بيّنت ورقة عمل أعدّها مركز مساواة حول حاجات الاحياء العربية من ميزانية بلدية حيفا للعام 2015، أنّ هذه الأحياء بحاجة إلى ميزانيات تقدّر بمبلغ 100 مليون شيكل.
وكانت كتلة "الجبهة" في بلدية حيفا قد طلبت من مركز "مساواة" إعداد هذه الورقة كي تشكّل نقطة ارتكاز مهنية في المطالب المطروحة على إدارة البلدية. كما عمم مركز "مساواة" هذه الورقة لباقي أعضاء البلدية بدعوة لطرح هذه المطالب خلال المباحثات على ميزانية العام 2015 في الأسابيع القادمة.
وشارك مدير مركز "مساواة" جعفر فرح في اجتماعات مع مسؤولي البلدية، بمبادرة كتلة "الجبهة" ومكتب نائب رئيس البلدية د. سهيل أسعد، تم فيها استعراض ورقة العمل ومناقشتها. وتشمل الورقة مجالات عديدة وتعتمد على قاعدة معلومات تنموية تم تطويرها خلال السنوات الاخيرة بالتعاون مع أعضاء البلدية العرب والمؤسسات الاهلية العاملة في المدينة ومنها جمعية التطوير الاجتماعي ولجان احياء عباس, وادي النسناس والحليصة. ويعمل مركز مساواة على المستوى القطري في مجال التطوير الاقتصادي وتحصيل الميزانيات الحكومية للبلدات والاحياء العربية.
فيما يلي المجالات التي تم طرحها في ورقة العمل:
التخطيط والبناء:
تعاني مشاريع هامة منذ زمن بعيد من المماطلة, بسبب نقص شديد في التخطيط والميزانيّات المخصصة لأحياء وادي النسناس, حليصة, عباس, الكرمل الفرنسي, المحطة, تلبيوت والكبابير,وقد طالب مركز مساواة أن يخطّط وأن يـُقام حي عربي يهودي جديد (وليس زيادة نسب العمار الكبيرة في الأحياء العربيّة الـمُكتظّة جدا!) تتوفّر فيه الخدمات الإجتماعيّة والتربويّة والتعليميّة للسكان العرب. واقترح مركز مساواة ان يتم تسويق ملعب كرة القدم القديم في كريات اليعزر لبناء حي يهودي عربي مشترك في منطقة البلد التحتى. بيع ملعب كرة القدم القديم وتسويقه لبناء مساكن هو فرصة لبناء حي يهودي عربي جديد يوفر مؤسسات تربوية وجماهيرية ودينية للعرب واليهود في المدينة ويقع هذا الحي في جوار المؤسسات العربية.
أكد مركز مساواة على أهمية بلورة خطة بناء في الاحياء العربية لحل أزمة السكن الحارقة التي تواجهها الازواج الشابة في المدينة. وطلب المركز تشغيل مخططين ومهندسين عرب في قسم الهندسة والتخطيط طويل الامد في البلدية وإجراء مسح لقطع الارض الملائمة لبناء شقق سكنية.
وفي مجال المواصلات العامّة طالب مركز مساواة أن يتمّ ربط حي الحليصة الأعلى في شبكة المواصلات الداخليّة ومعالجة شارع الموت- المخرج الرئيسي لحي الحليصة, علاجا جذريا.
كما أنّ البرنامج يطالب بحل اكتظاظ حركة السيارات في حيّ عبّاس وتطرّقت الوثيقة إلى بناء حدائق عامّة ومسارات للسير والرياضة في حي عباس حتى ستيلا ماريس, وفي حيّ الكبابير وفي الأحياء الأخرى, كما تطالب الميزانية بحل مشكلة المواصلات والمواقف في حي وادي النسناس.
ويطالب مركز مساواة في بلورة مخطط خاص لدمج السكان العرب في حي وادي السياح في مخطط تطوير المنطقة. وأكد المركز على اهمية الاعتراف في الحي وتقديم الخدمات للسكان وتخطيط المنطقة لتعترف في حقهم في السكن والتطور على أراضيهم.
التعليم:
رحب مركز مساواة في الدعم الذي تتلقاء مدارس الكرمة ولكنه أكد على أهمية حل مشكلة مدراس حوار الاهلية والرسمية. وفي قضية حوار الرسمية طلب المركز تمويل إستصلاح البناية القديمة المجاورة للمدرسة وتخصيص أرض لبناء المدرسة خلال العام القادم. حيث أصبح إكتظاظ الطلاب في المدرسة غير محتمل. وطلب مركز مساواة حل مشكلة الاعتراف في مدرسة حوار الاهلية والتعاون مع الاهل في إيجاد مبنى ملائم ودعم تعليم الطلاب مثل باقي المدارس. كما طلب مركز مساواة دعم العملية التربوية في المدارس الاهلية التي تقدم خدمات تربوية لاكثر من 70% من طلاب حيفا العرب في ظل قصور تاريخي في تخصيص البنايات لبناء المدارس والاستثمار في التعليم العربي الرسمي.
