امس واكبت المناظرة التلفزيونية التي اجرتها الصحافية يونيت ليفي على القنال الثانية مع رؤساء 8 قوائم اساسية ستشارك في انتخابات الكنيست العشرين في 17 الجاري، ومن بينهم رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة.

لقد كانت مشاركة ممثل عربي في هذه المواجهة ضرورية جداً للمتلقي غير العربي بشكل خاص الا ان ما قدمه عودة لم يف بالمطلوب حتى انه اضر بموقف القائمة وجماهيرها.

لقد بدا عودة منذ المواجهة الاولى مع المتطرف العنصري والفاشي افغدور ليبرمان، مدافعاً ضعيفاً، امام هجمات الاول العنصرية، حتى ان عودة صُدم كما ظهر من شدة عنصرية ليبرمان ولم يعمل على تصليحه عندما قال ان الحركة الاسلامية الشمالية تشارك في القائمة المشتركة....

واستغربتُ عندما عجز وفشل عودة بالدفاع عن التساؤلات المتكررة بشأن عضو الكنيست حنين زعبي وعندما تمت محاصرته من ليبرمان والمقدمة ليفي بشأن مقتل المستوطنين الثلاثة، اجاب بشكل مبهم وعام واكتفى بعد ذلك بالقول ان زعبي لم تقل ذلك...

واستغربت اكثر عندما حاول توجيه رسالته للطبقات المستضعفة من اتباع ارييه درعي وكأننا في صحن واحد ومصيرنا واحد، وكأنه يستميت للحصول على اصواتهم، (يبدو ان عودة يحاول ان يتشبه بدرعي الذي نجح بكسب اصوات العرب عندما كان وزيرا للداخلية ...ولكن هيهات)...

وانا اقول لعودة الا تعتقد انه من الاجدر بك وبالقائمة المشتركة الاستماتة والعمل الجاد من اجل الحصول على اصوات العرب اولاً، حيث ان الاستطلاعات الاخيرة تفيد ان اكثر من 40% من المصوتين التقليديين للاحزاب العربية لن يصوتوا لها في الانتخابات القادمة ولا حاجة للتذكير الى اين سيتوجهون..

اما لغة الجسد فلها الكثير في اداء عودة، الذي ما انفك يحرك جسده وخاصة رأسه باستمرار، وهو مؤشر لعدم الراحة والقلق وحتى البلبلة ايضاً، ولا اعتقد ان عودة سأل نفسه ماذا افعل هنا، لانه اراد ذلك، وكان اول تصريح له لدى فوزه برئاسة الجبهة هو انه سيكون رئيس القائمة المشتركة...ولكن يبدو ان الطريق الى تطبيق مهام هذا الدور(الرئاسة) لا زالت طويلة....

لغة الجسد تطول خيوطها لتصل الى "الاُف" الكبير التي اخرجه عودة قبيل نهاية البرنامج، عندما توجهت له يونيت ليفي بكلمة تلخيص، فأطلق اوفف معبرة عن الضيق العميق الذي شعر به منذ بدء البرنامج حتى نهايته....

واعتقد جازمة انه لو كان أي مرشح اخر مثل احمد الطيبي او مسعود غنايم او جمال زحالقة وغيرهم من المتمرسين في العمل السياسي على مستوى الكنيست لكانت الصورة مغايرة تماماً..

في النهاية اقول لايمن عودة، الوجه الانساني والمثالية المفرطة اللذان دأبا على غرزهما بك والداك العزيزان والعائلة لا تلائم هذه الكنيست ولذلك عليك ان تكون نداً عنيداً لتصمد وتباهي وتبارز الوحوش الكاسرة.

بالرغم من كل ما كتبتُ اقول لقريبي وابن بلدتي وابن جماعتي بالنجاح ....وخيرها بغيرها يا ابو الطيب

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]