اعتمدت الرواية الصهيونية منذ احتلالها لفلسطين نهجا في التزييف وقلب الحقائق في العديد من الاماكن وبقاع فلسطين، فقد اعتمدوا فعلا تزييف العديد من قبور الاولياء الصالحين المسلمين ونسبوها لحاخامات يهود عبر الازمنة، والشهادات والدلالات على ذلك كثيرة.

الداخل الى عكا من جهة الشرق تتجلى امامه تلك التلة الملاصقة لملعب كرة القدم القديم بالقرب من سكة الحديد، وهذه التلة يعرفها الناس "بتلة نابليون"، لكن الحقيقة التاريخية الدامغة التي يرويها المرشد السياحي العكي عبدو متى يؤكد ان لا صلة مطلقا بين تسميتها "تلة نابليون" وحصار نابليون لعكا في القرن الثامن عشر، وحقيقة هذه التلة من العهد الكنعاني قبل خمسة الاف سنة وسميت "بتل الفخار". ويقول متى ان نابليون ومعسكره كان في مكان اخر يدعى اليوم "البهجة" وهو قريب من كلية الجليل الغربي وهناك يقبع قبر ضابط فرنسي كبير.

مراسل بكرا تجول اليوم على التل بمرافقة متى ليدحض الرواية الصهيونية حول تسمية وتاريخ هذا المكان.

فلسطينيون وجذورنا كنعانية 

وقال متى:هذا الموقع له عدة تسميات، والتسمية الحقيقية "تل الفخار" ويعود تاريخها الى الفترة البرونزية، أي ما قبل 5300 سنة، وبحسب الروايات فان ابراهيم الخليل مر في طريقه الى هذه المدينة وهو متوجه الى اور سالم (القدس) قبل نحو 3800 سنة، وهذه البوابة التي امامنا كانت بوابة عكا الكنعانية، والكنعانيون هم اجدادنا ،اجداد الفلسطينيين، ودائما اقول كنعانيتنا تسبق فلسطينيتنا، والاصح حين زار ابراهيم الخليل مدينة القدس ، فقد استقبله الملك الصادق وهو ملك كنعاني، والاثار التي وجدت في هذا المكان تعبر عن المدينة التي شيدت من طوب، وربما يتسائل البعض كيف تكون هذا التل، والسبب ان هذه المدينة التي كانت في هذا المكان خلال 2000 سنة وتم هجرها وتداعت جدرانها وتفتت وتكون هذا التل.

فشل نابليون صعود التل وعسكر مع جنده قرب البهجة

وتابع متى: نشأنا وتربينا على روايات الاجداد التي روجت عن هذا التل، وقال بعضهم ان جنود نابليون قدموا الى هذا المكان من مصر وقد امتلأت احذيتهم بالرمال وقاموا بتنظيف احذيتهم من الرمل في هذا المكان وتكون هذا التل من رمال احذية الجنود ،لكن هذه روايات واساطير وليست حقيقة، والحقيقة ان نابليون فقد اسطوله في مصر وكان على دراية ان العثمانيين يجهزون جيشا في منطقة الشام فاضطر لمواجهتهم، لكنه ولسبب مجهول علق في عكا مدة شهرين، ولم يستطيع صعود التل حيث كان في مرمى المدفعية، والحقيقة ان نابليون عسكر مع جيشه بالقرب من البهجة القريبة من كلية الجليل الغربي، وهاجم عكا بطريقة محددة لم يفلح من خلالها باقتحام الاسوار.

الرواية الصهيونية وتزييف معالمنا العربية 

وأسهب متى حول النصب التذكاري لنابليون على التل فقال:بعد احتلاله ليافا، فقد استدعى نابليون زعماء اليهود في فلسطين وعرض عليهم مشروعا للشراكة ، بمعنى مساعدته عسكريا وبالمقابل وعدهم منحهم ارض فلسطين وطنا لهم، لذلك لا نستغرب وجود هذا النصب التذكاري لنابليون على التل، وهذه بمثابة رسالة للعرب في هذه البلاد عن حقيقة نابليون والرواية الصهيونية التي كان في مصلحتها منذ قيام الدولة محو الذاكرة الفلسطينية بكل معالمها.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]