ما زالت عائلة سمير خاسكية من مدينة الطيرة، تعيش اجواء حزينة منذ 7 اشهر، وهي المدة التي قضاها ابنها الطالب فادي ( 25 عاما) في السجن، بجمهورية ارمينيا شرقي اوروبا.
وحسب العائلة "فإن فادي يقيم في ارمينيا منذ سنتين تقريبا، من اجل دراسة موضوع الطب العام، حيث انه كان من المقرر ان يتخرج من الجامعة هناك في شهر 6 الماضي، على ان يحتفل بزفافه الشهر الماضي".
وأضافت العائلة:" الا ان حادثا قد وقع معه حال دون اتمام كل هذه الآمال، حيث ان فادي معروف عنه انه يحب ان يساعد خصوصا للطلاب الجدد من الوسط العربي في ارمينيا، وهذا كان الدافع للمشكلة".
العائلة:" فادي حاول تفادى المشاكل"
ومضى عم فادي يقول:" اتفق فادي على ان يدعو طلاب الوسط العربي الجدد الى وجبة عشاء في مطعم سوري، من اجل ان يتعرفوا على بعض، ونُقل الشبان الى المطعم في سيارتي اجرة، وحين نزل فادي من سيارة الاجرة لاحظ تجمهر حول سيارة الاجرة الاخرى، فتوجه الى هناك سائلا عن السبب، فقال له رفاقه ان سائق سيارة الاجرة طلب اجرة اكثر من المعقول، فقام فادي بدفعها تفاديا للمشاكل، واثناء ذهاب الشبان فان احدهم على ما يبدو لمس مرآة السيارة فطلب سائق سيارة الاجرة تعويضا على ذلك وايضا قام فادي بدفع هذا المبلغ تفاديا للمشاكل".
" سائق سيارة الاجرة حاول قتله"
وتابع يقول:" وحين انتهى فادي ورفاقه من تناول وجبة العشاء خرج فادي من المطعم قبلهم، ليتفاجئ بسائق سيارة الاجرة يحاول دهسه، بعد ان انتظره بالخروج من المطعم، ونجا فادي باعجوبة، لكن سائق سيارة الاجرة لم يتكفِ بذلك، بل انهال عليه بالضرب المبرح برفقة والده واشخاص آخرين، وتدخل اصدقاء فادي الذين ابعدوهم عن بعضهم البعض".
" المشكلة لا تستوجب 7 اشهر اعتقال"
وإستطرد قائلا:" بعد ذلك توجه فادي الى بيت اصدقاءه، وفي اليوم التالي ذهب الى شقته ففجائه رجال الشرطة الارمنيين باقتياده الى محطة الشرطة، هناك خضع للتحقيق على خلفية الشجار، وتم اعتقاله، حتى اليوم، اي لفترة توازي 7 اشهر، علمنا بالموضوع، وذهبنا الى هناك، وحاولنا اخراجه، خصوصا ان المشكلة تافهة، ولا تستدعي الاعتقال لمدة 7 اشهر، جلسنا مع الشرطة والنيابة في ارمينيا، وكلفنا محامين، وبذلنا قصارى جهدنا لإطلاق سراحه دون جدوى".
سمير خاسكية:" لم يساعدنا احد لا اعضاء كنيست ولا حتى القنصيليات"
اما والد الطالب فادي فقال:" قمنا باتصالات عديدة مع اعضاء كنيست عرب، وايضا لدى جهات في وزارة الخارجية، والقنصلية الاسرائيلية في ارمينيا، وايضا القنصلية الارمينية في القدس، وكلهم اشبعونا وعودات دون اي حل على ارض الواقع، في بداية المشكلة اووهمونا ان فادي سيخرج خلال ايام، لكن المسألة امتدت الى 7 اشهر، الامر اصبح لا يطاق ونحن في قلق وحيرة من امرنا، اصبحنا نخاف جدا على مصيره ولا ندري ماذا يصنع وماذا يحل به".
" لو كان فادي يهوديا لخرج من السجن منذ مدة"
وأردف قائلا:" انا استغرب جدا من تصرف وزارة الخارجية الاسرائيلية، والتي لم تحرك ساكنا ازاء قضيتنا، نحن مواطنون اسرائيليون وهذا واجب دولتنا تجاهنا، لو كان فادي يدعى موشي او يتسحاك لبذل الساسة الاسرائيليون جهدا مضاعفا ولما جلس في السجن كل هذه المدة دون اهتمام، هذا اسمه استهتار، هناك في ارمينيا، لم يصدقوا اننا اسرائيليون الا لحين ابرزنا لهم جواز سفرنا، وقالوا لنا لو انتم اسرائيليون لما سكتت اسرائيل على هذه المشكلة كل هذا الوقت، ابننا بريء ويجب ان يخرج".
مليكة خاسكية:" حياتنا ماساوية"
اما مليكة خاسكية والدة فادي فقالت:" مر وقت طويل على هذه القضية، نحن نعيش بظروف قاسية جدا، نبكي طوال الوقت، ولا نأكل بشكل متواصل، ولا ننام بشكل صحي، لا نحضر المناسبات السعيدة ونقاطع الاعراس، حياتنا اصبحت غير طبيعية بعد اعتقال فادي، فرحتنا بتخريجه وزفافه تعكرت، طرقنا كل الابواب وتخلى عنا من كان يجب عليه ان يقف معنا، قدم ضد فادي لائحة اتهام، ونكاد لا نصدق ما جرى".
" هناك تصوير فيديو يوقف صدق رواية فادي"
وتابعت قائلة:" حين وقعت المشكلة، جمعنا عدة توصيات عن حسن السيرة والسلوك من المدرسة والبلدية والجامعة وعدة جهات، وايضا المحكمة، وكلهم شهدوا طيبة قلب فادي وانه شاب طموح ولا علاقة له بالمشاكل وهذه الامور، وهناك تصوير كاميرا مراقبة يوثق ان فادي لم يطعن سائق سيارة الاجرة بل على العكس، حل المشكلة ودفع له من الاموال ما يريد، وصافحه".
فادي خاسكية:" السلطات الارمينية تتحيز للسائق"
فادي نفسه اتهم السلطات في ارمينيا انها تظلمه وانها برئت ساحة سائق سيارة الاجرة الارميني وتحيزت له بسبب جنسيته فقال:" انا لم اطعنه، كانت في يدي قنينة زجاجية، حين حاول دهسي وابعدت نزل ووجه لي لكمة وطرحني ارضا حينها على ما يبدو افلتت الزجاجة من يدي على الارض وانكسرت، هو ووالده واشخاص اخرين اعتدوا علي، جلس على صدري واخذ يضربني، حينها دفعته عني، على ما يبدو حينها تعرض لجروح من الزجاج المفتت على الارض".
" ظروف صعبة في السجن"
وذكر ايضا:" المهنة التي تعلمتها هي الطب، وهي مهنة جُلها خدمة للآخرين، لكننا تاثرت جدا بعد ان وقعت بمشكلة ولم يساعدني اي احد، ظروف مأساوية اعيشها في السجن، في زنزانة صغيرة يوجد بها 15 سجين اغلبهم من ايران ويعلمون اني اسرائيلي، كنت انام في ايامي الاولى على الارض، وحاولي في ذات يوم وضع سم لي في الطعام، وعلى اثر ذلك دخلت بغيبوبة لمدة ثلاثة ايام".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
الله يفك اسرو