رحل المناضل محمد يوسف ناجي المعروف باسم "ابو حميد"، أمس، عن 81 عاما، ودفن دون ان يحقق حلمه بضم أبنائه الأربعة الأسرى في سجون الاحتلال الذي حرمهم من إلقاء النظرة الأخيرة على والد لم يروه منذ 3 سنوات.
وشيع مسؤولون وجماهير غفيرة بمراسم مهيبة اختلطت فيها الدموع بالفخار، أمس، جثمان (ابو حميد) وهو والد الشهيد عبد المنعم، وأربعة أسرى "مؤبدات" وهم: ناصر، وشريف، ونصر، ومحمد، إلى مثواه بالبيرة.
حفيد الراحل رائد نقل لوالده نصر المحكوم 5 مؤبدات وأعمامه في الأسر، جنازة والدهم عبر هاتف نقال، في مشهد حي امتزجت فيه الآهات بالتكبيرات تخللتها لعنات وغضب على احتلال همه زيادة ألم الفلسطيني والإمعان في عدائه للإنسانية والأخلاق.
وتوفي أبو حميد فجرا أثناء نقله من منزله بمخيم الأمعري إلى مجمع فلسطين الطبي الحكومي بمدينة رام الله القريب بعد صراع مع المرض والمعاناة. وقضى ابو حميد السنوات الثلاث الأخيرة محروما من رؤية أبنائه الذين منعه الاحتلال من زيارتهم لأسباب وصفت بالأمنية، ودون ان يحقق حلمه باحتضانهم.
وانطلقت مسيرة التشييع من مسجد الامعري بعد أداء صلاة الجنازة، الى مقبرة الشهداء بمدينة البيرة حيث ووري الجثمان الثرى.
ونعى مكتب إعلام الأسرى والحركة الوطنية الأسيرة والأسرى المحررين والد الأسرى فيما فتح بيت عزاء بنادي الامعري وسط المخيم.
ولد الراحل وهو مناضل وجريح سابق، ببلدة السوافير شمال قطاع غزة عام 1937م، وانتقل وزوجته لطيفة وهي من مواليد بلدة أبو شوشة بقضاء الرملة 1945م، إلى مخيم الأمعري قرب مدينة رام الله، وأنجبا 12 ابنا (بنتان و10 ذكور)، اعتقلتهم سلطات الاحتلال جميعا لفترات متفاوتة.
ومع اندلاع الانتفاضة الثانية ذاع سيط عائلة ابو حميد كأسرة مناضلة، اغتال الاحتلال زهرة عمر أبنائها الذكور العشرة ومنزلها ثمنا لانتمائها الوطني. وقتل الاحتلال ابنها الشهيد عبد المنعم ابو حميد عقب الإفراج عنه بوقت قصير في اشتباك مسلح على حاجز قلنديا بتاريخ 31/5/1994م مع قوات الاحتلال التي اغتالته بنحو 150 رصاصة في وقت كان فيه 6 من اشقائه يواجهون أحكاما قاسية بالسجن.
واعتقل الاحتلال الابن البكر ناصر "أبو حميد " وشقيقه نصر آخر مرة اثناء الاجتياح عام2002، بعد مطاردة ساخنة برام الله والقدس والعيسوية في مخيم قلنديا بعد اشتباك دام أكثر من ساعة وسجلا موقفا سياسيا حين لم يعترفا بشرعية المحاكمة، ورفضا الوقوف للقضاة وتعيين محامي دفاع، وحكم على ناصر بالسجن 7 مؤبدات وخمسين سنة، وعلى نصر 5 مؤبدات.
واعتقل الاحتلال شقيقهما الثالث شريف وهو موظف في جهاز الأمن الوقائي بعد اسبوع من اعتقالهما وحكم عليه بالسجن 5 مؤبدات، وبعده اعتقل محمد في ذات العام وحكم عليه بالسجن مؤبدين و30 سنة بتهمته التخطيط لعمليات استشهادية ضمن "كتائب شهداء الأقصى".
واعتقل الاحتلال باسل عام 2003 وحكم عليه بالسجن 4 سنوات و4 شهور ويوم واحد وغرامة مالية 10,000شيقل بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى، واسلام اعتقل في 10/6/2003 وحكم عليه بالسجن 5 سنوات ونصف السنة وغرامة 10,000 شيقل بتهمته إطلاق نار والانتماء لكتائب شهداء الأقصى، وانضم جهاد إلى إخوته الأسرى في 7/12/2006 وقد أفرج عن باسل واسلام وجهاد بعد ان انهوا الأحكام التي فرضت عليهم.
وهدمت سلطات الاحتلال منزل العائلة في مخيم الأمعري مرتين، الاولى عام 1994م، والثانية في عام 2002 وأجبرت العائلة منذ ذلك التاريخ على الإقامة في بيت مستأجر تحتفظ فيه العائلة بذكريات ابنها الشهيد وعذابات أسراها وأمل بلقاء قريب.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
الله يرحمك يا عم ابو يوسف عشت مكافح ومناضل لأجل فلسطين في يوم زارنا في بيتنا في عمان وحكى لنا عن قصة الحاكم العسكري الصهيوني اللي طلبه حتي يشوف شو ردة فعله عن سجن جميع ابنائه ال 11 وقال له شو رائيك هي اولادك الاحد عشرة في السجن مبسوط انت هيك فاجاب والله اني شايفهم زي الغزلان ما دام بيقاوموا الأحتلال هذا الرد خلى الحاكم يقوم من كرسيه بعصبية ليسب دينه ويضربه بقبضته على اسنانه ويكسر سنين لأبو يوسف من شدة الغل