انضم مؤخرًا الى حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة الكاتب ابراهام بورغ، حيث برز حضوره في المؤتمر الذي عقدته الجبهة مساء السبت في مدينة الناصرة لمناقشة وإقرار المقترحات الخاصة بمواصلة العمل على تشكيل أوسع قائمة مشتركة عربية لخوض الانتخابات العامة في آذار/ مارس القادم.

ابراهام بورغ، عمالي الأصل، نشط في صفوف حزب العمل، على الرغم من انه ابن زعيم حزب "المفدال" (الحزب القومي الديني) د. يوسف بورغ. سابقًا شغل بورغ منصب رئيس الكنيست خلال ثماني سنوات كما وشغل ايضًا منصب رئيس الوكالة اليهودية.

عُرف بورغ خلاله نشاطه البرلماني بمواقفه المعتدلة، خاصةً تجاه القضية الفلسطينية. كما ويُعد فكره قريبًا من تيار "ما بعد الصهيونية" الذي يؤمن بأن المشروع الصهيونيّ قد وصل الى منتهاه، محققًا أغراضه التى قام من أجلها، وينبغي أن ينتهي.

موقع "بكرا" استطلع آراء ومواقف الشباب في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة حول انضمام "لاعب التعزيز الجديد" لا سيما وأن تاريخه السياسي يؤكد خدمته للصهيونية وأن عارضها من حيث الفكر لاحقًا.   

انضمام بورغ للجبهة يعزز الشراكة العربية اليهودية لإنهاء الاحتلال

الناشط محمد عنبتاوي من كفركنا عقب على إنضمام بورغ قائلا: ان انضمام ابراهام بورغ للجبهة الديمقراطية في المراحل الصعبة التي تدور على الساحة السياسية في البلاد امر بالغ الأهمية وتكمن في أهمية تعزيز الشراكة العربية اليهودية لإنهاء الاحتلال والعيش بسلام ومساواة.

وتابع: ان اعتبار شخصية في مكانة ابرم بورغ خط وبرنامج الجبهة هو الخط الأمثل لإنهاء الصراع هو خطوة إيجابية جداً وقد تؤثر كثيرا في الشارع اليهودي، نحن بحاجة الى شركاء حقيقين نحو تغيير حقيقي في المجتمع الاسرائيلي مما يصب ايضاً في مصلحتنا كأقلية عربية ، ولا فرق بين يهودي وعربي الا بالنضال، ومن هنا ندعو كل الديمقراطيين واليساريين من كل الاطياف لدرس خطوة ابرم بورغ واتخاذها .

واختتم: في النهاية، ان يختار جزء من الكثرة طريق الحق والخطاب الشجاع هو انتصار للطبقة المضطهدة.

الجبهه قادره على اختراق الشارع الاسرائيلي والتاثير عليه واقناعه بترك الصهيونيه

اما وسيم حصري من أم الفحم قال لـ"بكرا": انضمام بورغ للجبهه يفيد بالتاكيد ويؤكد أن الجبهه قادره على اختراق الشارع الاسرائيلي والتاثير عليه واقناعه بترك الصهيونيه، هذا التاثير يحسب للجبهه لا عليها. في اعتقادي ان الطروحات والممارسة الصريحة والواضحة للجبهة من شأنها ان تغيير التوجهات العنصرية التي تغذيها الصهيونيه عبر ثقافة الخوف والعداء.

انضمام بورغ لا يشابه تحالف لفني هرتسوغ التكتيكي

بدوره اشار علي شلاعطة من سخنين الى إن إعلان شخصية مثل ابراهام بورغ، والتي نشأت وترعرعت في ريعان شبابها في مؤسسات اللوبي الصهيوني، وشغل فيها مناصب عديدة، التي تزامنت أيضا مع عمله في الكنيست وإشغاله مناصب عديدة أهمها رئيس الكنيست، انضمامه أخيرا لصفوف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، يؤكد صلابة موقف الجبهة والحزب الشيوعي ومدى مصداقيته، وأنهما البديل الحقيقي للجرائم، الاحتلال، وأنّ خطهما الكفاحي هو الأقرب لهموم شعبي هذه البلاد، فبورغ الذي اقتنع أخيرا على أنّ سياسة الحركة الصهيونية، مخططاتها، ومساعيها التي تخدم بالأساس الإمبريالية الأمريكية، وتأتي بتعاون وتبعية للرجعية العربية هي ليست الطريق لشعبي هذه البلاد، وكما يقال "شهد شاهد من أهله".

