نشر الناشط الجبهوي، ومساعد النائب محمد بركة، الصحافي برهوم جرايسي في صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، نص اعتزاله الحياة الحزبية وانسحابه من الجبهة ومن الحزب الشيوعي واتهم بشكل حاد كل من أيمن عودة ودوف حنين بـ "صهينة الجبهة" واعدًا أنه سينشر وثائق مستقبلا تؤكد ذلك وتفضح امورًا أخرى. 

وجاء في "ستاتوس" جرايسي: أعلن بهذا الى كل من يهمه الأمر، إنني اليوم السبت 17 كانون الثاني 2015، الساعة الرابعة إلا ثلث بعد الظهر، اعتزلت الحياة الحزبية، مغادرا صفوف الحزب الشيوعي الذي كنت فيه عضو لجنة مركزية، ورئيس لجنة المراقبة في منطقة الناصرة، كما غادرت صفوف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وفرع جبهة الناصرة الديمقراطية، إذ كنت فيهما عضو لجنة المراقبة المحلية والقطرية على مدى سنين.

محاولات صهينة الحزب 

لقد قررت المغادرة، بعد سنوات من قرع الخزان من داخل الهيئات، وصلت في الكثير من الأحيان درجة الانفجار والعنف الكلامي، وأنا أرى محاولات صهينة الحزب والجبهة جارية بوتيرة سريعة، ومحاولة معاهد تصل ذيولها الى الحركة الصهيونية، لدس عناصر عنها وتدجين آخرين، وأبرزهم المدعو أيمن عودة الذي انتخب اليوم رئيسا لقائمة الجبهة للكنيست، وقريبا جدا سأبدأ في نشر التفاصيل الموسعة.

دوف غارق في الصهيونية 

كذلك يتعلق الأمر بالصهيوني دوف ساشا حنين، الذي أخوض داخل هيئات الحزب معركة طاحنة ضده، وكشفت أوراقه التي تدل على غرقه في الصهيونية، وخاصة في مجال التشريعات، الى أن كشف عن وجهه الصهيوني أكثر، حينما دافع بكل ما أوتي من وقاحة، في جلسة اللجنة المركزية للحزب يوم 27 كانون الأول الماضي 2014، دافع عن سكرتير عام الحزب الشيوعي حتى العام 1965 (عام الانشقاق) ميكونيس وزميله موشيه سنيه، اللذين كشفا هما وتيارهما عن وجههم الصهيوني، الذي سعى الى صهينة الحزب الى أن وقع الانشقاق الكبير في العام 1965.

ولكن قبل أن يكشف هذا الصهيوني عن وجهه، كنت أنا من قلت له في جلسة اللجنة المركزية للحزب في شهر شباط العام الماضي، أنك ميكونيس، أنت تبعث أجواء الصهينة في الحزب من جديد..

لقد قدمت مرارا مشاريع قوانين ووثائق تدين هذا الصهيوني حنين، وأيضا ما يدين حليفه المدعو أيمن عودة..

بنيان الجبهة يغرق في الصهيونية 

من المحزن أنني وقفت في غالب الأحيان وحيدا أصرخ بكل قوة، وأحيانا بشكل هستيري، نعم هستيري، وأنا أرى هذا البنيان، بنيان ماير فلنر وتوفيق زياد واميل توما اميل حبيبي، يغرق في عملية صهينة..

ولكن كنت على علم بأن رفاقا أعزهم وأفتخر أنني يوما كنت الى جانبهم في الهيئات القيادية، خاصا بالذكر محمد بركة ومحمد نفاع، كانا خائفين على الحزب، وسعيا الى سحب البساط بقدر الامكان من تحت المتآمر الصهيوني دوف حنين.

