ملف ابو سنان لم يُغلق بعد، وجراح عشرات المصابين لا زالت عميقة ولم تندمل بعد... جراح نفسية اكثر منها جسدية...

عاد الطلاب الى مدرستهم بعد انقطاع دام اكثر من شهرين، فهل عادت الحياة الى مجراها الطبيعي في بلدة ابو سنان؟

الشرطة اعتقلت قرابة ثلاثين شخصاً وحققت معهم وقالت انها ستقدم لوائح اتهام ضد عدد منهم، الا ان جميع المعتقلين اطلقت الشرطة سراحهم..ولا لائحة اتهام واحدة قُدمت!

اليوم، العاشر من شباط، بعد قرابة ثلاثة اشهر من احداث ابو سنان المؤسفة والمخجلة(ليلة 15 تشرين الثاني 2014) قرر موقع بكرا العودة الى ابو سنان، و"فتح" الملف من جديد، ايماناً منه بأن الطريق الاسلم لعلاج المجتمع في ابو سنان هو التعرض والانكشاف نحو الحقيقة، وليس الاختباء وزرع الفتن ونشرها ونثرها بين ابناء البلدة الوادعة، التي اعتادت على العيش معاً، بأخوة ومحبة على مدار عشرات السنين...

مراسل موقع بكرا زار ابو سنان وأعد هذا التقرير الذي سيكون من بعده عدة تقارير خاصة...

(المحررة: سوسن سرور)


اصبنا، وفي أجسامنا عاهات مستديمة والجاني حر طليق

قال منير شامي(40) احد المصابين في احداث ابو سنان لمراسلنا:" اصبت في يدي وقدمي جراء شظايا القنبلة التي القاها احدهم ،وما زلت اعاني ومعاناتي لا تقتصر فقط على جسدي بل تعدت ذلك لاعاني نفسيا جراء الاوضاع الصعبة التي الت اليها حالنا وما من مكترث..

اصبحت عاجزاً فمن سيعيل عائلتي؟!

وتابع شامي:" لقد انقلبت احوالي رأسا على عقب بعد الاصابة التي تعرضت اليها في احداث ابو سنان، قبل الاحداث كانت احوالي الاقتصادية جيدة وكنت اعمل بشكل اعتيادي ،اما الان وبعد مرور اكثر من ثلاثة اشهر ومكوثي في المستشفى مدة طويلة فقد ساءت احوالي بالرغم من ان اللجنة الشعبية قامت مشكورة بمساعدتنا اقتصاديا،لكن هذا الحال لن يدوم كثيرا وشخصيا اشعر بشعور غير لطيف اطلاقا ان يتصدق علي البعض،من جهة اخرى وضعي الصحي واضح للعيان فيدي اليمنى لا تعمل اطلاقا بعد الاصابة وقد اجريت لي عدة عمليات جراحية في يدي وقدمي وقد اصبحت اليوم عاجزا ...لا استطيع الاعتماد على نفسي والسؤال كيف اعيل عائلتي وقد اصبحت عاجزا ولا اقوى على تحريك يدي واعاني من الام شديدة في قدمي اليمنى.

وختم شامي:اكاد لا اصدق فقد كان هم الجميع هنا ايجاد حل لموضوع طلاب المدارس وقد وجدوا الحل اخيرا بعودة الطلاب الى مدارسهم اما قضيتنا فقد باتت على الهامش وما من مكترث.

سند نصرة: حلوا مشكلة الطلاب ونسونا!
 
بدوره فقد قال الشاب سند نصرة الذي اصيب هو الاخر في احداث ابو سنان: اعاني من الام شديدة وخاصة في ساعات الليل وفي احيان كثيرة يصيبني الأرق ولا استطيع النوم حتى ساعات الصباح،ويؤسفني القول ان الشعور السائد لدى الجميع ان المياه عادت لمجاريها مع عودة الطلاب،اما قضية المصابين وعائلاتهم فقد اصبحت منسية وهامشية،وهذا الامر يحبطني جداً".

لجنة الوفاق لدعم المصابين

اما عضو لجنة الوفاق رفيق نصرة فقد قال:" بداية اتمنى للمصابين الشفاء العاجل وعودتهم لمزاولة حياتهم الطبيعية في اسرع وقت،كما لا بد من شكر كل من قدم العون من مساعدات للمصابين،اما الامر المهم وبعد ان تم تشكيل لجنة الوفاق فقد تم التوافق على اقامة صندوق من اجل ملاحقة ومتابعة قضية المصابين في جميع المجالات ،ونحن الان بصدد تسجيل جمعية لهذا الشأن.

لماذا لم تلق الشرطة القبض على ملقي القنبلة؟

وفي قضية الجاني الذي القى القنبلة التي تسببت باصابة العشرات وعدم القاء القبض عليه لغاية اليوم قال نصرة:هذا الامر يشغلنا كثيرا ونحن نتابع الموضوع مع الشرطة للكشف عن الجاني علما ان الجميع يعرف كيف تتعامل الشرطة في قضايا من هذا النوع في المجتمع العربي،ونحن نطالب الشرطة بالكشف عن الجاني بأسرع وقت ولن نستكين حتى يتم القاء القبض عليه وينال عقابه بالقانون....

الشرطة: التحقيق لا زال مستمرا

مراسلنا توجه لقائد شرطة عكا، كوبي كارني، مستفسراً عن تطورات القضية فأجابه باقتضاب ان التحقيق لا زال مستمرا في الوحدة المركزية  للتحقيقات" اليمار" الشمال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]