لا زالت الجماهير العربية ترتقب نتائج المفاوضات بين الأحزاب العربية لتشكيل قائمة عربية موحدة لخوض انتخابات الكنيست الـ18، وتشير المعلومات الأخيرة الى أن الأحزاب والحركات السياسية العربية الممثلة في الكنيست تواصل العمل الجاد من أجل خوض الانتخابات، في السابع عشر من مارس/آذار القادم، في قائمة عربية مشتركة، في حين لم يعرف بعد إلى أي مرحلة وصلت تلك المفاوضات التي تستكمل يوم الاثنين القادم.
وإلى جانب الجماهير العربية، هنالك عدة الآف من اليهود التقدميين اليساريين المُصوتين للأحزاب العربية ينتظرون بفارغ الصبر نتائج تلك المفاوضات، حيث طال سجال "القائمة العربية الموحدة" ايضًا صفوفهم، مما دفع عددٌ منهم إلى نشر عريضة مناشدة الأحزاب العربية بالوحدة في قائمة مشتركة، فيما يعارضها قسم كبير ايضًا.
وجاء في العريضة التي وقع عليها حتى اليوم قرابة الـ 550 داعمًا، أغلبهم من اليهود: نحن، ناشطو وداعمو احزاب غير صهيونية، نناشد القائمة العربية الموحدة، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الحركة العربية للتغيير، التجمع الوطني الديمقراطي والحزب الديمقراطي العربي بأن يساهموا لإثمار الجهود، والوصول الى اتفاق للترشُّح كقائمة مشتركة ذات بطاقة واحدة تشمل جميع الاحزاب في الكتلة – مع الحفاظ على استقلالية الاحزاب المختلفة – وذلك بهدف الوصول الى تمثيل يعكس الدعم الواسع للترشيح المشترك لدى ناخبي جميع هذه الاحزاب، ولتحقيق رد أفضل على احتياجات الساعة – مكافحة العنصرية والفاشية واستخدام قوة اليسار على الشكل الامثل.
وأضافت العريضة: نحن نطالب كلا من هذه الاحزاب أن تهتم بأن يكون هنالك تمثيل للنساء في اماكن حقيقية في قائمتها، وان تلتزم معنا من اجل قضايا النضال الاجتماعي والاقتصادي وضد السياسة الرأسمالية التي يقودها اليمين في اسرائيل، ومن اجل حقوق كل سكان بلادنا. معا سننجح!
قائمة مشتركة تعزز التضامن اليهودي مع العرب مستقبلا
وفي حديثٍ حول هذا الموضوع مع المؤيد للتجمع الوطني الديمقراطي نداف فرنكوفيتش قال لـ "بكرا": كنت من المساهمين في كتابة العريضة ونشرها والحشد لها. المبادر الأساسي هم نُشطاء في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي، ففي التجمع هنالك اتفاق على ضرورة إقامة هذا التحالف، بخلاف النقاش في الجبهة.
وأوضح: تهدف العريضة إلى ايصال رسالة على أن "القائمة العربية المشتركة" ليست مطلب الشارع العربي فقط، إنما مطلب قسم كبير من المؤيدين للأحزاب غير صهيونية من اليهود.
وأضاف: الحديث عن "القائمة العربية المشتركة" اربك عدد كبير من النشطاء اليهود في الجبهة، وهذا غير مفهوم لي، خاصةً وأننا نتفق على ضرورة الشراكة العربية اليهودية. برأيي قائمة عربية مشتركة سترفع التمثيل البرلماني في الكنيست الأمر الذي يساعد على مواجهة التحديات التي تواجه اليسار التقدمي والمواطنين العرب وأهمها العنصرية والفاشية المتفشية، أضف إلى ذلك أن قوة التمثيل البرلماني للأحزاب العربية ستدفع بالضرورة إلى رفع منسوب التضامن معها مستقبلا وإلى قدرتها لاحقة على اتخاذ قرارات هامة، مثل مقاطعة المشاركة السياسية كنوع من الاحتجاج.
وفضّل فرنكوفيتش عدم التطرق لرفض قسم من الجبهاويين اليهود للقائمة المشتركة مكتفيًا بالقول: أظن أن هنالك من يتعامل مع الموضوع وكأنه تهديد وليس شراكة، وهؤلاء هم القريبون من الحزب الشيوعي. شخصيًا أظن أن الشراكة بين التجمع والإسلامية والجبهة، هي ضرورية رغم اختلاف الفكر بين الأحزاب. والتجمع، كما البقية، بحاجة إلى بقية الأحزاب. ولي من المهم أن يتم "عد صوتي" وأكون "ممثلا في البرلمان".
القائمة العربية المشتركة: صحيح اصغر من كل اجزائه
وفي حديثٍ مع الناشط في الجبهة والحزب الشيوعي الإسرائيلي، اوري فلتمان، والمعارض للقائمة المشتركة قال لـ "بكرا": هنالك عدة اسباب للمعارضة القائمة العربية المشتركة، ويمكن التلخيص والقول أن قسمًا منها ايدلوجيّ والآخر يتعلق بالقوة الانتخابية للقائمة.
