تبدو الحلبة السياسية في اسرائيل مشحونة ومتوترة بعض الشيئ في اعقاب تعنت وزير المالية " يئير لبيد" وعدم تنازله عن بنود في ميزانية الدولة للعام القادم وخاصة في قضية بيع الشقق بدون أية ضريبة مضافة عليها(صفر ضريبة مضافة)،وهناك نقاش لا يقل اهمية في بنود الميزانية وهي ميزانية الامن التي يحاول الوزير" موشيه يعلون" اضافة عدة مليارات اليها بعد العدوان على غزة...وتصريحات ليبرمان الاخيرة بشأن تعاظم قوة حماس بعد الحرب وخطوة زعيم" البيت اليهودي" بتوسيع الشرائح المجتمعية المنتسبة للقائمة ومواضيع اخرى ..والسؤال المطروح في هذا السياق هل نحن على اعتاب انتخابات جديدة؟.عن هذه القضايا وأخرى تحدث مراسلنا الى المحلل السياسي عكيفا الدار. 

الضريبة المضافة على الشقق بمثابة الورقة الرابحة الاخيرة للبيد

وقال الدار حول الميزانية والخلافات بين لبيد ونتياهو حول الضريبة المضافة على الشقق:يبدو ان وزير المالية لبيد تسلق شجرة عالية ولن ينزل عنها،وهي قضية الضريبة المضافة على الشقق،فهي الورقة الرابحة الاخيرة له ولحزبه في اعين الجمهور في حال اجريت الانتخابات قريبا، خاصة وأنه خاض الانتخابات ضمن برنامج"العدالة الاجتماعية التي لم يتحقق منها شيئ لغاية الان ،لذلك هو مصمم على التمسك بهذه الورقة حتى لو اضطر الى الاستقالة وانسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي.

نتنياهو لا ينوي التقدم بعملية السلام

وقال الدار ردا على سؤال مراسلنا حول عملية السلام مع الفلسطينيين بعد العدوان على غزة:لقد رفض نتياهو طلبا بتعديل واعادة صياغة الائتلاف الحكومي من خلال اخراج الاحزاب اليمينية المتطرفة(يسرائيل بيتنا والبيت اليهودي) وضم حزب العمل وشاس الى الائتلاف ،كل ذلك بسبب مخاوفه من داخل بيته(الليكود)،لذلك لا اعتقد ان نتياهو ينوي او لديه القدرة في التقدم بعملية السلام مع الفلسطينيين وهو يراهن على انشغال العالم بداعش وربح الوقت لسنتين على الاقل حتى الانتخابات في الولايات المتحدة.

بينت وليبرمان يتنافسان على عقول الجمهور الغبي

وحول سؤال لمراسلنا عن تصريحات ليبرمان انه يقبل المبادرة العربية للسلام وفي نفس الوقت يطعن نتنياهو من الخلف حين قال ان قوة حماس تضاعفت بعد العدوان على غزة،بالمقابل الوزير بينت يعقد اجتماعا لحزبه وتتعاظم قوته داخل الحزب ويرفض أي عملية سلام في هذه المرحلة فقال الدار:لا اريد الخوض كثيرا في موضوع بينت وليبرمان لان كل همهما المنافسة على اصوات وعقول الجمهور الغبي في اسرائيل،وكل الاستطلاعات الاخيرة تشير الى زيادة قوة البيت اليهودي ومردها الى ان شريحة كبيرة من الجمهور الاسرائيلي هو جمهور غبي ،بالمقابل نسمع ليبرمان يصرح انه مع المبادرة العربية وفي نفس الوقت يطعن نتنياهو من الخلف لأنه يريد ان يبدو جميلا ووطنيا في عيون الجمهور(رجل سلام وحرب ان اقتضت الضرورة) ولديه طموح في ترأس الحكومة في الانتخابات القادمة

المشهد ضبابي وليس واضحا

وختم الدار حول المشهد السياسي برمته فقال: المشهد غير واضح المعالم مع ولكنني اعتقد ان الانتخابات ستجرى في ربيع السنة القادمة وذلك لسببين: الاول الخلاف بين لبيد ونتنياهو سيؤدي في نهاية المطاف الى استقالة لبيد وخروجه مع حزبه"يش عتيد" خارج الائتلاف،بالمقابل فلنفتالي بينت مصلحة في تقديم الانتخابات لأن الاستطلاعات تشير الى زيادة كبيرة في قوة هذا الحزب بين الجمهور الاسرائيلي،بالمقابل فان نتنياهو لديه مشكلة كبيرة داخل حزبه ولا يمكنه التقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين خاصة ضمن هذا الائتلاف،لذلك لا اعتقد ان نتنياهو سيجازف في مستقبله داخل حزبه ويذهب بعيدا مع المركز الى عملية سلام ربما تعصف بمستقبله السياسي،وبالتالي سيحاول الاستمرار وربح مزيد من الوقت لسنتين حتى الانتخابات القادمة في الولايات المتحدة الامريكية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]