وفي مجال التعليم طالب مركز مساواة بتطوير شبكة الحضانات في شارع فينر رقم 1 في الحليصة (تشمل سقف الساحات, وتطوير منطقة مدرسة أورط في شارع الراهبات وتركيب مكيفات هواء للمدارس العامّة والخاصّة كمدرسة الكرمل) ووضع مخطط لتحضير المدارس العربية الأهلية والحكومية لحالات الطوارئ بما فيها الملاجئ، درج الطوارئ والمرافق المطلوبة حسب معايير وزارة المعارف.
وفي مجالات مختلفة أخرى تدعمها البلديّة طلبت الوثيقة توسيع المشروع المشترك للبلديّة مع جامعة حيفا ليشمل دمج الطلاب الجامعيين العرب في أحياء وادي النسناس والحليصة ومساعدة الطلاب في وادي النسناس والحليصة.
بالتعاون بين مركز مساواة وجمعية التوجيه الدراسي للطلبة العرب قام طلاب معهد التخنيون للدراسات التطبيقية بطرح تصور أولي لمشروع بلورة منطقة تربوية ثقافية عربية. وقام الطلاب الجامعيين بالتعاون مع الطلاب الثانويين في المدينة بفحص سهولة وصول الطلاب إلى المؤسسات التعليمية والثقافية في المدينة. بلور الطاقم التخطيطي منطقة شارع الجبل مع شارع الكرمة وشارع همجينم وين غوريون كمنطقة تتميز بكونها مقرا للمؤسسات الثقافية والتعليمية.
وفحص الطاقم مخاطر وصول الطلاب والشباب الى المؤسسات العاملة في المنطقة ووضعوا تصورا لتطويرها. يشار إلى أن غالبية المؤسسات العاملة في المنطقة المذكورة هي جمعيات ومؤسسات اهلية ورسمية تتخصص في مجالات التربية والثقافة.
وطالب المركز في تفعيل مشروع مجلس طلاب المدارس العربية في المدينة والذي يجب ان يشارك في مجلس طلاب المدارس الحيفاوية بشكل عام، كما طالبت الوثيقة بدعم الحركات الكشفية على أنواعها وتخصيص مباني لفعاليات الشباب.
الرفاه الاجتماعي:
وفي المجال الاجتماعي طالب مركز مساواة بدمج الاطفال في الاحياء الفقيرة ببرنامج شميدط وتبني توصيات لجنة مكافحة الفقر. كما طالب المركز ببناء حضانات يومية في الاحياء العربية. وفي قضية المسنين العرب: أكد المركز على تفاقم مشكلة النقص في الاطر الملائمة لخدمة المسنين العرب المستقلين والمحدودين صحيا. وتضطر العائلات العربية الى إخراج المسنين في المدينة الى ملاجئ يهودية او ملاجئ عربية خارج المدينة. كما يضطر المسنين والمسنات المستقلين الى الإنتقال خارج أحيائهم للوصول الى نوادي يومية التي تعاني من صعوبة الدخول اليها بسبب مشاكل البنى في هذه النوادي.
تعاني غالبية العائلات العربية في حيفا من مساحة المنازل الضيقة وعدم ملاءمتها لاستيعاب المسنين في الإطار الاجتماعي العربي المناسب. وتضطر عائلات عربية كثيرة في المدينة إلى إيجاد حلول سكنية وعلاجية طويلة الأمد المسنين العرب في نوادي المسنين اليهودية التي بنيت في أطراف الأحياء العربية.
وتقول عائلة عن الظروف التي تمر فيها "نزور والدنا تقريبا يوميا في نوف هجيفن وعلى الرغم من الجهد الذي يقوم فيه الطاقم الطبي الا انه يفتقد حياته الاجتماعية والعائلية وحتى طعامه اليومي ويضطر الى التعامل يوميا مع طاقم يتحدث العبرية والروسية".
وتطرح الوثيقة من ميزانية بلدية حيفا مطلب تخصيص قطعة أرض لبناء بيت للمسنين يناسب حياتهم الاجتماعية والثقافية ويناسب حاجاتهم الصحية واللغوية ويكون قريب من الابناء والاحفاد. فغالبية من يبحث عن ملجئ عربي يخرج إلى عسفيا او إلى يركا ويصعب على الاحفاد التواصل معهم. يطلب مشروع الميزانية تخصيص ميزانية خاصة لدعم مراكز المسنين والمسنات المستقلين في أحياء الحليصة، الكبابير، وادي الجمال ورفع حجم الدعم المركز القائم في وادي النسناس.
