اثار اعلان انتخابي للقائمة المشتركة تم نشره مؤخرًا في مختلف القرى والبلدان العربية حفيظة أشخاص كُثُر في الشارع العربي، حيث تظهر في الإعلان صورة لعبارة "الموت للعرب" باللغة العبرية، التي التقطت في احد الأماكن حيث كتب المتطرفون اليهود عبارات عنصرية خلال عمليات "تدفيع الثمن" ، وقد كانت الشرطة صباح اليوم قد أزالت الإعلان في الطيبة  بحجة أنها تلقت العديد من الاتصالات من مواطنين عرب قالوا أنه تمس بمشاعرهم.

هنالك من انتقد الطريقة التي تدعو القائمة من خلالها الجماهير العربية للتصويت لها متهما اعضاء القائمة بالتخاذل وبالاستهتار بعقول الجماهير العربية، ومنهم من بادر الى شطب عبارة الموت للعرب من على اللافتات بالطلاء الابيض مع المحافظة على بقية الاعلان وخاصة "ارادة شعب" وصوت واحد ضد العنصرية، اعتقادا منه بان بعض المتطرفين قاموا بكتابة عبارة الموت للعرب على اللافتة الانتخابية للمشتركة مما يشير الى عدم فهم الجماهير العربية للاعلان.

الترهيب وإثارة النعرات وتحريك المشاعر ليس امرا ايجابيا للصالح العام


الناشط لمقاطعة الانتخابات، المحامي احمد خليفة عقب على الاعلان قائلا: هو اعلان غير مسؤول وتخويفي وهو شبيه لإعلانات نتنياهو التخويفية من حزب الله وايران حيث انهم يخيفوننا باليمين المتطرف على الرغم من ان وجودهم يدعم اليمين.

وتابع خليفة لـ"بـُكرا": هذه الطريقة لم تعد صالحة بالتعامل مع الجماهير العربية، جماهيرنا واعية جدا وتعرف جيدا تحديات وهموم شعبنا التي لا تستطيع تحصيلها من خلال الكنيست.

اما اسامة لبس من الناصرة فعقب قائلا: للأسف العمل والنشاط الانتخابي بعيد كل البعد عن الواقع، وعن الموضوعية، وهو تسويقي تجاري من الدرجة الأولى.

وأشار: الترهيب وإثارة النعرات وتحريك المشاعر ليس امرا ايجابيا للصالح العام بقدر ما هو تسويقي وناجع لجلب الأصوات.

كما تطرق لبس الى انتخابات السلطات المحلية حيث قال: رأينا في انتخابات المجالس المحلية إثارة النعرات العائلية والحاراتية والطائفية بشكل مقزز وللأسف كانت الأحزاب تضرب بعرض الحائط صالح الناس لأجل "الربح الإلكتورالي" (الإنتخابي(

اما سعيد ابو ليل (ابو خلدون) من بلدة عين ماهل فكان له رأيا مغايرا حيث قال: لا ارى به استهزاءً بالجماهير العربية، هذا واقع نعيشه، حيث اصبحنا نرى ونسمع هذه العبارة دائما، وفي مناسبات عديدة منها المظاهرات ومباريات كرة القدم، وبالتالي من الممكن ان تحرك شيء عند الناخب وتؤثر عليه، بالتأكيد هي خطوة إبداعية.

المتطرفون يكتبونة خفية في الليل ونحن نكتبه جهارًا في النهار!!

من ناحيتها عقبت مرفت بصول لـ"بكرا" مؤكدة انها تدعم القائمة المشتركة علما انها لا تؤيد هذه النوع من الاعلانات الانتخابية وقالت: في هذه الدعاية هنالك تحفيز وتشجيع لما نحن فيه من ضيق وشرذمة وكل الحوادث الذي يحياها مجتمعنا من سلبيات وضياع لكل القيم ومن هذا المنطلق نحن نعاني من حاله تخبط بين المشاركة في الانتخابات او مقاطعتها، حيث ان موقع جملة الموت للعرب هنا له تأثير سلبي جدا.

اما الفنان سهيل فودة من عكا فقال متعجبا: على الرغم من دعمي للمشتركة الا ان هذا الاعلان خاطئ، الاشخاص المتطرفون يكتبونه خفية في الليل ونحن نكتبه جهارًا في النهار!.

وقال يوسف كيال من الجديدة لـ"بـُكرا": الحقيقة انني لست مؤمنا بهذه الوسيلة من النضال، هذا اذا كان في الاصل نضال التجربة على مدى عقود غابرة ليست مشجعة وهذ القائمة المشتركة أصلا لم تأتي تلبية لمطلب جماهيري بقدر ما هي إستجابة على رفع نسبة الحسم .

اعتقدت بان متطرفين كتبوا هذه العبارات على اللافتة

اما عبير حميدي من المشهد فعلى الرغم من رؤيتها للّافته الا انها ما زالت تعتقد بان متطرفين كتبوا "الموت للعرب " على اللافتة حيث قالت: هذا دليلٌ قاطع على الجُبُن، وإثبات جيّد بأنهم لا يستطيعون ازاحتنا . لو كان أمامهم خيارًا آخر لاختاروه. ولكن كل الطرق والاساليب فشلت امام قوتنا وارادتنا وشجاعتنا ، ولهذا اختاروا اسلوب الكتابة على الجدران واللافتات . لنقيسها على المستوى الشخصي او على المستوى البسيط:، من لا يخاف مني يأتي ليتكلم بوجهي، ولكن ما يخافَني يبدأ بإيذائي خلسةً.