مخطط دوف تهميش القضايا الفلسطينية

وقبل انعقاد المؤتمر الأخير للحزب في شهر تشرين الثاني من العام الماضي 2014، الذي ما زال في حالة انعقاد، خضت معركة ضروس، ضد وثيقة صهينة خطيرة قدمها المدعو دوف ابن ساشا حنين، يقلب فيها أجندة الحزب السياسية، بحيث يجعل النضال ضد الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المحتلة، في مرتبة خامسة دنيا، والمعركة ضد سياسة التمييز ضد الفلسطينيين في وطنهم في المرتبة الرابعة الدنيا، ويريد اعطاء أولوية للقضايا الاجتماعية ثم الديمقراطية ثم العنصرية العامة، قبل أن يصل للعنصرية الاساس ضدنا نحن العرب.

حقا انني نجحت في قلب هذه المعادلة، التي حاول هذا الصهيوني دسها قبل مؤتمر العام 2012، ويومها كنت له في المرصاد، رغم انني لم أكن عضو لجنة مركزية، وكشفت الفضيحة قبل وصولها الى الكوادر، ونجحت في صدها وقلبها... وطبعا هناك من يشهد على كل هذا.

ما حصل اليوم مؤامرة خطيرة..

أما ما حصل اليوم من مؤامرة خطيرة، لا ذنب للكوادر النقية البطلة فيها، لأنها لا تعلم بغالبيتها الساحقة ما أنشر، ولهذا فإن كل حبي لها، واعتزازي بها، واعتذر لهم، أنني التزمت على مدى سنوات بالهيئات، ولكن للأسف الشديد، فإن عددا كبيرا من أعضاء الهيئات، يُظهر حالة الضعف واللا مبالاة،

إن انتخاب المدعو أيمن عودة ودوف حنين في القائمة، لهو مؤشر على افشال القائمة الواحدة التي تمثل الاقلية الفلسطينية في وطنها، وهذا يجري بتنسيق مع طرف خارجي إن لم تكن أطراف وأطراف، بما فيها جهات صهيونية.

الأغلبية المصطنعة

وكي لا يقع أحد في خطأ، فهذه الأغلبية التي شهدتموها في مجلس الجبهة، هي أغلبية مصطنعة، ترتكز أساسا على تكتل الأعضاء اليهود، الذي ينصاعون كقطيع وراء دوف حنين، باستثناء عدد محدود جدا في الجبهة، ومن بين الشيوعيين باستثناء شيوعي واحد، يعزله اليهود، بسبب مواقفه الأممية الرائعة، إذ يمنع دوف حنين ومعه تمار غوجانسكي دخول أي عضو الى الحزب الشيوعي من خارج أفكارهم المتصهينة، فهذا التيار لا يحقق أكثر من 2% من الأصوات التي تحققها الجبهة، ولكنهم يتمثلون في الهيئات بأكثر من 20%.

وينضم اليهم الانتهازيون، في الحزب والجبهة، على شاكلة المدعو أيمن عودة، في اطار عملية الصهينة، وينجرف وراءهم بعاطفة، رفاق أطياب لأنهم لا يعلمون.

وفي المقابل، فإن الغالبية الساحقة جدا من الكوادر الأساسية، من مصادر قوة الجبهة الأساسية، مثل الناصرة ومنطقتها، والمثلث من ام الفحم حتى كفر قاسم، وفي منطقتي عكا وشفاعمرو، تصب كلها في الاتجاه الثوري النقي، ولكنها في هذه المعادلة، ونتيجة لعدم كشف الأوراق، خوفا على سلامة بنيان الحزب، ولكن لا سكوت بعد اليوم، لا سكوت.

إنني أدعو الكوادر النقية أن تتابع لاحقا ما أنشره هنا من وثائق ومستندات تعزز ما اقول، واتحدى أي عضو في الهيئات التي أنا عضو فيها أن يتهمني بالسكوت سابقا، أو أن ينفي ما اكتب..

