اعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية انها لن تشارك في اعمال لجنة التحقيق التي شكلتها الامم المتحدة للتحقيق في انتهاكات للقوانين الانسانية اثناء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة الصيف الماضي ،وفي تبريرها لهذا القرار قالت ان اللجنة الدولية – لجنة مجلس حقوق الانسان التي يرأسها ويليام شاباس ليست ليست لجنة تحقيق منصفة بل لجنة قدمت سلفا خلاصتها، لذلك فان اسرائيل لن تتعاون مع هذه اللجنة ..حول هذا الموضوع تحدث مراسلنا الى د. يوسف جبارين ،رئيس مكز "دراسات" – المركز العربي للحقوق والسياسات والمحاضر في كلية القانون بجامعة حيفا...

اسرائيل تضع نفسها في تصادم امام الارادة الدولية

وقال د. جبارين:ان قرار الحكومة الاسرائيلية عدم التعاون مع لجنة التحقيق الدولية انما يكشف حقيقة الموقف الاسرائيلي الرسمي الذي يتنكر للشرعية الدولية ويتعامل مع الهيئات الدولية وكأن اسرائيل فوق القانون الدولي وفوق المعايير الأممية التي التي من المفروض أن تكون ملزمة لكل اعضاء الامم المتحدة بما في ذالك اسرائيل. وبذالك فان الحكومة الاسرائيلية تضع نفسها في تصادم واضح مع الإرادة الدولية. هذا الموقف الاسرائيلي يكشف برأيي عن عدم ثقة واضح في ممارسات اسرائيل خلال الحرب على غزة وأن للجيش الاسرائيلي ما يخفيه عن الرأي العام الدولي من ممارسات وتصرفات في غزة تتناقض والمعاهدات الدولية. ان لجنة التحقيق الدولية هي هيئة مهنية بامتياز واعضاؤها هم خبراء في القانون الدولي الجنائي والقانون الدولي الانساني ولو كانت اسرائيل واثقة من ممارساتها كما تدعي فلتتفضل وتفسح لهذه اللجنة ان تقوم بمهامها.

تعزيز مكانة فلسطين في المحافل الدولية

وتابع جبارين:برأيي ان هذا الرفض الاسرائيلي قد يعزز من مواقف التضامن الدولي مع الفلسطينيين في هذه الظروف الهامة دوليا ويعرّي الموقف الاسرائيلي الرافض لتسوية عادلة تضمن للفلسطينيين دولتهم المستقلة. وبالتالي فان هذا الموقف في اسرائيل سينعكس سلبيا على وضعية اسرائيل دوليا وقد يقود لمبادرات في الامم المتحدة لتعزيز مكانة فلسطين في الهيئات الدولية وفي الدول الاوروبية بالاضافة الى إجراءات تتخذ لضمان منع اي تعامل دولي او اوروبي مع مصالح اسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]