يسود العمل نوع من الود والانسجام، وقد يقابله غيرة ومنافسة تؤديان إلى خلافات قد تعكِّر صفو الجو، وتجعل من العمل اليومي عقاباً ويوم توتر واستفزاز. فلقاء الأشخاص نفسهم كل يوم قد يسبب نوعاً من الملل، وقد يزيد من احتمال بروز خلافات حادة قد تصل إلى ارتفاع نبرة الصوت والخصام، ما يخلق بيئة سامة تؤثر سلباً في عقلك وعملك، ورفاهك المادي.

لذا، يمكنك التقليل من المشاكل إذا قمت بتطبيق بعض الحيل للتخفيف من حدة التوتر. من هنا، يعرض الـ Life coach ميلاد حدشيتي مجموعة من النقاط عليك معرفتها وتجنبها.

لا تفكِّر بالاستقالة

بعد الشجار مع زميلك في العمل، قد تخطر في ذهنك فكرة الاستقالة وترك العمل، وهذه أسهل طريقة للهروب. لكن لا يمكنك ترك وظيفتك من دون إنذار الشركة بذلك مسبقاً، كما أنه ليس من الجيد لك خسارة مصدر رزقك فجأة. واعلم أن ما من وظيفة جديدة ستخلو من المشكلات، إذ إنه في كل عمل جديد ستلتقي أناساً جدداً ومن الممكن أن ينشأ بينكما خلاف، فالحياة ليست وردية، والخلافات ستقع دوماً في نهاية المطاف.


تجنب الصراخ

عليك بتجنب الصراخ فأنت في مكان عمل، ما يوجب عليك احترام القواعد والأصول، كما عليك انتقاء كلماتك حتى لو كنت في حال غضب، متجنباً استخدام عبارات لاذعة قد تستفز أو تجرح مشاعر زميلك. وفي حال كان زميلك يحاول رفع صوته، لا ترفع صوتك في المقابل، واعلم أنه إذا ما أخفضت صوتك ونبرتك العالية عندها سيضطر إلى خفض نبرة صوته وصولاً إلى التوقف عن الصراخ. كذلك، تفادي فتح ملفات الماضي أو التذكير بأمور حصلت في السابق إذ إن هذا الأمر لن يفيدكما بل سيزيد الشرخ في العلاقة بينكما.

إشراك الآخرين لنزع فتيل الخلاف

إنَّ التوتر مع زميل في العمل غالباً ما يكون واضحاً جداً للمراقب. لذا، يمكنك إطلاع زملائك الآخرين على الخلافات والمسائل المتعلقة بالعمل ما يساعدك في التخفيف من حدَّة التوتر بينك وبين زميلك، ولكن يجب أن يكون هذا الطرف الثالث موضع ثقتكما أنتما الاثنين، وأن يتم اختياره بالاتفاق في ما بينكما، إذ إن اختيار شخص غير متفق عليه ممكن أن يجعل من الآخر يعتقد أنه سيكون في صفك ضده.

استشر مديرك

عليك باللجوء إلى مديرك، واستشارته حول كيفية التصرف مع زميلك، وانقل صورة الوضع والخلاف كما هو، ولا تحاول جعل هذه الاستشارة "نميمة". كذلك، لا تحاول أن تحرِّف في مجرى الأحداث، فمديرك لن يعطيك حلاً إلا بعد أن يكون قد استمع للموظفين الآخرين وكوَّن فكرة عن موضوع الخلاف وأسبابه. ثم تصرَّف تبعاً لنصيحته كي لا يؤثر الأمر سلباً في أدائك العملي وحياتك المهنية مستقبلاً.


لا تعزل نفسك

عليك بالتركيز على سبب الشكلة وليس مُسببها، ما يساعد في حل الخلاف. وانتبه أنه مهما كان نوع الخلاف مع زميلك لا تتجنب التكلم معه أو مع زملائك الآخرين، إذ يمكن الكلام المهني والمهذَّب أن يخفف من حدَّة الجو السلبي السائد بينكما. واعلم أن الخلاف لا يكون شخصياً في أغلب الأحيان. لذا، عليك أن تبحث عن السبب المؤسس للخلاف؟ وأن تسأل نفسك "هل أنا مقصرٌ في مكان ما؟". كما عليك التفكير بحلّ، أي بدل أن تسأل لماذا (why) اسأل كيف (How)، أي لا تجعل جُلَّ تفكيرك مرتبطاً بسبب الخلاف بل حاول البحث عن حلول للصلح أو لتفادي الخلافات الأخرى التي قد تستجد لاحقاً.


تفادى هدم الجسور

عليك بتفادي هدم الجسور بينك وزميلك، أي "احفظ خط الرجعة". لا يمكنك أن تتجاهله فهو زميلك، ومهما كثرت الخلافات المهنية تبقى العلاقات الإنسانية جامعة. وبالتالي، عليك استعمال عبارات إيجابية بحكم الزمالة التي تربط بينكما. واعلم أنه لا يمكنك أن تغيِّر موقع زميلك أو أن تقيله من العمل. لذا، عليك الهدوء والتأني في كل الخطوات التي قد تقوم بها.

لا تتأثر بالشائعات

في الشركات، غالباً ما تكثر الشائعات، لا تكترث لها ولا تصدقها، ولا تحاول التبرير في حال تمَّ وضعك موضع الاتهام، فالبعض يحبون إثارة المشاكل عبر ابتكار سيناريوات سيئة. واعلم أنه ليس من الضروري أن تكون "أنت" في أغلب الوقت سبب المشكلة، بل من الممكن أن يكون زميلك من يعاني من أزمة شخصية أو مادية، واختلف معك من غير قصد. لذا، حاول حصر المشكلة بدل توسيعها، وتجنَّب زيادة عوامل إضافية مؤثرة سلباً بل ضَعْها في الإطار الصحيح.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]