بيت النعمة : تطرح الوثيقة أهمية دعم المؤسسات الاجتماعية الهامة التي تخدم سكان المدينة مثل بيت النعمة والذي يقدم المساعدات للمساجين والعائلات والاطفال الافقر في المدينة.
الثقافة:
تطالب ورقة العمل تخصيص الموارد لاقامة متحف لتاريخ المدينة العربي: أكد مركز مساواة على أهمية تأسيس متحف لتاريخ المدينة العربي والذي بدء قبل اكثر من 255 سنة على الاقل. وعلى هذا المتحدف ان يوثق تاريخ المدينة وتراثها والمستندات التاريخية والفنية التي بقيت في المدينة في أعقاب النكبة. وأشار المركز الى أهمية إقامة هذا المركز في الأحياء التاريخية مثل وادي الصليب ووادي النسناس.
تعمل في المدينة عدد من المؤسسات الثقافية وبينها مسرح جبينة، جمعية الثقافة العربية، مركز كيميديا، نادي حيفا الثقافي، جمعية المشغل، جمعية الكرمل، بيت الكرمة ولا تحصل هذه المؤسسات على الدعم البلدي مما يضطر الاهل الى تمويل الدورات والفعاليات الثقافية. وطالب المركز ان تقوم اتوس في جمع المؤسسات العربية في المدينة وفحص حاجاتها من ناحية بنية تحتية ومضامين ومساندتها لتصل الثقافة الى الاحياء الافقر والعائلات المحتاجة.
وتطالب الورقة إعتبار أعياد المجتمع العربي جزء من الاعياد البلدية ومرافقة الاحتفالات وتمويل تنظيمها بالتعاون مع المؤسسات الكنسية والمساجد في المدينة.
الشباب والمراكز الجماهيرية:
تطرح الوثيقة الصعوبات التي تواجه اقامة المركز الرياضي والجماهيري المخطط والمصادق عليه في حي الحليصة. وتطالب في انهاء المعاملات وبدء البناء بالاضافة الى دعم النوادي القائمة في مناطق مختلفة من الحي.
بدأت فرق كرة القدم الحيفاوية نشاطها منذ الستينات وتميزت بالفرص التي وفرتها لمئات الشباب والاطفال من الأحياء المختلفة. فرق "الكشاف" و "الإخوة حيفا" و "الكبابير" و "الحليصة" تنافست فيما بينها وفي السنوات الاخيرة تعاني من أزمة مالية أدت الى اغلاق قسم منها. وتطالب الورقة في دعم الفرق الرياضية.
للنساء الحق الكامل في المشاركة في الرياضة التنافسية. وفي فحص أجريناه في مؤسسات المدينة وجدنا عدد من النوادي الرياضية ولكنها تفتقر للرياضة النسائية. ففي سخنين على سبيل المثال هناك فرق رياضية تنافسية متنوعة للنساء والفتيات منها كرة القدم ، الكرة الطائرة، السباحة، الركض وتفتقد النوادي الرياضية في مدينة حيفا الى أطر نسائية تتجاوب مع حاجات النساء.
البنية التحتية:
اكد مركز مساواة على أهمية تحسين البنية التحتية في الشوارع وشبكات الصرف الصحي والمياه وترميم الاحياء القديمة. مؤكدا على أهمية ايجاد حليل لدخول المواصلات العامة الى داخل الاحياء العربية مثل عباس والحليصة وتطوير مواقف للسيارات وللحدائق العامة ومسارات المشي وملاعب الرياضة. وطلب مركز مساواة فتح ملعب كرة السلة في حي كريات اليعزر امام الفرق العربية التي تعاني من مشكلة في القاعات الرياضية المغلقة. وطلب في تخصيص ملعب تدريبات لفرق الحليصة والاخوة حيفا.
وطالبت الورقة متابعة وضع مقبرة الاستقلال وحل مشكلة الشارع الفاصل بين المقبرة الإسلامية والشارع الرئيسي في مدخل حيفا.
ميزانية دعم الجمعيات وصندوق حيفا:
أشارت الوثيقة الى أهمية دعم المؤسسات الدينية الاسلامية والمسيحية بما في ذلك صيانة الكنائس والمساجد والمقابر وبيوت الاجر التي تنشط بتمويل من المجتمع المحلي والمؤسسات الدينية.
وتطالب وثيقة مركز مساواة بدعم الجمعيات الاهلية ولجان الاحياء والحركات الشبابية بواسطة تخصيص بنايات وقاعات وميزانيات مباشرة تدعم نشاطاتها.
كما أشارت الوثيقة الى أهمية تشجيع التوجيه المهني بين الشباب والنساء لدمجهم في التعليم العالي والتدريب المهني وفي سوق العمل.
[email protected]
أضف تعليق