بمبادرة اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين ومؤسّسة "محمود درويش للثقافة والإبداع" وبالتعاون مع منتدى الطيّبة الأدبيّ وقسم المعارف في بلديّة الطيّبة، تمّ إحياء اليوم العالميّ للغة العربيّة المقرّر من منظمة "اليونيسكو" التابعة لهيئة الأمم المتّحدة، يوم الخميس الماضي، الثامن عشر من كانون الأوّل، في مدينة الطيّبة.
وقد شارك في القسم الأوّل من هذا النشاط الكبير عدد كبير من الأدباء من منطقتيْ: الجليل والمثلّث، تأكيدًا للتّواصل الأدبيّ والوطنيّ بينهم، إذ توزّع أكثر من ثلاثين محاضرًا على المدارس الإعداديّة والثانويّة في المدينة ونفّذوا فعاليّات متعدّدة الأشكال والمضامين ومحاضرات تثقيفيّة، كان محورها تعزيز الانتماء لدى طلّابنا للغتهم القوميّة من خلال القراءة والكتابة والإبداع وتربيتهم على أهميّة الانتماء والاعتزاز بهويّتهم الوطنيّة وشخصيّتهم الثقافيّة المتميّزة في هذه البلاد، الّتي يريد لهم حكّامها العنصريّون الانطواء والانزواء في قوقعة العدميّة والتجهيل والقوانين العنصريّة التي تنتقص من لغتهم وانتمائهم. لقد اكتشف المحاضرون مدى تعطّش الطلّاب لمثل هذه النّشاطات الّتي تفتقر إليها المناهج التدريسيّة.
أمّا الأدباء الّذين شاركوا في الفعاليّات المدرسيّة فهم: بطرس دلّة، محمّد هيبي، أحمد عازم، سيمون عيلوطي، آثار حاج يحيى، محمود إدريس، علي هيبي، مفلح طبعوني، اسمهان خلايلة، وليد صادق، عبد الخالق أسدي، مفيد صيداوي، وفاء حزّان، أسامة مصاروة، إبراهيم مالك، عبد الرحيم الشيخ يوسف، فوز فرنسيس، ميرفت هاشم، نعمان عبد القادر، أنور سابا، سهيل عطا الله، عبد الله نمر بدير، عصام خوري، حسين جبارة، خالد علي، سوسن الناشف، ألمازة جبارة، أسمهان جبالي، أحمد صرصور، سليم أنقر، حميد آغا، أميمة محاميد وفتحي فوراني. إنّ الاتّحاد يتوجّه بالشكر الجزيل لكلّ هؤلاء الأدباء الّذين ضحّوا من أجل إنجاح هذه التظاهرة الثقافيّة ذات الأثر الكبير والإيجابيّ.
أمّا القسم الثاني من ذلك اليوم فقد كان احتفالًا مركزيًّا في قاعة "لهفا"، حيث غصّت القاعة بحشد كبير من الأهالي والطلّاب والمعلّمين، من قرى ومدن المثلّث.
وقد افتتح الاحتفال وتولّى عرافته الكاتب أسامة مصاروة مستهلًا بتلاوة من القرآن الكريم، تلاها الطالب محمّد عازم، وكانت الكلمة للسيّدة دريّة أبو عيطة مديرة قسم المعارف والثقافة في بلديّة الطيّبة، وقد قدّمت برنامجًا مفصّلًا عن اهتمامات البلديّة وقسم المعارف باللغة العربيّة والجوانب التثقيفيّة المبرمجة لإثارة الاهتمام لدى طلّاب المدارس في مجالات الإبداع، كما تحدّثت عن الدعم الماليّ المقدّم من البلديّة لإصدار إنتاجات الطلّاب، كما أعلنت عن دعم البلديّة لمسابقات في مجال الإبداع. ومن ثَمّ كانت الكلمة لمنتدى الطيّبة الأدبيّ، ألقاها الأستاذ وليد صادق، فتحدّث عن نشاطات المنتدى واهتمامه بالأقلام الواعدة وحرصه على تذويت اللغة العربيّة في وجدان طلّابنا، كما تحدّث عن مدى ما تتعرّض له اللغة العربيّة في هذه البلاد من عراقيل سلطويّة بهدف طمس دورها في إبراز الهويّة الحضاريّة لدى أبنائنا وأجيالنا القادمة.
وقد ألقى رئيس الاتّحاد ورئيس مؤسّسة محمود درويش الكاتب فتحي فوراني كلمة مثّلت المؤسّستين، عبّر فيها عن مدى طموح الاتّحاد للعمل على نشر الثقافة الوطنيّة الّتي تعكس شخصيّتنا وهويّتنا العربيّة الفلسطينيّة، وركّز على اهتمام الاتّحاد بالأقلام الواعدة ودعمها وتقديم يد العون لها ورعايتها، وقد ذكر أمام الحضور تفاصيل عن تأسيس الاتّحاد وعن نشاطاته وعن برامجه المستقبليّة.
أمّا البروفيسور لطفي منصور والدكتور نبيه القاسم فقد قدّما محاضرتين قيّمتين تتعلقّان باللغة العربيّة، وأشار منصور إلى كثير من الدراسات القديمة والمخطوطات الّتي يجدر الالتفات لأهميّتها كموادّ تثري البحث اللغويّ والأدبيّ، وهي دراسات ذات علاقة وثيقة بالقرآن وتفسيره من جوانب متعدّدة. أمّا القاسم فقد ركّز على الأوضاع الرّاهنة الّتي تمرّ بها اللغة العربيّة والظروف والمخاطر الّتي تحدق بها في خضمّ التوجّه السياسيّ الرسميّ وسياسة العبرنة وقانون قوميّة الدولة اليهوديّة، وقد حذّر المحاضر من تهاوننا نحن العرب بلغتنا، وأشار إلى العديد من نواحي الإهمال في عمليّة تعليم العربيّة والتدنّي في إعداد المعلّمين المؤهّلين لتعليمها.
أمّا فقرة الشعر فكانت من إلقاء الشعراء: عبد الرحيم الشيخ يوسف وهو نائب رئيس اتّحاد الأدباء، وقد ألقى قصيدة جميلة مخصّصة للغة العربيّة في يومها العالميّ، وكذلك ألقى الشاعر علي هيبي قصيدة بعنوان "غزّة تعيد سؤالها فهل من جواب" وهي من وحي العدوان الهمجيّ الأخير على غزّة وعن صمود أهلها البواسل، وكذلك ألقى الشاعر حسين جبارة قصيدة عن اللغة العربيّة بعنوان "الضاد حرفي"، والشاعرة سوسن الناشف ألقت قصيدة جميلة بعنوان "لو كان الأمر بيدي"، كما أتحفت فقرة الشعر والنصوص مجموعة من الطلّاب الواعدين، وهم الطالبة لنا عبد الغافر والطالبة حنين أبو الكباش والطالبة جيهان عبد الهادي، وقد برزت من بينهم الطالبة ماس أحمد ناطور، التي قرأت من شعرها الرائع وإلقائها المعبّر قصيدة عن اللاجئين.
ومن الجدير ذكره أنّ جوقات مدرسيّة من مدرسة "ابن سينا" ومن مدرسة "البخاري" قد أنشدت أناشيد رائعة، بمرافقة ورعاية الأستاذ يوسف سلامة من قلنسوة.
هذا، وقد وافانا بتفاصيل الخبر، الناطق الرسميّ لاتّحاد "الكرمل" للأدباء الفلسطينيّين.
[email protected]
أضف تعليق