"البقيعة من اجمل القرى في الجليل، واحافظ على رسالة الشيوخ وكبار القرية المطالبة بتقوية وتعزيز العلاقة بين الطوائف الثلاثة خلال عملي، حيث يعمل في المصنع الموجود في منطقة تيفين فقط شابات من الطوائف الثلاثة المسيحية والاسلامية والدرزية. من نافل القول على أن قريتنا كانت وما زالت تعرف بالمحبة والاخوة بين الجميع، والإستمرار بهذا النهج هو احد اهدافي التي اعمل عليها خلال عملي وشرحي للسياح والزائرين" بهذه الكلمات افتتحت الجدة جميلة حديثا لمراسل موقع "بكرا" حيث باتت الجدة جميلة قصة نجاح على لسان الكبير والصغير بعد ان حققت حلمها وهدفها بان تصبح صاحبة مصلحة يتوافد اليها الالاف من الزوار.

وعن مشوارها حدثت موقع "بكرا" قائلة: والدتي كانت معروفة في المنطقة على أنها خبيرة أعشاب، حيث لم يكن هناك طبيبًا في القرية أو في المنطقة كلها، لذلك اعتمد الناس على الأعشاب كدواء لأي مرض، وانا ورثت عن الوالدة حب الطبيعة، وأستمريت في البحث عن أسرار النبات، البحث الذي رافقه دراسة وبحوثات جمة.

وتضيف: في مرحلةٍ معينة، درست معظم خواص وفوائد النبات، وأي العلاجات يمكن أن نقدم من خلال إستعمالها، وهذه المعرفة ساعدتني كثيرًا إلى التقدم نحو فكرة مصنع صابون الزيت. 

وقالت: صابونه الزيت كانت معروفة في كل العالم العربي، ولهذا تعلمت من أمي بدايةً أسس تصنيعها، وقررت لاحقًا أن أستثمر المعرفة في النبات في تلك الصناعة، خاصةً وأنها تساعد المرضى.

وردًا على سؤالنا، لماذ صابونة الزيت، لماذا لم تقم بتصنيع الأدوية من الأعشاب فقط، فقالت: الإختيار للصابون جاء بالإعتماد على المقولة إن الجلد يتنفس تماما كالرئتين، ناهيك على أن كل شخص يدخل إلى الحمام يوميًا، عليه قررت أن أمرر الدواء إلى الجسد عن طريق الجلد. 

وتقول عن الوصول إلى المعادلة المثالية للصابون: لم يكن سهلا، فقد ركبت المعادلة عدد من المرات، في البداية أستعملت سطح بيتي وكنت أدخل إلى غرفة السطح لساعات وبسرية تامة، وهذا الإنعزال رافقه وضع إقتصادي صعب وإهمال جزئي للبيت والأطفال. ناهيك على أنه وفي كل مرة ركبت معادلة طلبت من اولادي تجربتها مع زملائهم في المدرسة، حتى توصلت نهائيًا إلى معادلتي السرية والخاصة.  

العائلة هي الوحيدة التي ستفرح بنجاحك

وعن نجاحها قالت الجدة جميلة: جميع الناس مدعوون الى زيارة مركز المبيعات في البقيعة وطبعا جمهور الهدف هم المواطنين ومحبي الطبيعة والنباتات وطبعا كل ما يخص في الصحة وخاصة النساء لانه هناك العديد من الفوائد التي تساعد على تنمية البشرة عن طريق صابونة الزيت وغيرها. أما بخصوص النجاح، فانها كلمة جميلة وشعور رائع، حيث يتمناه كل انسان في الحياة، واذا قررنا ان نقول ان هذا الانسان ناجح فاعلم انه واجه العديد من الصعوبات والمشقات حتى ان وصل الى هدفه وحقق النجاح. وانا شخصيا اتمنى واوجه رسالة الى جميع النساء في المجتمع العربي بان ينظروا الى الامام وأن يقمن بتحديد اهدافهم لكن مقابل ذلك منح الاهتمام والحيز الاكبر للعائلة، لانها هي الوحيدة التي ستفرح بنجاحك.

المعاقون..تشغليهم هدف سامي 

للجدة جميلة العديد من الانجازات ولكن اهدافها اكثر، وبعد ان اصبحت سيدة اعمال معروفة وصاحبة شركة كبيرة لتصنيع الصابون الطبيعي في البلاد والخارج قررت ان ترفع من شان اصحاب الاعاقات في قلب المجتمع وان تنقل المصنع الذي ينتج غلاف الصابونة من هولندا الى اسرائيل وتشغيل المعاقين من منطقة الجليل، وعن هذا قالت الجدة جميلة: في بداية طريقي وضعت هدفا امامي وهو ان اشغل النساء، لأنه لم تكن الفرصة متاحة في منطقتنا لتشغيل النساء، واشكر ربي الذي حقق لي هذا الهدف واستطعت ان اشغل نساء من جميع الطوائف.

وأضافت: هناك ثلاث نقاط ضعف في حياتي وهي؛ ان ارى العجوز والطفل والانسان المعاق. كنت دائما اطلب من ربي ان يبعث لي الرزق من اجل مساعدة المعاقين الى ان تحقق ذلك، فقد قررنا مؤخرًا ان ننقل مصنع التغليف خارج البلاد الى منطقة "تيفين" في اسرائيل كي نستطيع ان نشغل المعاقين في منطقة الجليل وحتى ان يكون لهم مصدر معيشة.

وأختتمت: انا انسانة بسيطة لا ابحث عن ضخامة رقم الحساب في البنك او على سيارة فخمة. سعادتي تكتمل عندما ارى الانسان الناجح الذي يساعد الغير. الانسان الذي يحب الغير. ويرى نفسه بمستوى الجميع وليس اكثر. ان المعاقين هم بشر مثلنا لهم قلب وعقل ولا يختلفون عنا ناهيك على أن الإعاقة، مثل الفقر، موزعة على الجميع لكن بتفاوت، مما يعني أن سليم اليوم ممكن أن يتحول إلى معاق مستقبلي. لهذا قررت ان اقوم بهذه الخطوة ونقل مصنع التغليف الى اسرائيل مهما كلف ذلك من خسارة لان الاهم هو ان يشعر الانسان المعاق انه لا يختلف عن غيره.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]