احتفاءً بديوان "نزيف الظلال"، وهو الديوان الشعريّ الثالث للشاعر مفلح طبعوني، أقامَ نادي حيفا الثقافيّ، والمجلس المليّ الأثوذكسيّ الوطنيّ في المدينة، ندوة شعريّة، عقدت في الأسبوع الماضي، في قاعة كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسيّة- حيفا، حضرها العديد من الأدباء والأصدقاء ومحبّي الشعر والأدب، برز من بينهم نخبة من أعضاء "اتحاد الكرمل" للأدباء الفلسطينيين الّذين حضروا من حيفا ومن خارجها للمشاركة في هذا الاحتفاء الثقافيّ بالشاعر وبديوانه الجديد.
تولّت عرافة النّدوة النّاشطة الثقافيّة، خلود فوراني سريّة، مرحّبة بالحضور، مبيّنة أن شاعرنا المحتفى بديوانه، قادتهُ خطاهُ من ناصرة العرب إلى شقيقتها، عروس البحر، حيفا، حاملًا في جعبته عملًا إبداعيًّا جديدًا، تُجسّد أسرار قصائده، لوحات جماليّة، مُزوّدة بالرؤية التأمّليّة، تتّسم بالجدّة والحركة التي تحاول الاقتراب من الحقيقة، بهدف رسم واقع أفضل.
ثمّ تحدّث الكاتب جودت عيد طارحًا حول الديوان عدة أسئلة، من بينها: "هل تنزف الظلال؟ هل تشعر بنا؟ هل تبقى ونحن نروح في متاهات الكون؟ هل نتركها أينما كانت، لتبقى وشمًا فوق ذاكرة الزمكان؟ هل تظللنا الظلال؟ هل تبقى الصّدى الذي يدندن في مدارات الذاكرة؟"
وأضاف: "أروح في دائرة الاستفهام هذه، حين أقرأ "نزيف الظلال" للشاعر النصراوي مفلح طبعوني، ولا أعرف إن كنت سأكتفي بتعريفه بالشاعر النصراويّ، لأنني وجدت الناصرة وحيفا والجليل، والوطن بكلّ معالمه، ووجدت الوجع والحلم بكلّ معالمه. هو الشاعر الثوريّ؟ المناضل المتمرد؟ الثابت في مفهوم النضال، ويحملُ في جعبته تجربة صادقة صريحة، كما كلماته في هذا الديوان بكلّ بساطتها وتركيبتها."
أما د. بطرس دلة: فقد قدّم مداخلة تناول فيها الديون من عدة محاور، ملخّصها أن "مفلح طبعوني شاعر ذو قامة معتبرة في عالم الشعر والأدب، ومع أنه مُقلّ في إصداراته، حيث أن "نزيف الظلال" هذا هو ثالث ديوان شعر يُصدره هذا العام، فهو يكتب شعر التفعيلة مع كثير من الانسياب الفنيّ، والجرس الموسيقيّ الرائع الذي يطغى على معظم قصائد هذا الديوان. إنّ شِعرَهُ ينبضُ بالإنسانيّةِ والصّورِ الجديدة المفاجئة وعمق الفكرة، بحيث يُشعر القارئ بثراء مضامين معظم القصائد. إنّه إنسان قبل كل شيء، يحترم الإنسانَ لكونه إنسانًا، وهو فلسطينيّ حتى النخاع.
"وقال: شاعرنا "تربطه بمدينة حيفا علاقة مميزة، وقد ظهر ذلك في بعض قصائده، خاصّة قصيدته الأولى "بعث أبيد" ص10 حيث يقول: أنقِذيني من عذابات الحواجز/ وخذيني للشموس الشامخات/ لأغنّي لعطايا الكبرياء/ مع جموع الأوفياء/ في بلادي... وخذيني نحو حيفا/ كي أصلّي/ عند موج العائدينا/" .
تخلّلت الأمسية قراءاتٌ شعريّة قدّمها الشاعر الضيف. كما شاركت في الأمسية مدرسة (حوار في حيفا). تمثّلت باليافعين: محمّد حجير، راني عبّود، وزكريّا فيصل، بمعزوفات لفيروز وأمّ كلثوم.
بعد ذلك قام الحضور بتقديم أسئلة ومداخلات أضافت للندوة الكثير من الأبعاد الثقافيّة القيّمة.
[email protected]
أضف تعليق