الإتاحة...


وعن سُبل الإتاحة وتوظيف المسالك لإصحاب الإعاقات، قالت، أنه عانت من تخطيط ممرات وتهيئة بيئة مناسبة لأصحاب الإعاقة في بلدتها. وتمنت هناء لو تهتم البلدات العربية في تنظيم المعابر الخاصة.

كما تمنت لو أن المجتمع يتقبل شريحة ذوي الاحتياجات، ويمسكوا بيدهم ويدفعوهم للاندماج بالمجتمع وشرائحه، وخاصة في دمجهم بسوق العمل.

الصعوبة في إيجاد فرصة للعمل..

تعمل اليوم هناء مركزة متطوعين ومركزة المجتمع العربي في النقب في جمعية " كيشر"- )" קשר"). وتتعامل من خلال وظيفتها مع ذوي أطفال من أصحاب الاحتياجات الخاصة.

وأشارتْ: " لم يكن من السهل إيجاد وظيفة، وكنت دائمًا اواجه بالرفض من قبل المشغلين، لكن لم أيأس، وكنت دائمًا أثابر لإيجاد عمل، إلى أن سنحت لي الفرصة بالتطوع في جمعية " يديد" التي من خلالها وصلت إلى جمعية (קשר).

طموح مستقبلية...

بالإضافة إلى ما وصلت إليه من علم، تصبو هناء لنهل المزيد من العلم، فقريبًا، سوف تبدأ بدراستها لموضوع تصميم الجرافيك، بالإضافة إلى أنها تهتم دائمًا بتثقيف نفسها بالقراءة والمطالعة.

كلمة..

تؤكد هناء إلى أهمية دور الأهل في توجيه ورعاية ودعم أبنائهم، وخاصة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأن رعاية الأهل هي السبب في تقدم ونجاح الأولاد بالحياة، مهما كانت نوع إعاقته، وهي الأساس لتطوير شخصية الابن خلال مراحل حياته.

وقالت: " إذا تسكر باب رح يفتح باب آخر"، يجب تجاوز هذه الإعاقات، من أجل أن يعيش صاحب الإعاقة حياة عادية كغيره من البشر".

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]