وتابع: بورغ الذي أعلن انضمامه للجبهة يشير بوضوح أنه انتقل بقناعة تامة على أنّ هذا الطريق التقدمي المشرّف هو الأنسب، فبورغ لم يقم كما قام الآخرون كتحالف ليفني – هرتسوغ على سبيل المثال التكتيكي من أجل المناورة على رئاسة الحكومة، إنما ما قام به بورغ هو اتخاذ خطوة ثورية في حياته التي عاشها، وبعد أن وصل إلى قناعة تامة رفضه لمؤسسات التدجين الصهيونية لتغيير النمط اليهودي، وترسيخ ذهنية العداء العربي اليهودي، كل هذا يقول إنّ من قلب الظلمات ستبزغ أشعة النور، وتنور شعبي البلاد بسلام تام وشامل.

الجوهر هو التغيير الّذي طرأ في رؤى ومبادئ بورغ السياسيّة بفضل الجبهة

واوضح عماد جرايسي لـ"بكرا": ان الجوهر في هذه القضية ليس انضمام بورغ إلى الجبهة بقدر التغيير الجوهري الّذي طرأ في رؤى ومبادئ بورغ السياسيّة بفضل الجبهة، خاصةً في ظلّ المد العنصري والإقصائي تّجاه جماهيرنا العربيّة الفلسطينيّة في هذه البلاد بالمستويات كافة. واجزم قائلا: أن الحزب والجبهة كسبا الرهان في هذه القضيّة، الشراكة العربيّة اليهوديّة، من مُنطلق واحد، وهو العمل بكلِّ عزمٍ وعزيمة بالشارع اليهودي لتغيير نمط أفكاره العنصريّة والصهيونيّة إلى أفكارٍ يساريّة داعمة للقضيّة الفلسطينيّة ولحقوقنا كأقليّة عربيّة متجذّرة في هذه البلاد. والسؤال الأساس الّذي يُسأل لكل المزايدين على الجبهة في ظلِّ انضمام بورغ، هل يؤيدون الانغلاق والحفاظ على عنصريّة الأغلبيّة اليهوديّة؟ أم يُفضلون العمل سويّةً لإتمام تغييرٍ جذريّ في المواقف السياسيّة لهذه الأغلبيّة، كما حصل مع بورغ؟

وتابع: أعتقد أنَّ بورغ أصغى جيدًا لكل ما قيل في مجلس الجبهة الأخير، خاصةً موقف الجبهة من قضية اللاجئين وحول إقامة الدولة الفلسطينيّة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، إضافةً إلى النِّضال المشروع لنيّل العدالة التامة بالمجالات كافة للأقليّة العربيّة الفلسطينيّة في هذه البلاد. الجبهة، لا تُقامر ولا تغامر بمصير شعبنا، وإنّما تحاول جاهدةً قلب الموازين السياسيّة في الشارع اليهودي لنزعه من صهيونيته وعنصريته وتحويله إلى داعمٍ للقضيّة الفلسطينيّة ولحقوق الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة. فلا يمكن تحقيق مطالبنا المشروعة ونحن أقليّة قوميّة وسياسيّة، بل علينا العمل جاهدين لنصبح أغلبيّة سياسيّة لنستطيع تغيّير الواقع وممانعة المد العنصري في الشارع اليهودي.

وأختتم: أخيرًا أدعو الجمهور، خاصةً الشبابي منه، بسماع المواقف من أصحابها وليس الانجرار إلى تفاهات مغرضة تُطلق عبر منابر شبكات التواصل الاجتماعي أو بعض من وسائل الإعلام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]