اصدر وزير الداخلية جدعون ساعر وقبل تقديم إستقالته قرارًا يستطيع من خلاله ابناء الطوائف المسيحية الخمس المختلفة في البلاد كتابة القومية الآرامية بدلا من العربية في خانة القومية في بطاقة الهوية، كما متبع حتى اليوم. القرار احدث ردود فعل غاضبة في صفوف اغلبية ابناء الطائفة المسيحية حيث أدعوا أن هذا القرار يسلخ المسيحيين عن شعبهم الفلسطيني إضافة إلا أنه طائفيّ بإمتياز هدفه التفرقة والشرذمة واضعاف وحدة الصف الفلسطيني الذي يعاني من سياسيات التمييز والتهميش من المؤسسة الإسرائيلية بكافة أذرعتها.
موقع "بكرا" قام برصد مواقف وآراء بعض رجال الدين المسيحيين الذين اكدوا بانهم لن "يسمحوا بمثل هذه التفرقة أن تمر لأنها تقتل الإنسان"- على حد تعبيرهم.
امجد صبارة: نتأمل ان يعي هؤلاء الذين يطالبون بصفة الارامية تبعية هذا الموضوع
الاب امجد صبارة كاهن رعية اللاتين في مدينة الناصرة قال لـ"بكرا":حسب رأيي بيان الكنيسة الكاثوليية اعطى تحليلا كاملا للموضوع وحذر من الاخطار المتحتمة نتيجة هذا القرار بكتابة الارامية الى جانب المسيحية في بطاقات الهوية لبعض المسيحيين في البلاد، ونتأمل ان يعي هؤلاء الذين يطالبون بهذه الصفة تبعية هذا الموضوع.
واضاف: هذه المحاولة بفصل المسيحيين الفلسطينيين عن الشعب الفلسطيني لن تنجح ابدا من قبل الدولة. نحن نؤكد اننا فلسطينيون نعيش في اسرائيل، ولن تحمينا هذه المحاولات بفصلنا عن عروبتنا وعن ابناء شعبنا، اذا كانت الدولة تريد حماية المسيحيين في اسرائيل، فلتعيد لنا بيوتنا اراضينا وقرانا التي قامت بمصادرتها.
سهيل خوري: ثقتي كبيرة أن الأغلبيّة الساحقة من المسيحيين هم أذكى وأقوى من الوقوع بهذا الفخ
اما الاب سهيل خوري، خادم كنيسة إقرث للروم الملكيين الكاثوليك فقد حذر من الوقوع بهذا الفخ الذي يهدف الى انتزاع الهوية والقومية واضاف لـ"بكرا": لا شك أن هذه الصرعة التي نشهدها مؤخرًا ليست بالشيء الغريب وليست الأخيرة أيضًا وسبقتها أفكار كثيرة ومحاولات كثيرة لتفرقتنا عن عروبتنا وقوميتنا العربية ولكننا ولدنا عرًبا وسنبقى عربًا ونموت عربًا معتزين بعروبيتنا وقوميتنا وهذا هو الجواب لكل من يحاول شرذمتنا وتفريقنا ولربما ينسى البعض أو يتناسى أن المسيحيين العرب يحملون إرثًا عربيًا متجذرًا وحضارة وثقافة عربيّة غنيّة غذّت العالم العربي وغيره على مر العقود والأزمان ومازالت وستبقى.
وتابع: وينسى البعض أو يتناسى أن من أوائل الشعوب التي كانت سبب انتشار المسيحية في شرقنا الحبيب وفي العالم هم من العرب الذين كانوا حاضرين في القدس عندما حلّ الروح القدس على تلاميذ السيّد المسيح و على المجتمعين في أورشليم كما ورد في كتاب أعمال الرسل الأصحاح 2 في الآية 11.وهذا ما يُثبت ويُقوي جذورنا المسيحيّة العربيّة ولا أحد يستطيع أن ينتزعها منّا أو يُزاود عليها .
واختتم قائلا: فحذاري من الوقوع بهذا الفخ الذي يبغي شرذمتنا وتفرقتنا وانتزاع هويتنا وقوميتنا وثقتي كبيرة أن الأغلبيّة الساحقة من المسيحيين هم أذكى وأقوى من الوقوع بهذا الفخ .
الياس ضو: السبب في هذه المطالبة هو معاناة المسيحيين في الشرق الاوسط
من ناحيته عقب الاب الياس ضو على الموضوع قائلا: بكل بساطة مسيحيون هذه البلاد هم عرب لديهم حضارة عربية وتاريخ وانا استغرب من البحث عن الهوية الارامية بشكل غير مفهوم، ممكن بسبب معاناة المسيحيين في الشرق الاوسط ان تكون هذه المطالبة هي حركة احتجاجية فالبعض سعي الى تغيير اسم العروبة الى الارامية كخطوة احتجاجية على المعاناة ليس اكثر، العرب المسيحيين في البلاد متواجدين منذ العهد الرسولي ولا يجوز سلخ صفة العروبة عنهم، هذا الامر خطير جدا وليس امينا للتاريخ.
[email protected]
أضف تعليق