تشهد المنطقة الشمالية على الشريط الحدودي بين إسرائيل سوريا ولبنان حركة نشطة لقوات الجيش، عقب قيام إسرائيل بإغتيال عدد من قياديي حزب الله في غارة على هدف في منطقة القنيطرة في الجانب السوري من هضبة الجولان المحتلة.
وبسبب هذا الوضع الامني تم منع المزارعين في البلدات القريبة للحدود الاقتراب من المناطق الزراعية والاراضي المتاخمة. ومن احدى هذه القرى القريبة للحدود اللبنانية هي برعم المهجرة والتي تم تهجير سكانها عنوة في عام الـ 1948 حيث تم وعدهم بإرجاعهم بعد إسبوعين، فتحوّل هذا الإبعاد المؤقت إلى تهجير أستمر حتى اليوم، بعد أن قامت إسرائيل بمصادرة أراضيهم تماما عام 1953.
مناظر الدبابات، وحركة الجيش النشطة، دون إمكانية لتفصيلها بسبب الرقابة العسكرية، أعاد إلى مخيلة بعض من شيوخ برعم المهجرة عام الـ 48. لا سيما وأن الذكرى لم تمت، بل تحوّلت إلى الم حمله الأجداد لمدة عشرات السنوات ونقلوه للأحفاد الذين قرروا اعادة "استيطان" (إن صح التعبير) بلدهم على قناعة أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
يُشار إلى أن أهل برعم لجؤوا إلى القضاء، لكن القضاء على ما يبدو لن ينصفهم، لذا قرروا العودة وإعمار البلد، وليس فقط إقتصار العودة إليها في الأكفان.
الأيام غير كفيلة بالنسيان، عند الحديث عن الوطن
العم سعيد عيسى (ابو مالك) والذي كان شاهدًا على التهجير، قال لموقع "بكرا": مخطىء من يظن أن الأيام كفيلة بالنسيان، قد ننسى حبيبًا، أو قد ننسى الم ألّم بنّا، لكن من الصعب أن ننسى وطن، بيت وآمان .
وأضاف العم: عند الحديث عن برعم، لا نتحدث عن أحجار، أنما عن آمان، عن حياة سعيدة، عقبها تشرّد، الم والكثير الكثير من الخوف.
وقال: مررنا عدة حروبات، آخرها العدوان على لبنان الأخير، وفي كل مرة تنشط ذاكرتنا بالمآسي، لنعود من أول نقطة وهي عام الـ 1948.
وأختتم: برأيي، آن الآوان لإحقاق الحق واعادة أهل برعم لأراضيهم، كما وآن الآوان لوقف الدماء، المطلب الوحيد والشرعي في حالتنا السلام.
لنا أخوة نهتم لمصيرهم
العم ابراهيم عيسى (ابو رايق)، قال بدوره: حان الوقت لوقف كل الحروبات، فلا توّلد سوى الذكريات المؤلمة، وآن الآوان للعودة إلى برعم، ليس كأموات، وإنما كأحياء.
وقال: إسرائيل تتذّرع بالتهديد الأمني، لكن واضح جدًا أن هنالك من يبدأ بالإستفزاز، والأنكى من ذلك، أنه في الجانب الآخر، اللبناني والسوري، لنا أخوة نرغب أن يعيشوا ايضًا بسلام.
[email protected]
أضف تعليق