تنعقد هذه الفترة اجتماعات حزبية بهدف التشاور في تشكيل القائمة المشتركة التي ستضم عدة احزاب عربية فاعلة على الساحة السياسية مع قوى يهودية ديمقراطية لخوض انتخابات الكنيست العشرين في السابع عشر من شهر اذار القادم، حيث علت اصوات الجماهير العربية بتشكيل هذه القائمة ومن بين هذه الاصوات برزت بعض الناشطات النسويات اللواتي طالبن بادراج المرأة بشكل بارز اكثر من الحالي في القائمة المشتركة من منطلق انها تشكل نصف المجتمع وكون المرأة الفلسطينية كان لها دورا واضحا في النضال السياسي وفي شتى المجالات والفعاليات الاجتماعية في السنوات الاخيرة.

اي قائمة ستمثل الجماهير العربية يجب ان تمثل 50% من المجتمع ايضا وهم النساء

الناشطة الاجتماعية والسياسية الجبهوية عايدة توما مديرة جمعية نساء ضد العنف بدورها عقبت قائلة: اعتقد ان ان المفاوضات ستؤدي الى قائمة واحدة تمثل جميع الاحزاب الفاعلة وستكون قائمة تسعى الى تمثيل الجماهير العربية والقوى اليهودية الديمقراطية، لذلك فان تمثيل النساء داخل القائمة له اهمية خاصة من منطلق ان اي قائمة ستمثل الجماهير العربية يجب ان تمثل 50% من المجتمع ايضا وهم النساء.

وتابعت لـ"بكرا": شهدت السنوات الاخيرة بروزا واضحا لدور النساء في الحراكات الشبابية المختلفة، وهذا يؤكد على أن النساء يشاركن الرجال بساحة النضال، بالتالي هنالك حاجة موضوعية ان يكون تمثيل لائق للنساء داخل القائمة المشتركة، وعلى كل حزب سيخوض الانتخابات ان يعمل على تمثيل لائق.

كما اشارت توما الى انه بات واضحا ان التجمع لديه امرأة اواثنتين ستتنافسان في القائمة كذلك الجبهة هنالك نساء ستنافس على موقع خاص، هناك جهوزية لدى كوادر الجبهة بتمثيل النساء او التنافس.

من المهم ان يكون بالقائمة تمثيل نسائي من كل الاحزاب حتى الحركة الاسلامية

عرين هواري الناشطة النسوية والسياسية وعضو عضو مكتب سياسي في التجمع الوطني الديمقراطي قالت لـ"بكرا": قائمة التجمع سترشح للقائمة المشتركة امرأتان ضمن خمسة مرشحين حيث ستحتل حنين زعبي المركز الاول اما نيفين ابو رحمون ستكون في الخامس، تواجدهم في القائمة المشتركة شبه مضمون وسيكون القرار النهائي في انتخابات الحزب الداخلية التي ستجري في السابع عشر من الشهر الحالي.

وتابعت: من المهم ان يكون بالقائمة تمثيل نسائي من كل الاحزاب حتى الحركة الاسلامية والموحدة والجبهة ، التجمع يعمل الجهود القصوى لزيادة عدد النساء في القائمة المشتركة .

جولدا مئير كانت امرأة وشغلت منصب سياسي، جلبت المآسي والويلات للحلقات الضعيفة اجتماعيا واقتصاديا بالمجتمع

اما الدكتورة رنا زهر عضو بلدية الناصرة وناشطة جبهوية كان لها رأيا مختلفا حيث قالت لـ"بكرا": قبل التحدث عن دور المرأة في القائمة المشتركة او داخل الاحزاب نفسها، او في اي سياق سياسي اخر اود ان اشدد اننا لا نريد ان نرى امرأة في اي موقع سياسي فقط لكونها امرأة. انا اؤمن وبشدة ان الامر الجوهري في نهاية الامر هو "الانسان المناسب في المكان المناسب"، فليست كل امرأة مناسبة لدور عضو كنيست، على سبيل المثال، كما انه ليس كل رجل مناسب لهذا الدور. الامر الثاني المهم في هذا السياق هو الاجندة الاجتماعية-السياسية التي تحملها هذه المرأة. ليس كل امرأة في الكنيست بالضرورة ستفيد جمهور النساء في البلاد، عربيات كن ام يهوديات، فعلى سبيل المثال لا الحصر، جولدا مئير كانت امرأة وشغلت منصب سياسي رفيع جدا رئيسة حكومة، ولكن اجندتها السياسية والاجتماعية كانت عسكرية وكارثية وجلبت، فيما جلبت من مآسي، الويلات للحلقات الضعيفة اجتماعيا واقتصاديا بالمجتمع، واكثر من تضرر من سياستها كان جمهور النساء. لذلك اقول انه اذا اجتمعت المرأة المناسبة مع الاجندة والايديولوجية السياسية والاجتماعية والطبقية الصحيحة والعادلة، يكون التمثيل النسائي بحالته المثلى، ويبقى السؤال كيف لنا ان نضمن وصول تلك النساء للقائمة المشتركة, اذا ما تم تشكيلها, او للكنيسست بشكل عام.

