أصدر مركز دراسات، المركز العربي للحقوق والسياسات، كتابًا جديدًا بعنوان "اللغة والهوية: قراءات نقدية ونصوص تطبيقية بديلة" وذلك في 144 صفحة من القطع المتوسط وباللغة العربية. قدم للكتاب الدكتور يوسف جبارين، رئيس مركز دراسات، والمربي علي قادري، عضو اللجنة التوجيهية لمشروع اللغة العربية.
ويحتوي الكتاب على ثلاثة فصول مركزية، في الفصل الأول مقالة للبروفيسور محمد أمارة حول "اللغة والهوية: تأثيرات وتداعيات على التعليم العربي"، يتناول من خلاله العلاقة بين اللغة والهوية، ويشير إلى دور اللغة في صياغة هذه الهوية وتحديد معالمها وحدودها. وفي نهاية المقالة يقدم أمارة توصيات من أجل تعزيز مكانة اللغة العربية والتصدي لمحاولات إفقادها جوهرها وحيويتها.
وقد احتوى الفصل الثاني على مقالة للدكتورة كوثر جابر حول "البحث عن النصوص الأدبية في مناهج الأدب العربي" وقد تناولت فيه بشكل نقدي المناهج التعليمية في المراحل الدراسية المختلفة: الابتدائية، الإعدادية والثانوية. وفي نهاية المقالة أوردت مجموعة من التوصيات لمعالجة الإشكاليات القائمة في مناهج التعليم الراهنة.
وأما الفصل الثالث والأخير من الكتاب والذي عكس البعد التطبيقي والتعليمي فقد قام بإعداده الكاتب والمربي محمد علي سعيد، ويشتمل على مقدمة بعنوان "مكانة اللغة من مكانة أصحابها" ثم ونصوص مختارة ولكل نص مجموعة من المهارات والتمارين حاول من خلالها التأسيس لتجربة أولى في طرح رؤية بديلة لتدريس اللغة العربية من خلال تناول موضوع الهوية عن طريق النصوص الشعرية والنثرية المختارة، إضافة إلى صياغة بعض المهارات التي من الممكن أن تكون سندا وموجها للمعلمين عند تدريس هذه النصوص.
ويختتم الكتاب بملحق هام يشمل الأهداف البديلة للتربية والتعليم لدى المجتمع الفلسطيني في البلاد كما وضعها المجلس التربوي العربي المنبثق عن لجنة قضايا التعليم العربي.
وقال د. يوسف جبارين، مدير مركز دراسات، انه "في وجه الخطاب الرسمي القائم على التبعية والتجزئة وطمس الهوية الجمعية، وفي وجه ممارسات منهجية من الإهمال والاستهتار اتجاه خصوصية الطلاب الفلسطينيين، يطرح مشروع الكتاب خطابا نقديا يؤكد على ضرورة ان يعيد المجتمع الفلسطيني امتلاك المشروع التربوي والخروج من موقع الضحوية إلى موقع المبادرة وأخذ المسؤولية. إن أهم أهداف المشروع هو تأصيل الانتماء لهُويّة وطنيّة عربية-فلسطينية، معتزّة بمنجزها الحضاريّ، ومتواصلة بفاعليّة مع عمقها الفلسطيني والعربيّ والإنساني".
كما وقال البروفيسور محمد أمارة، رئيس برنامج الدراسات العليا في الكلية الأكاديمية بيت بيرل ورئيس وحدة البحوث في مركز دراسات: "لا يمكن أن يحدث تغيير جذري في تعليم اللغة العربية ما لم نعيد الحميمية إلى اللغة بمعنى أنه في تعليم اللغة العربية كلغة أم يجب أن تأخذ الهوية العربية الفلسطينية مساحة واسعة في تعليمها وتعلمها، للأسف إلى الآن تعلم اللغة العربية إلى حد بعيد بمعزل عن هويتها وروحها. لا عجب أن التحصيلات متدنية، ولكي نتقن لغتنا العربية الفصيحة يجب أن تكون الهوية في المركز. والنصوص في هذا الكتاب هي محاولة أولية متواضعة لربط اللغة بالهوية".
[email protected]
أضف تعليق