تجريح منظم ضد بركه 

وملاحظة هامة، اليوم أعلن رفيقي العزيز الحبيب، محمد بركة، سحب ترشحه للانتخابات المقبلة، بعد أسابيع طويلة من التجريح المنظم ضده، خاضها متصهينون مسنودين من جهات سلطوية خارجية، وقنوات اعلامية رخيصة، ولكن من المحزن أن يقع في الفخ رفاق مخلصون، أحبهم وسأبقى أحبهم، وساهم في هذا انتهازيون مرضى نفوس، وكي لا يفهم البعض خطأ، فقد بقيت في القاعة، وأشرفت على عملية الانتخابات الأولى، ووضعت كل ما يمكنني من ثقل، لأمنع مخطط الصهينة، ولكن من المحزن أن جريمة غسيل الدماغ كانت قد فعلت فعلها.

يا رفيقي محمد بركة، كم اعتز بك شخصية وطنية فذة على مستوى شعبنا الفلسطيني كله، تتحمل المسؤولية، تسمع الشتيمة والاهانات المتجنية، فتصمت كي تمرر مرحلة لأجل الحزب والمسيرة، حتى تأتي الطفيليات، التي كثرت وغطت وجه البحيرة وخنقتها..

فأنت أنت من وقف في المحكمة وحيدا، تحاكمك المؤسسة الصهيونية، على مدى خمس سنوات، على مشاركتك في المظاهرات، ولكونك كنت درعا متينا، فأرادوا الانتقام منك، وفي المقابل، كان مستوى التضامن في الحزب والجبهة، في أدنى مستوياته الى درجة العدم، الى درجة العدم...

وانت لم تتباك ولم تنتج أفلام الفيديو كي تجتذب لايكات وترتفع شعبيتك في استطلاعات الرأي..

وما أعلمه عنك يا أبو السعيد قليلون يعلمونه، فاعتزي يا صفورية بابنك البار...

اعتزال الحزب 

في العشرين من شباط المقبل، كنت سأتم عامي الـ 31 في صفوف الحزب، ولكن لم يكن بالامكان الوصول الى ذلك اليوم الذي كنت اعتبره يوما عزيزا، فهو سيبقى عزيزا، ولكنه سيدخل الى كتاب الذكرى.

نشأت سياسيا في صفوف هذا الحزب، وتشرّفت أنني كنت أصغر من تتملذ في مدرسة إميل حبيبي، وهو أيضا حبيبي، صحيفة "الاتحاد"، ومكثت فيها 19 عاما دون توقف، حتى انهارت ماليا، وساء الحال، فقد أشبعتني ومتنتني سياسيا، ولم آبه بأنها افقرتني، على مدى فترة طويلة، وخسرت عشرات الآلاف، هي قوت أولادي و19 عاما من التعويضات، توفيرات التقاعد، ولم أفكر للحظة أن اترك صفوف الحزب أو أن اقاضي الجهة المعنية مطالبا بالمال، ولكن أن يصل الوضع الى الصهينة، فهذا ليس خط أحمر بل خط النار... خط النار...

أغادر صفوف الحزب، ولي ذكريات سياسية واجتماعية مع أطيب الناس، وطالما ذكرت الأولون، فكيف لي أن لا أذكر هذا العملاق الوطني الشامخ، توفيق زياد، فأبنائي ولدوا بعد رحيله، ولكنهم يحبونه كما لو عايشوه سنوات...

وكي لا يتوهم أحد، فإنني أعلن هنا، أنني انا برهوم حبيب جرايسي، أغادر صفوف الحزب، متمسكا بموقفي الحازم من سائر الأحزاب الأخرى، ولا يتوهم أحد أنني ممن يتقصعون في شارع السياسة، فلا أنقى ولا أشرف من الطريق الذي سلكت، ولن يكون لي طريق سياسي غيره، سوى أنني غادر التنظيم، وأنا الآن خارج أي التزام..

أرجو ممن كل من يزعجه ما سأنشر هنا، ويريد التعقيب بما يسيء لي، أن يغادر الصفحة، وسأحترمه أكثر، فهذه صفحتي، لم أعتد على أي صفحة كانت، حتى وإن هاجمني صاحبها..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]