وتابعت: لا يمكن للقائمة المشتركة أن تكتسب صفة الجسم التمثيلي الشامل كما هو متوقع منها دون ان يكون هناك تمثيل حقيقي لنصف المجتمع، هذه قاعدة بديهية. ورغم ان اغلب الاحزاب تتفق على اهمية ضمان تمثيل للنساء في القائمة في اماكن تحترم دورهن و موقعهن في المجتمع,في الواقع هناك فجوة كبيرة بين المنشود والموجود.مع هذا لا يمكن انكار الحقيقة ان مجتمعنا قطع شوطا كبيرا في كل ما يتعلق بموضوع مساواة المرأة في اغلب مناحي الحياة, ولكن في سياق التمثيل السياسي فما زال مجتمعنا ذكوريا تقليديا في تفكيره وتصرفاته، رغم التصريحات الجميلة التي تخرج من بعض قيادات الاحزاب ورغم التباين في الايديولوجيات الاجتماعية بين الاحزاب. الجبهة كانت السباقة في اشراك النساء في معترك الحياة السياسي منذ تأسيسها وحتى اليوم، في عضوية البلديات، في تنظيمات كتنظيم حركة النساء الديمقراطيات، و"نعمات" ومؤخرا في رئاسة التحرير في صحيفة "الاتحاد" وغيرها من المواقع الاستراتيجية سياسيا. والتجمع احرز ايضا تقدما ملموسا في هذا المجال، ولكن هذا لا يكفي. 

واوضحت زهر وجهة نظرها قائلة: ورغم تحفظي الشخصي من موضوع "التحصين" لاني اعتقد ان على المرأة ان تنافس الرجل بشكل مساوي ودون تفرقة في اي موقع، فهي ليست باقل قدرة، الا اننا واقعنا غير المنصف بحق النساء يحتم علينا مرحليا ان نعمل حسب نظام "التحصين" لكي نضمن ايصال صوت النساء للكنيست. في بعض الاماكن، كلجنة المتابعة مثلا، أعتقد أننا قادرون على تجاوز "التحصين" هناك فالأحزاب قادرة على انتخاب نساء دون تحصين للمتابعة بالذات,ولكن الموضوع ما زال مهما وعمليا لانتخابات الكنيست، وعلى جميع الاحزاب ان تعي ذلك وتعمل ضمن انتخاباتها الداخلية على تحقيق تمثيل للنساء بمكان مضمون ولائق.

واختتمت : المرأة شريكة ندية في كل القضايا الوطنية والاجتماعية دون استثناء، وإضافة إلى ذلك فالمرأة أكثر حساسة وملامسة لقضايا النساء، وهي أكثر حساسة لقضايا اجتماعية مثل الأطفال والمستضعفين وذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها. 

غياب النساء في القائمة المشتركة بسبب تخوفهن من اختراق المألوف

اما المستشارة التنظيمية دنيا مخلوف فكانت لديها وجهة نظر مهنية عن الموضوع حيث خصت "بكرا" بها وقالت: حسب رأيي، ينبع غياب النساء في القائمه المشتركه بسبب فرض الرقابه الذاتيه التي تتمتع بها اغلبية النساء العربيات وعدم التجرؤ على اختراق المألوف والعادي وتخطي المنطقه الدافئه لتغامر في المنطقه الباردة والتي تتطلب جرأة ومغامرة وتتحدي ظروف غير تقليديه كسلك السياسة. كما وانني على يقين بان هناك نسبه لا بأس بها من النساء القياديات المؤثرات على الرأي العام لكنهن يمتنعن عن المشاركه والتاثير. بسبب حصر القائمه في جدار ذكوري كما هو واضح كالشمس منذ عشرات السنين. كما وتكمن مشكلة غياب النساء في عدم تقبل ماهو جديد. ما يدعي للتغيير الحقيقي. فاعتادت الناس على تكرار الاشخاص والوعود والمشاريع المكتوبه وغير المنجزه.

واختتمت: وأخيرا اود ان اشدد على اهميه التنظيم خارج جدار واطار الكنيست او البرلمان الاسرائيلي. افضّل شخصيا بناء أطر قياديه تمثلنا خارج البرلمان بقيادة مبادرين ومبادرات يتمتعون بصفات القائد الحقيقي حرصا على تقدم وتطور المجتمع العربي. وليس حرصا على تدفئة الكرسي البرلماني . انا مقاطعه هذه المره للانتخابات. واتوقع بانطلاق قوائم عربية عشوائية غير هادفة والتي ستعرقل بدورها مجرى الامور باختصار مجتعنا سيتفقون على الا يتفقوا بسبب الانا المستشري في نفوس اغلبية المرشحين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]