"كان اعتداءً وحشيا همجيا ودون مبرر في ليلة الغفران من عام 2008"، هكذا بدأ حديثه توفيق الجمل من عكا وهو يستذكر تلك الليلة التي تم الاعتداء عليه وعلى ابنه في حي "الشيكونات" في عكا، هذه الحادثة اشعلت مواجهات بين العرب واليهود واستمرت عدة ايام..الان ونحن على عتبة الغفران فمن المحتمل ان يتزامن هذا اليوم مع عید الأضحى لدى المسلمین في الرابع من اكتوبر القادم، رغم ان علماء الدين يرجحون ان يكون الأحد (يوم صومكم يوم نحركم)، وبحسب العادات والتقالید الدينیة الیھودية فلا يسمح للسیارات السفر في ھذا الیوم الذي يصوم فیه الیھود.
لنتذكر المشهد ..احراق بيوت وتكسير للسيارات والمحال التجارية
كل عكي عربي كان أم يھودي يستذكر احداث الغفران من عام 2008 ، وكانت الشرارة حادث عرضي حیث دخل توفيق الجمل الى حي الشيكونات في مدخل المدينة الشرقي مساء الغفران لاحضار ابنته من بيت خطيبها، مما ادى الى رشق سيارته بالحجارة من قبل مجموعة من الشبان اليهود..هذه الشرارة ادت الى اشتعال المواجهات بين العرب واليهود واستمرت لايام ثلاثة، وكانت النتيجة احراق عدد من البيوت العربية في الحي وتحطيم وتكسير عدد كبير من السيارات وواجهات المحال التجارية، وأمام هذا المشهد وقفت الشرطة عاجزة..مراسل بكرا التقى توفيق الجمل ليضع معه النقاط على الحروف ومعرفة الحقيقة كاملة عما جرى في مساء ذالك اليوم المشئوم..
الشرارة التي اوقدت المواجهات
وقال الجمل لـ "بكرا": بداية اود القول انني انسان ملتزم دينيا وكل الشائعات التي راجت في وقته انني كنت احتسي البيرة واقود السيارة بسرعة في حي الشيكونات لا يمت للحقيقة بشيء، وكل ما جرى في ذالك المساء من غفران 2008 ان ابنتي كانت في بيت اهل خطيبها وطلبت مني ان احضرها من هناك بالسيارة،فذهبت الى هناك وكان ابني معي ، وكنت اقود السيارة بروي وليس كما يروجون، ولدى الاقتراب من المكان كانت هناك مجموعة من الشبان اليهودي الذين راحوا يرشقوننا بالحجارة، فخرجت وابني مسرعين من السيارة باتجاه العمارة حيث بيت خطيب ابنتي، ورغم حضور الشرطة الى المكان الا ان الشرطة لم تستطيع حمايتنا وكانت ليلة حافلة بالمخاطر حيث نقلنا الى المستشفى لتلقي العلاج.
وتابع الجمل:الجميع يعرفني واشارك في العديد من الفعاليات في مجال التقارب والعيش المشترك بين اليهود والعرب من خلال المركز اليهودي العربي في "حي وولفسون" حيث اسكن، والتطرف بعيد عني كل البعد.
وأردف الجمل: ما حدث بعد ذلك من مواجهات فقد غابت عني تفاصيلها حيث مكثت وابني ونسيبي في المستشفى، لكن علمت بعد ذلك ان اشاعات راجت في عكا القديمة من ان اليهود قد استهدفوني وابني وربما اصبحنا في خبر كان، وهنا اشتعلت المواجهات بين العرب واليهود وتم تحطيم العديد من المحلات التجارية في شارع بن عامي انتقاما من اليهود على ما فعلوه بنا وما اقدموا عليه من تحطيم واجهات العديد من السيارات العربية واحراق عدد من المنازل العربية في حي الشيكونات.
وختم الجمل ردا على سؤال مراسلنا هل من الممكن ان تندلع مثل هذه المواجهات قريبا فقال واثقا: اعتقد ان العكيين عربا ويهودا تعلموا الدرس جيدا واستخلصوا العبر من تلك الاحداث وكذلك شرطة عكا.
[email protected]
أضف تعليق