بمناسبة شهر اذار، شهر المرأة والأم، ويوم الارض الخالد، أقيمت في مؤسسة الاسوار في عكا مساء اليوم امسية ثقافية – سياسية تحت عنوان"العمل الساسي والافق الثقافي على ضوء المتغيرات في المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل".
وشارك في الامسية كل من: بروفيسور رياض اغبارية، بروفيسور امل جمال، الناشطة السياسية هبة يزبك والكاتب سلمان ناطور.
وقد رحبت السيدة حنان حجازي مدير المؤسسة بالحضور ونوهت في كلمتها على ضرورة التواصل الثقافي – الوطني في هذه المؤسسة التي انشئت قبل اربعة عقود، وهنأت حجازي المرأة والأم بعيدهما،وحيت حجازي شهداء يوم الارض وجميع شهداء فلسطين.
وادار الامسية الشاعر سامي مهنا حيث وضع عدة محاور ومنها: في خضم الجولة الانتخابية الراهنة،هل وضعت احزابنا المشتركة ثقافتنا على سلم الاهتمام؟! وهل نملك سياسات ثقافية، وهل حددنا ثقافتنا السياسية؟! المقاطعة، التطبيع، الالتزام والمقاومة الثقافية او ثقافة المقاومة،هي هي مجرد مفردات ام قواعد سلوك...
لا يمكن الفصل بين الثقافة والسياسة
وقال الكاتب سلمان ناطور:بما ان الحملة الانتخابية تحشر نفسها في هذا الشهر،فان علاقة السياسي بالثقافي تصبح هي الموضوع الأهم،لذلك ندعو مؤسساتنا الثقافية توظيف الحملة الانتخابية من اجل تطوير حوار مع الاحزاب السياسية لتعزيز مكانة الثقافة في برامجها ووضعها على سلم اولوياتها، وفي الوقت نفسه ان لاتجعلها ثقافة في الظل، ظل السياسة والسياسين بل ان تكون هي الظل، ظل الواقع الذي يخلق مناخا طيبا للحوار ولممارسة الحياة بأمان وبلا توتر ولا صراعات.
وتابع ناطور:وفي هذه الامسية هناك حاجة لمناقشة موضوع تشكيل القائمة المشتركة لكن ليس هذا فقط، وهناك الجانب الثقافي ففي زمن غير ذي زمن كنا نشهد مهرجانات انتخابية مختلفة عن ايامنا هذه، وكانت الرموز الثقافية تتصدر المهرجانات السياسية الانتخابية ولا يمكن الفصل بين الثقافة والسياسة في تلك الايام، وهذه كانت عظمة الثقافة في ذلك الوقت، وليس صدفة ان ظهر ادب المقاومة ،وكان المثقفون شركاء في الهم الفلسطيني.
المشتركة ستعزز من الحصانة الثقافية والسياسية لمجتمعنا
اما هبة يزبك فقالت:تجربة القائمة المشتركة تدل على نضوج سياسي لدى الاحزاب السياسية والمواطنين والناخبين على حد سواء، والدليل ان 80% من ابناء شعبنا طالبوا بهذه الوحدة ضمن قائمة واحدة لدخول الانتخابات البرلمانية، واعتقد انه في هذه المرحلة تحديدا ورغم الاصوات التي تدعي ان الوحدة جاءت فقط بسبب رفع نسبة الحسم، الا اننا نؤكد الوحدة هي وحدة استراتيجية وليست تكتيكية، وهي خطوة ايجابية وفيها الكثير من القوة والنضوج السياسي.
وعن دور الشباب قالت يزبك:دور الشباب الحزبي في هذه المرحلة كان مفصليا، فلولا ضغط الشباب على الاحزاب السياسية لما قامت المشتركة اصلا، وكان الضغط بهذا الاتجاه، وفي السنوات الاخيرة نشهد نقلة نوعية من الحراك الشبابي على جميع الاصعدة، وانا ادعي ان المشتركة ستزيد من الحصانة السياسية في مجتمعنا وستؤدي الى زيادة في الحصانة الاجتماعية وهذا سيؤثر على المناخ الثقافي الذي سنشهده في الانتخابات القريبة.
وجودنا في الكنيست لا يلغي هويتنا الفلسطينية
اما بروفيسور امل جمال فقال: انا شخصيا ضد المقاطعة، وحتى لو ادينا يمين الولاء في الكنيست سابقى فلسطيني ولا اخشى شيئا، ومنبر الكنيست له اهداف محددة، واذا اخذنا هذه الموضوع بعين الاعتبار فيبقى الموضوع موضوع مطلبي ،ونحن لسنا بصدد الوحدة العربية ،وذهابنا الى الكنيست ليس ضمن فكر الاسلام هو الحل، وليس ضمن فكر الاممية او الاشتراكية او القومية العربية، فهذه تبقى شعارات سياسية من اجل التحشيد والعمل السياسي اليومي، وتبقى الكنيست الية معينة لتحقيق اهداف معينة لنا حق فيها ارادت المؤسسة ام ابت.
وعن الثقافة وتداخلها في السياسة تابع جمال: علينا ان نشدد ان لا يستحوذ السياسيين على الثقافة، وعلينا ان نقاوم الذات لكي لا نقع في مطبات تتنافى في ما نتوق اليه وهذا هو المشروع السياسي.
ثقافة السياسة وسياسة الثقافة
بدوره فقد تحدث بروفيسور رياض اغبارية عن ثقافة السياسة وسياسة الثقافة،وقال اغبارية: العمل السياسي هو تحقيق الموقف، واذا كنا قد قررنا الدخول الى البرلمان فعلينا ان نعرف كيف نخوض هذه اللعبة من بدايتها وحتى نهايتها ،واذا كنا قد اتفقنا على القائمة المشتركة بمركباتها المتناقضة فكريا،علينا في المرحلة القادمة ان نضع رؤيا لهذه القائمة .
[email protected]
أضف تعليق