يولي بنك مركنتيل أهمية وإهتماماً كبيرين بكافة شرائح المجتمع، بمن فيهم النساء والأٌمّهات اللواتي يشكّلن نصف المجتمع. ومن منطلق إيمانه بقدرات النساء على إشغال المناصب العالية، يهتم البنك بتشجيع النساء على الإنخراط في سوق العمل، ودعم ومساندة الموظفات من صاحبات الكفاءة والمهنيّة للوصول الى أرقى المناصب.
وفي إطار سلسلة المقابلات التي أُجريها مع نساء يُشغلن مناصب إدارية، وعلى ضوء التطورات والنجاحات التي يشهدها بنك مركنتيل، أجريت لقاءً خاصًا مع حياة أشقر، مديرة فرع مركنتيل في وادي النسناس بحيفا، التي تحدّثت فيه عن تجربتها الشخصية في العمل والمراحل التي مرّت بها الى أن تبوّأت منصب مديرة الفرع، كما تطرّقت الى واجباتها ومسؤولياتها العائلية كأمّ وزوجة.
إليكـــــم اللقــــــــــــاء:
حدّثينــــــــا عن نفســـــــك وعائلتك ومؤهلاتك العلمية.
ولدت في حيفا، متزوجة وأم لولدين. بدأت مشواري عندما كنت في العشرين من عمري، حيث قُبلت للعمل في بنك مركنتيل كموظفة، بعد ذلك التحقت بالجامعة لدراسة اللقب الأول في الصّيرفة ثم أكملت دراستي ودرست الإقتصاد وإدارة الأعمال خلال عملي في البنك.
هل لك أن تستعرضي لنا مراحل تقدّمك في البنك؟
منذ يومي الأول في بنك مركنتيل، كان طموحي أن أصبح مديرة للفرع، وبالفعل ثابرت من أجل حلمي، ولا أنسى فضل البنك الذي دعمني وشجعني في مسيرتي وموّل تعليمي الأكاديمي حتى تخرجتُ. كثّفت ساعات عملي في البنك، ووفّقتُ بين تعليمي الأكاديمي ووظيفتي، وتقدمتُ بسرعة حتى حصلتُ على منصب مسؤولة قسم الإعتماد التجاري في البنك، وأثبتتُ نفسي في هذه الوظيفة حيث ساهمتُ في زيادة الأرباح مما عزّز من احتمالاتي وفرصتي في التقدم وحصلتُ على منصب نائبة المدير، والحمدلله وبفضل الجهود تبوأت منصب مديرة الفرع.
هل واجهتك صعوبات وتحدّيات عنــــــــد حصولك على منصب مديرة فــــرع؟
النجاحات لا تخلو من التحدّيات، والصعوبات الأولى التي واجهتني في بداية عملي كمديرة فرع وادي النسناس، هي أنني إضطررت الى الإنتقال للعمل خارج حيفا. عملتُ في الخضيرة ومجد الكروم وكان صعباً جداً أن أسافر كل يوم لأكثر من ساعة للوصول الى مكان عملي، وأيضاَ بحكم منصبي تكثفت ساعات عملي وتغيّبت كثيراً عن المنزل، كوني زوجة وأماً لولدين كان صعباً أن أنسّق بين عملي وبيتي. والحقيقة في لحظة يأس قررت ترك التعليم الأكاديمي ولكن بدعم زوجي وتشجيعه إستطعت تحقيق طموحي والتغلب على العقبات التي واجهتني، وساعدني بتربية الأولاد والإستمرار في تعليمي والنجاح به.
بنك مركنتيل يحرص على دعم ومساندة العاملات فيه. كيف ساهم البنك في أن تصلي إلى ما وصلت إليه؟
الحقيقة، أن بنك مركنتيل كان الداعم الأول لي في مسيرتي، وكما ذكرت أن البنك موّل تعليمي الأكاديمي وفتح لي المجال للإندماج في سوق العمل، ومنحني فرصة التوفيق بين الدراسة والعمل. وبرأيي أن البنك لا يدّخر جهداً في سبيل تمكين النساء وانخراطهن في سوق العمل. المسؤول عن الموظفين يحرص على تشجيع النساء العاملات لكي يتطوّرن وينجحن، لأن فرصة المرأة في وسطنا العربي ضعيفة نسبياً، ولكن مَن تستطيع إثبات نفسها تحصل على المنصب الذي تطمح للوصول اليه. برأيي أن المرأة الناجحة هي التي تستطيع أن تثبت نفسها في عملها وتتفوق .
ما هو تقييمك لواقع المرأة العربية في مجتمعنا؟ وهل أنت راضية عن هذا الواقع؟
للأسف، واقعنا صعب، ونحن بحاجة الى الفرص كي نتقدم في حياتنا العلمية والعملية . المرأة العربية لديها الصفات والمقوّمات التي تؤهلها لأن تكون سيدة ناجحة وهي تطمح بالإندماج في عدة مشاريع ووظائف، ولكنها لا تجد هذه الفرصة كونها امرأة في مجتمع ذكوري. برأيي أن قدرات المرأة أكبر من الرجل وبإمكانها أن تتبوأ أعلى المناصب ولكنها تبحث عن الفرصة . وأنا أشجع جميع النساء أن يعملن كي يحقّقن ذاتهن.
هل تعتبرين أن منصبك كمديرة فرع يساعدك أن تكوني زوجة وأماً ناجحة في منزلك؟
منصبي ساعدني أن أكون أُماً ناجحة لأولادي، ولم تمنعني وظيفتي من الإهتمام بعائلتي، بل على العكس، نجاحي إنعكس عليهم إيجاباً، وأفرح كثيراً عندما تشجعني إبنتي وتقول لي إنني مَثَلُها الأعلى. ولا أؤمن بفكرة أن ربة المنزل تمنح أطفالها الرعاية أكثر من المرأة العاملة فهناك العديد من سيدات الأعمال اللواتي خرّجن أكاديميين وأكاديميات من مدارسهن، كما أن الكثير من ربات البيوت لم يستطعن منح أطفالهن الرعاية الكافية. في واقعنا النساء العاملات يواجهن مهمة صعبة عنوانها النجاح داخل البيت وخارجه، وبرأيي أن المرأة الناجحة في وظيفتها هي فخر لعائلتها ولأولادها.
من هي المرأة المثالية والناجحة، برأيك؟
المرأة الذكية هي التي تستطيع التوفيق بين منزلها وعملها والتي تحدّد لها هدفاً في حياتها وتعمل من أجل تحقيقه. اؤمن بفكرة زوجي أن الزوجة الناجحة هي المبدعة في المطبخ أيضاً. ومن أسرار النجاح في الحياة هو الطموح، وأنصح كل سيدة طموحة بقراءة كتاب "السر" للكاتبة روندا بيرن، الذي يكشف أسرار النجاح. ومن أجمل ما قرأت وتعلمت من هذا الكتاب أن الحياة عبارة عن مسرح ونحن فيها عبارة عن ممثلين، وكل شخص يقرّر ما هو الدور الذي يلعبه وأنا اخترت أن أكون البطلة ورفضت أن أكون شخصية هامشية، والحمدلله حقّقت حلمي ووصلت الى ما طمحتُ إليه بكل فخر.
[email protected]
أضف تعليق