بعد عام ونيف، على انهيار المبنى في عكا القديمة ،عقد مساء امس الشيخ محمد زهرة متولي الوقف الصادقي والشعبي مؤتمرا صحفيا "لكشف المستور"، على حد تعبيره.
وقال زهرة:" توليت ادارة الوقف الصادقي والشعبي في عكا عام 2010 ،علما ان موضوع الهوائيات التي نصبها خالد بدر على سطح العمارة والتي ادت الى انهيارها في تاريخ 17/02/2014 تمت منذ عام 1999"... .هكذا افتتح الشيخ محمد زهرة متولي الوقف كلامه،وقال حان الوقت "لكشف المستور" وفضح هوية المتورطين، وتداعيات هذه الكارثة التي راح ضحيتها خمسة اشخاص وتشريد العديد من العائلات من بيوتهم المهدومة..وقد وضح زهرة حديثه مستعينا بالوثائق والمستندات التي سعى جاهدا للحصول عليها بعد الكارثة
منذ النكبة وحتى العام 2013 كان المبنى تابعا لنا
وقال الشيخ زهرة في معرض كلامه امام عائلات الضحايا في قاعة مسجد الجزار:بداية لا بد ان كشف الحقائق كما هي وكشف المستور حول امور كانت خافية على العديد من اهالي عكا،وهذه الامور المخفية كانت بفعل فاعل وليست قضاء وقدرا ...
وراح الشيخ زهرة يسرد بالتفصيل موضوع الوقف وتداعيات القضية(قضية الهوائيات) منذ عام 1999 حتى الكارثة .
وقال زهرة: لجان الوقف التي تولت إدارة الوقف الصادقي والشعبي منذ عقود كثيرة كانت تدير هذا المبنى حتى بداية عام 2013 وذلك إيمانا منها أن هذا المبنى يعود ويتبع للوقف الصادقي والشعبي، وهناك العديد من الأدلة على ذلك ومن أهمها وجود قطعة الحجر التي بقيت حتى بعد انهيار المبنى والمكتوب عليها الوقف الصادقي، إضافة إلى شهادة العديد من كبار السن، أمثال أبو بشير بياعة، الذين شهدوا ووقعوا على تصريح يؤكدون من خلاله بأن هذا المبنى يتبع للوقف الصادقي، إلا أننا وبعد وصول أول كتاب رسمي من مكتب المحاماة الذي يمثل شركة 'عميدار' والذي يوحي بأن هذا المبنى ليس من أملاك الوقف، دفعنا إلى التوقف عن جباية الإيجار الشهري من المستأجرين، إلا أننا وفي نفس الوقت بدأنا بمتابعة هذا الأمر أمام المؤسسات المعنية لتأكيد ملكية الوقف لهذا المبنى ومحاولة تحريره إلا أنه قدر الله حال دون ذلك، وكان انهيار المبنى قبل إنجاز هذا الأمر.
دبوس في كومة قش
وتابع الشيخ محمد زهرة حديثه حول تصريحات نائب رئيس بلدية عكا والتي وصفها بالمثيرة للدهشة على حد قوله، وقام بعرض مستند استخرجته عضو البلدية مديحة رمال يفيد بأن البلدية لم تتقدم بدعوى قضائية واحدة ضد المذكورين آنفا، واصفا الأمر وكأنه "كدبوس في كومة قش"، ولا تستطيع المستشارة القضائية للبلدية أن تحصي ما يقارب الـ 15 عاما، وعرض أمام المشاركين في المؤتمر الاتفاقية المبرمة بين الوقف الصادقي والشعبي وبين المستأجر خالد بدر والتي تفيد في بندها الأول أن 'لا يبيع أو يؤجر أو يسلم أو يشرك أحد فيه بدون موافقة خطية سلفا من الوقف الصادقي والشعبي،لكن بدر وبحسب زهرة نكث العهود والاتفاقيات مع ادارة الوقف وبهذا يفقد ملكيته للعقار..
الوقف يتابع موضوع الهوائيات قضائيا
واسهب زهرة قائلا:نائب رئيس بلدية عكا ادهم جمل سالني يوما بعد وقوع الكارثة "ماذا فعلتم بالموضوع"ماذا فعل الوقف؟ وهل الوقف باع القضية وذهبت في مهب الريح؟ ،واكد زهرة عن ذلك قائلا: هذه اتهامات سمعناها مرارا ممن لا يحق له اتهامنا، وأعرض أمامكم مستندا يظهر من خلاله مكاتبات محامي الوقف اياد حجوج الذي ارسل رسالة تحذيرية إلى شركات الهوائيات من استخدامها غير القانوني لملكية الوقف الصادقي والشعبي، من خلال استخدام سطح بيت خالد بدر، ومستندا آخر يظهر رسالة من قبل الوقف لخالد بدر، تحذره من الاستمرار في تأجير السطح، قبل إتخاذ إجراءات قانونية بحقه، ولكن ولكن لا حياة لمن تنادي.. فقمنا بتقديم دعوى قضائية ضده.
حاسبوني بعد 2010 وليس قبل
وتابع زهرة: أدهم جمل برّر عدم تنفيذ هدم المباني غير القانونية في المبنى المنهار بصعوبة وصول المعدات والنواحي الاجتماعية للبلدة القديمة، ولكنه تناسى أن المباني غير القانونية المطلوب إزالتها هي ليست مكونة من حجارة وإسمنت وحديد، ولكنها عبارة عن هوائيات، وأعرض أمامكم مستندا يظهر ما أفاد به مراقب البلدية بعد 6 أشهر من قرار إزالة الهوائيات، حيث يقول أنها أزيلت إلا واحدة لشركة 'موتورولا' ولكنها غير موصولة!!. وقال أن وزارة الاتصالات تسمح للبلدية إزالة أي جهاز بث ولو كان قانونيا إذا ظنّت أنه يشكل خطرصحي وبيئي على سكان البلدة، الوقف أخطأ في تلك الفترة لاستمراره في إدارة المبنى المنهار، ولكنه كفّر عن خطئه بتقديمه مجموعة الدعاوى المذكورة آنفا، وأن بإمكان الجميع أن يحاسبوني على الفترة ما بعد عام 2010، أي بعد ان توليت ادارة الوقف
اين دور البلدية التي لم تحرك ساكنا؟!
وأضاف: اسألوا البلدية أين كان مراقبوها من عام 2006 حتى وقوع الكارثة في 17.2.2014؟! لماذا لم ينفذ قرار المحكمة غير القابل للاستئناف؟! أين كان مراقبو البلدية الذين نزلوا إلى حي الشونة ووضعوا الدهان على الكلاب والحيوانات ووضعوه على المركبات وعاثوا في الأرض فسادا.
واختتم الشيخ زهرة حديثه مستعرضا ما حصل مع وفيق آغا (أبو محمد) أحد سكان البلدة القديمة، الذي أرسل في عام 2006 لمراقب الدولة يبلغه عن بقاء وجود الهوائية على سطح البناية المنهارة، رغم تصريح مراقب البلدية بزوال واحدة وبقاء أخرى غير موصلة. وبعد استبيان مراقب الدولة عن الأمر من البلدية تبين أن الهوائية ما زالت تعمل'.
يشار الى ان كارثة عكا وقعت في 17 شباط العام الماضي وراح ضحيتها كل من:
محمد بدر (43 عاما) وزوجته حنان بدر (38 عاما)، رايق سرحان (65 عاما) وزوجته نجاح سرحان (51 عاما) و نصر الدين سرحان (7 سنوات ).
[email protected]
أضف تعليق