يوم الغفران من عام 2008 كان يوما مفصليا في عكا، حيث اندلعت مواجهات دامية واحرقت منازل وسيارات. وقد استمرت المواجهات عدة ايام بين العرب واليهود في المدينة ووقفت الشرطة عاجزة امام هذا المشهد، ويبدو بحسب شهادات عدد من العكيين العرب واليهود انهم استخلصوا العبر وتعلموا الدرس جيدا من تلك الاحداث، ومنذ ذلك الحين تشهد عكا اجواء "ايجابية وحسن الجوار"..لكن قبل 2008 وفي كل غفران كان بعض اليهود(العلمانيين) يزور البلدة القديمة لابتياع الخبز والحمص العربي، وكانت البلدة القديمة ومحالها مفتوحة ولو جزئيا، لكن بعد غفران 2008 يتم اغلاق المحلات في هذا اليوم..مراسل بكرا تجول اليوم بين التجار ليعرف حقيقة الامر من قضية اغلاق المحلات، علما ان هناك احتمالا كبيرا في تزامن الغفران والاضحى في نفس اليوم ( السبت الاول من الشهر القادم).
يُشار الى ان حاخام عكا يوسف يشار وفي لقاء سابق لمراسلنا معه حول هذا الموضوع قال بصريح العبارة انه لا يعارض فتح المحال التجارية داخل البلدة القديمة في الغفران!
التجار يؤكدون نحترم "الغفران" لكن اذا تزامن مع العيد ...
نبيل هندي – صاحب مطعم قال لموقع "بكرا" معقبًا: منذ سنوات عديدة لا اغلق مطعمي في يوم الغفران، واعتقد ان المحلات التجارية ستكون مفتوحة هذا الغفران لانه يتزامن مع عيد الاضحى المبارك، وفي حال لم يتزامنا في نفس اليوم فكعادتي لا اغلق المطعم . اما حول سؤالك عن غالبية المحال التي تغلق ابوابها في الغفران فأعتقد انه من باب الاحترام للاخر خاصة ونحن نعيش في مدينة مختلطة.
غازي عودة – صاحب مخبز قال لـ "بكرا": تعودنا في الغفران اغلاق المحل، لكن في حال تزامن بنفس اليوم مع عيد الاضحى سيكون المحل مفتوحا، وفي حال كان الاضحى بعد الغفران سأغلق المحل في الغفران، حيث تعوّد المواطن العكي ابتياع الخبز بكثرة قبل الغفران بيوم واحد.
غوار زكور- صاحب مسمكة قال بدوره: اغلاق المحال التجارية في عكا يوم الغفران سببه شح الزوار في هذا اليوم، فكما هي العادة تتوقف حركة السير في المدينة وبالتالي لا فائدة من فتح المحلات في هذا اليوم،لكن في حال تزامن الغفران مع الاضحى فأنا على قناعة ان كل المحلات ستفتح ابوابها.
وقال ميلاد جريس- صاحب محل لبيع الديسكات الغنائية: تعودنا على مر السنين عدم الاقبال من خارج البلدة الى عكا، لذلك نغلق محالنا،لكن ابن عكا بامكانه فتح المحل كالعادة خاصة في حال تزامن الغفران والاضحى بنفس اليوم.
أما هاني اسدي، صاحب ستوديو الاهرام فقال: لا يمنعنا احد من افتتاح محالنا يوم الغفران، وشخصيا لا اغلق المحل في الغفران، لكن من جانب اخر نحاول تذويت قيم التعايش مع الاخر لذلك يقوم التجار باغلاق المحلات احتراما لهم، لكن هذا الغفران سيكون له شأن اخر في حال تزامن مع الاضحى وهناك اتفاق صيغ مع كل الاطراف العكية، بلدية وشرطة ووجهاء عكا ومفاده ان الشرطة ستعمل بكل قوتها لكي لا تتكرر احداث 2008 وعليه سيتم اغلاق منفذ عكا الشرقي (شارع 85) وتحويل السير جنوبا الى شاطئ ارجمان ومن هناك سيكون الدخول الى البلدة القديمة منعا للاحتكاك مع اليهود .
عنان حجازي – رئيس لجنة التجار قال لـ "بكرا": 80% من التجار لا يعملون في الغفران، ولا احد يجبرنا على ذلك بل يعود السبب لشح الزوار الى عكا، وكنا على دراية منذ اشهر ان الغفران ربما يتزامن مع الاضحى، لذلك فقد تداركنا الوضع وبحثنا ذلك مع الشرطة والبلدية ولدينا شبه اتفاق في ان تقوم الشرطة بالانتشار في الاماكن الحساسة في المدينة لمنع أي احتكاك بين العرب واليهود،وهناك حل متفق عليه بين كل الاطراف وتحويل السير الى مسار اخر والدخول الى عكا بأمان من المدخل الجنوبي.
[email protected]
أضف تعليق