اثارت حملة الانسحابات التي قام بها بعض القياديين في الجبهة امس السبت خلال المؤتمر الانتخابي الداخلي للحزب حفيظة بعض هيئات وكوادر الجبهة، فمنهم من طالب وما زال يطالب باستمرار القيادة السابقة التي لها باع طويل في العمل السايسي، علمًا انه كان هنالك وبشكل دائم مطالبة بالتجديد وتغيير الجيل ومنح فرصة لقيادات جديدة بان تتولى المناصب القيادية في الحزب والكنيست، ومنهم من رحب بالتغيير، وإن كان بتحفظ في بعض الحالات.

بشكل عام، وفي حديثٍ خاص، أجمعت الكوادر الجبهاوية الشابة لـ"بكرا" بان ما حدث امس بالجبهة من انسحابات هو امر صحيّ وجيد، وبالرغم من تباين الآراء، الا ان ذلك لن يمنع سائر الكوادر من تقبل رأي الاغلبية والسير نحو تشكيل قائمة مشتركة وموحدة خلف القيادة الجديدة.

التمسك بمحمد بركة ليس لشخصه وانما خبرته

الناشط الجبهاوي عزيز بسيوني من الناصرة قال لـ"بكرا" في هذا السياق: الجميل بالامر ان كل القرارات التي تصدر من الجبهة هي بالحسم الديمقراطي، حيث ان الكوادر قررت واختارت بناءً على قناعاتها. ما قام به محمد بركة امس بانهاء عمله على الرغم من الضغوطات من الكوادر الجبهوية لاتمام دورته كان خطوة جريئة جدًا، حيث قرر ان يفتح المجال للجيل الشاب بان يأخذ دوره، ونحن نبارك هذه الخطوة. شخصيًا احببت لو ان محمد بركة اكمل دورته وحصل على رئاسة القائمة المشتركة الى جانب ثلاثة وجوه جديدة شابة لانه صاحب خبرة وتجربة تساهم وتساعد على الاقل في الموقف السياسي الراهن.

وتابع بسيوني لـ"بكرا": محمد بركة لن يترك الساحة السياسية وسيستمر سياسيًا وتنظيميا وهذا امر منعش للقلب، ويزيد من اطمئنانا نحن الشباب في الجبهة ان هناك قيادة مجربة ترافق العمل السياسي والبرلماني، علما ان هناك قسمًا كبيرًا من الجبهة والحزب ما زالوا يطالبون بان يستمر بركة في منصبه، ولكننا نتفهمه وقد تنازل وهو في قمة العطاء وبمحض ارادته.

وعن رأيه في القيادة الجديدة قال بسيوني: بالنهاية نحن جسم سياسي له هيئاته واعضاء الكنيست منتدبون ويمثلون رأيه في الشارع ويدافعون عنه، نحن كلنا ثقة باي شخصية من كوادر الجبهة حتى ان كان هنالك خلافات، جميعنا نرضى بالحسم الديمقراطي ونخرج خطا واحد خلف قياداتنا.

وتابع يقول: مع تحفظي، جميعهم اسماء تمثل الجبهة وفي النهاية تذهب، وتبقى الجبهة الصورة المسؤولة عن هذا الخط السياسي، انتماءنا للخط السياسي وليس لاشخاص، التمسك بمحمد بركة ليس لشخصه وانما خبرته، نحن جسم مسؤول على الرغم من النقاشات الداخلية والخلافات يخرج موحدا من اجل مصلحة جماهيرنا.

جميع هيئات وكوادر الحزب اقتنعت ورحبت بالتجدد

اما الناشط احمد ابو احمد فاشار لـ"بكرا" قائلا: محمد بركة قائد يضرب به المثل، انسان شهم ورجل مواقف، تنحى عن منصبه كعضو كنيست واعطى مجال للجيل الشاب علمًا انه سيستمر بالحزب والجبهة.

وحول تولي ايمن عودة وعايدة توما قيادة الجبهة عقب ابو احمد قائلا: نحن نفتخر ان لدينا قيادات شابة مثل ايمن عودة وعايدة توما حيث اننا كنا بحاجة الى تغيير في صفوف الجبهة والحزب وفي النهاية جميع هيئات وكوادر الحزب اقتنعت ورحبت بالتجدد.

ما كان في الانتخابات الداخلية من اختلاف بالرأي هو امر مشروع يوضع جانبًا الان

اما يوسف ماضي من عرابة فقال لـ"بكرا": ان ما حدث البارحة في الانتخابات الداخلية التمهيدية للكنيست في الجبهة هو عبارة عن امر طبيعي، الجبهة على صورة الشعب والشعب هو عُنصر غير جامد، من هذا الاساس انطلق مجلس الجبهة لان يضع تركيبة مهنيّة شبابية قادرة على ايصال ما نؤمن بهِ كشيوعيين وجبهوين، وهذا الامر المطلوب من اي اعضاء الكنيست في الكتلة.

وقد رفض ماضي ان يتم اعتبار ما جرى امس بانتخابات الجبهة انقلابًا حيث قال: شهدنا في الاخبار ان محمد بركة تنحى او كان هناك انقلاب معيّن، هذا امر خاطئ، وهو جزء من المغالطة الاعلامية في عدة مواقع، الرفيق محمد بركة سلمّ الراية في العمل البرلماني وما زال موجودًا في حياة الجبهة السياسية ، كذلك الامر ينطبق على الرفاق عصام مخول وعفو اغبارية. الكوادر اعطت ثقتها بقائمة الجبهة، بشكل ديموقراطي، ما كان في الانتخابات الداخلية من اختلاف بالرأي هو امر مشروع يوضع جانبًا الان ،لان لدينا معركة انتخابية بوجه احزاب السلطة وكنساها من قرانا وبلداننا العربية وضرب اليمين الفاشي الصهيوني.

اذا كان هناك نقاش فنحن حزب له هيئاته ونناقشه داخل هيئاتنا

علي شلاعطة من سخنين كان له ذات الموقف الرافض لكلمة انقلاب حيث قال لـ"بكرا": في البداية ارفض قطعيا كلمة "انقلاب" هذا تعبير خاطئ ومغالط، البارحة تم تسليم راية العمل البرلماني لرفاق اخرين، وهذا يؤكد ويجسد صورة الجبهة والحزب الحقيقية ويؤكد المقولة التي رددناها دائما " راية جيل يمضي وهو يهز الجيل القادم ، قاومت فقاوم"، ونحن فخورون برفاقنا الابطال الذين أنهوا عملهم البرلماني فقط ! وسيبقون في قيادة حزبنا وجبهتنا وفي خدمة جماهيرنا العربية .. كما اننا فخورين بالقائمة التي افرزها مجلس الجبهة، واذا كان هناك نقاش فنحن حزب له هيئاته ونناقشه داخل هيئاتنا.

كما اشار لـ"بكرا": بنظري ان القائمة التي انتخبها مجلس الجبهة البارحة هي قائمة ترتكز على نبض الشارع وتؤكد ان الحزب والجبهة هما الأقرب على الشارع وعلى طموحات وآمال جماهيرنا العربية .

واضاف: نحن كشبيبة شيوعية نؤكد التزامنا التام بما افرزه مجلس الجبهة ، وسنكون كما كنا دائما جنود لهذا التنظيم العريق الخادم الامين لابناء شعبنا وللطبقات المسحوقة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]