وتابعت: مثل هذه العبارات شاهدها الشارع العربي بكثرة من قبل ، الأحياء القديمة، أسوار القدس ، بعض البيوت، مساكن الطلبة العرب وغيرها. نحن لا نهاب ذلك . وبإمكاننا اتباع نفس الاسلوب ولكن نحن نواجه بكامل الثقة ولا نخاف شيئاً

من غير الصِّحي الاعتماد على الإعلام السّلبي في الحملات الانتخابيّة


واشار عماد جرايسي من الناصرة معقبا على الموضوع: اعلاميًّا، لم تنجح القائمة المُشتركة، حتى الأن، باقتناع الناخبين للإدلاء بأصواتِهِم للمُشتركة. من غير الصِّحي الاعتماد على الإعلام السّلبي في الحملات الانتخابيّة. هذا الإعلان يجعلنا بخانة واحدة مع المتطرّفين واليمينيّين الّذين لطالما اعتمدوا تضليل جمهور ناخبيهم بحملات انتخابيّة غير مسؤولة وبشعاراتٍ فارغة المضمون. باعتقادي، على القائمة المُشتركة طرح برنامجها الانتخابي في حملاتها الاعلاميّة ومخاطبة وَعي الناس الّتي طالبت بالشراكة، وليس بلورة خطاب عاطفي لكَسبِ بعض الأصوات.
واوضح: إنَّ شعار :الموت للعرب" قد يُعزِّز الكراهية في المُجتمع، خاصةً أنَّ المجتمع الاسرائيلي قد وصلّ إلى نشوة العُنصريّة والكراهية. لذلك، على القائمة المُشتركة أن يكون خطابها الاعلامي مسؤولًا، يُخاطِبُ وَعي الناخِب ويُثقفّه، لا أن يتعامل مع الناخبين كسلعةٍ انتخابيّة تنتهي صلاحيّتها بعد الادلاء بأصواتهم.

إيهامَ الناخب العربيّ أنّ كلّ الأغلبيّة غير العربيّة في البلاد تتبنّى فكرًا متطرّفًا وعنصريًّا ضدّ العرب هو مغالطةٌ كبرى


وقال صالح عبود من بلدة عيلوط لـ"بـُكرا": : قائمةٍ واحدةٍ موحّدةٍ خلال هذا التّوقيتِ الانتخابيّ، ورغمًا عن كثيرٍ من أسبابِ إفشالها ووأدِها قبلَ ولادتِها، نزلًا عند حاجةٍ وجوديّةٍ تفرضها متغيّراتٌ سياسيّةٌ عدّة، كان في رأسها هاجس رفع نسبة الحسم في هذه الجولة الانتخابيّة للبرلمان الإسرائيليّ. لا يخفَى على أحدٍ أنّ القائمة المشتركة تمثّلُ حلمًا قديمًا راودَ الكثيرين من أبناء الأقليّة العربيّة في البلاد، ولذلك فإنّها تلقى تأييدًا وقَبولًا ملموسًا لدى كثيرٍ من النّاخبين هذه المرّةَ، ولا سيّما أولئك الّذين أحجموا عن التّصويت في جولاتٍ سابقة. في الواقع، تعتبرُ هذه القائمة المشتركة تحدّيًا صعبًا للبرلمان الإسرائيليّ من جانبٍ، وللأقلّيّة العربيّة في البلاد من جانبٍ آخر، ويمكن للعامين القادمينِ أن يكشفا عن مكانتِها لدى كلٍّ منَ الجانبين. أعتقدُ أنّ الحملة الانتخابيّة الّتي ينبغي للقائمة المشتركة تبنّيها، أن تكونَ واعيةً للمتغيّرات السّياسيّة المحلّيّة والإقليميّة في المنطقة، وينصح أن تكون معبّرةً عن المصالح الوجوديّة للأقلّيّة العربيّة في إسرائيل، وذات رؤيا معتدلة وبراغماتيّة إزاء المكوّنات الفكريّة والسّياسيّة لدى الأغلبيّة في البلاد

وتابع: من هنا فإنَّ إيهامَ الناخب العربيّ أنّ كلّ الأغلبيّة غير العربيّة في البلاد تتبنّى فكرًا متطرّفًا وعنصريًّا ضدّ العرب هو مغالطةٌ كبرى، ومّما يبدو لي أنّ الإعلان المُشارَ إليه في سياق هذا التقرير يحمل دلالات تعزّز التّصوّر الخاطئَ الّذي ذُكرَ آنفًا. أعتقدُ أنّ مناهضة الفكر اليمينيّ المتعصّب لا تكمن في تأجيج الفكر التّعصّبيّ لدى الأقلّيّة العربيّة، بل يكمن في خلق صيغة توافقيّة معتدلة تتجاوز كلّ الأفكار المتطرّفة لدى أيّ فئةٍ عنصريّة في البلاد

"المشتركة" : سنعقّب

على الرغم من التوجهات الا ان القائمة المشتركة حتى الان لم تصدر اي بيانا توضيحيا بما يتعلق بعبارة "الموت للعرب" على الاعلان، بيد انه بعد توجه "بـُكرا" للمسؤول الاعلامي في القائمة سامي علي قال: عقبت الدائرة الاعلامية للقائمة المشتركة على الموضوع انها ستصدر بيانا توضيحيا يوم الاحد المقبل بهذا الشأن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]