"في سنوات الماضي ايام الماضي بالقرى اعتاد الناس على اعداد مؤونه الشتاء في فصل الصيف، يحضر كل بيت كفايته من القمح لمدة سنة او سنتين ويضع بعض القمح في وعاء حديدي كبير يدعى "الخلقينة" ويغطى القمح بالماء ويتم غليها على نار قويه ولمدة طويله ( هذه العملية تسمى سلق القمح )، ومن ثم نشره على سطح مستو او على صخره كبيره ولعدة ايام ومن ثم يتحول القمح الى بليله وبعد ان تجف تسمى سميده، القمح المسلوق ( السميدة ) توضع في مخازن داخل البيوت ومن ثم يستعمل لأعداد الطبيخ ، البرغل الجريش، بالإضافة الى القمح المعد للطحين والذي يغسل ايضاً قبل خزنه للطحين"، هذا ما قاله الأستاذ فواز حسين من حرفيش في بداية حديثه عن قصة "الخلقينة".
هرب فارغ اليدين
وقال الاستاذ فواز حسين : اهالي حرفيش، اعتادوا في الماضي ان يغلوا القمح ويضعوه في منطقه صخريه وعلى ضفاف وادي كاذب يدعى وادي الغسالات بالقرب من عين مزاريب، من الجهة الجنوبية للقرية الى ان يجف ويعبئ ثانية في اكياس ويعاد الى البيت، هذا الوادي يجري في فصل الشتاء ومن ثم يجري متقطعاً مع بعض العيون باقي ايام السنه ( وادي الحبيس )، وادي الغسالات يسمى بهذا الاسم لان الاهالي اعتادوا غسل ملابسهم ونشرها على الصخور وذلك لوفرة الماء في الوادي, اما القصة التي نحن بصددها هي ان بعض البدو الرحل في منطقة جبل رخصون، جنوبي القرية، اعتادوا على الوصول الى العين ليسقوا قطعانهم وبعضهم حاول سرقة القمح المسلوق خلال الليل، قريه حرفيش تباركت بمقام مقدس يحضنها ويرعاها عبر السنين ( الني سبلان عليه السلام ) وكثرت القصص عن معجزات وحكايا حول النبي المذكور ومنها ان الاعرابي من رخصون الذي اتى الى وادي الغسالات بنية السرقة قد ملأ كيساً وحمله على ظهره وقرر الهروب في الظلام الدامس وهنا وقعت المعجزة، حيث انه لم يقو على المشي طوال الليل، وبقدرة حارس هذه الغلة( النبي سبلان ) يشعر السارق انه يمشي في مكانه ويحكى ان كيس القمح على ظهره امتلأ بالنمل لينقل حبات القمح ويرجعها الى المنشر بالقرب من الوادي، وهكذا مرت ساعات الليل والاعرابي في مكانه، الى ان بزغ الفجر حين وضع الاعرابي الكيس على البلاط ثانية وهرب فارغ اليدين .
[email protected]
أضف تعليق