وأوضح: السبب الأول لمعارضة تلك القائمة أنها تُغّيب وبشكل واضح التعددية للناخب العربي واليهودي على حد سواء، فتلك القائمة لن تعكس القيم والفروقات بين الأحزاب، إنما ستصور إصطفافات كراسي، وهذا يشمل أيضًا أن هنالك ناخب له مواقف "إسلامية" لا تتماشى مع "العلمانية" فكيف سيرى بتلك القائمة ممثلة له؟! السبب الثاني أن تلك القائمة لن تسنح المجال لوجوه جديدة في السياسة، إنما ستعتمد على ترتيب مقاعد للوجوه القائمة حاليًا، علما أن هنالك رفاق يرغبون بالترشح ويملكون المؤهلات وايضًا دافع ورغبة في العمل البرلماني.
وأكمل: السبب الثالث للرفض يمكن بذلك أن الانتخابات هي ساحة سياسية تنافسية، ما يتنافس فيها هو؛ موقف قبالة موقف، ايدولوجيا قبالة ايدولوجيا، مفاهيم وقيم قبالة مفاهيم وقيم، وفي حال تنازلنا عن العمل السياسي بمفهومة الطبيعي فأننا نخلي الساحة إلى تأثير جماعات ضغط متنوعة، مثل الحمائلية والطائفية وإلى غيرها.
وعدد السبب الرابع قائلا: فيما يتعلق بالسب الرابع، هو أقل ايدلوجية، وأكثر يتعلق بالقوة الإنتخابية، بعكس الإستطلاعات التي نشرت، فقائمة كهذه لن ترفع نسبة المصوتين، على العكس هنالك احتمال أن تنخفض، فكيف يعقل أن يصوت الإسلامي للحزب الشيوعي أو التجمع (العلماني) والعكس. برأيي ما سيحدث أن تلك القائمة ستحقق مقولة "صحيح اصغر من كل اجزائه".
وفضل فلتمان عدم التطرق إلى قدرتهم على التأثير على قرارات الجبهة والحزب الشيوعي في إنتخابات يوم السبت القريب، مؤكدًا: على الرغم من أن هذا النقاش يدور حاليًا، إلا أننا في الحزب الشيوعي والجبهة، نؤكد على أنه وأن توجهنا إلى الانتخابات بقائمة عربية مشتركة فإننا لن نتنازل عن "التفاهمات السياسية" التي تميزنا، كتمثيل للنساء، وانا على قناعة على أن مجلس الجبهة قادر يوم السبت القادم على اتخاذ القرار الصائب للجميع.
قائمة عربية مشتركة لن تلغي الإختلافات بين الأحزاب
بدورها د. عنات مطر، الناشطة في الجبهة والمحاضرة في مجال الفيلسوفيا، خالفت التمان الموقف وقالت: انا كنت من الموقعين على العريضة، وبرأيي هذا "أمر الساعة"، وهو الزاميّ علينا لمحاربة الفاشية والعنصرية.
وأضافت: وحدة القوائم العربية قادرة على رفع التمثيل البرلماني للعرب واليسار التقدمي ايضًا، فبغض النظر عن الاختلافات الفكرية والعقائدية التي تجمع الأحزاب العربية، إلا أن الجمهور اليهودي سيصوت لها حتمًا، من منطلق مواجهة تلك السياسات التي تستهدف الفلسطيني في إسرائيل وتنتهك حقوقه بصورة منهجية، ناهيك على أن تلك الوحدة لن تلغي الإختلافات بين الأحزاب.
وأكدت بصورة قطعية د. مطر على أن اليهود سيصوتون لتلك القائمة والتي فعلا ستعزز الشراكة اليهودية العربية، مشيرةً: إذا لم تتحقق ايضًا سألتزم بقرارات مجلس الجبهة وأصوت للبدائل التي ستطرح.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
وفي حديثٍ مع الناشط في الجبهة والحزب الشيوعي الإسرائيلي، اوري فلتمان، والمعارض للقائمة المشتركة قال لـ "بكرا": هنالك عدة اسباب للمعارضة القائمة العربية المشتركة، ويمكن التلخيص والقول أن قسمًا منها ايدلوجيّ والآخر يتعلق بالقوة الانتخابية للقائمة.
وفي حديثٍ مع الناشط في الجبهة والحزب الشيوعي الإسرائيلي، اوري فلتمان، والمعارض للقائمة المشتركة قال لـ "بكرا": هنالك عدة اسباب للمعارضة القائمة العربية المشتركة، ويمكن التلخيص والقول أن قسمًا منها ايدلوجيّ والآخر يتعلق بالقوة الانتخابية للقائمة.